إغلاق قناة بلقيس وترحيل طاقمها يكشف تصاعد التضييق الدولي على مؤسسات الإخوان الإعلامية وتمويلها...

السياسة - منذ 42 دقيقة

عين الجنوب| خاص     

في تطور مفاجئ هز الساحة الإعلامية أقدمت السلطات التركية على إغلاق قناة بلقيس وإخلاء مقرها وترحيل طاقمها بالكامل في خطوة تعكس اتساع دائرة التشديد العالمي على المؤسسات المرتبطة بالإخوان وتزايد الإجراءات التي تستهدف أنشطتهم الإعلامية ومصادر تمويلهم في دول عدة

السلطات التركية قررت الإغلاق الفوري لقناة بلقيس وإخلاء المقر وطرد جميع العاملين مع البدء بتنفيذ عمليات ترحيل جماعي عاجلة بحق من لا يمتثل للقرار وسط تهديدات بالاعتقال بتهمة دعم الإرهاب العالمي وفقا لما أكده مصدر من داخل القناة
ويأتي هذا الإجراء بعد توجيه اتهامات رسمية بارتباط القناة بتنظيم الإخوان وهي اتهامات أصبحت جزءا من موجة دولية أوسع تتجه نحو تصنيف الجماعة ومؤسساتها الإعلامية والمالية كأطراف تمارس أنشطة ذات طابع سياسي أو تعبوي خارج الأطر القانونية الأمر الذي دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة شملت وقف البث ومصادرة المعدات ومنع العاملين من الاستمرار في أي نشاط إعلامي داخل البلاد

وتشهد الأوساط الإعلامية حالة كبيرة من الارتباك بعد هذا القرار الذي أعاد الجدل حول مستقبل القنوات المرتبطة بالإخوان خاصة أن عددا منها كان يعمل في الخارج لسنوات قبل أن تتعرض لموجات إغلاق متلاحقة في دول متعددة
ويربط محللون بين الخطوة التركية والتحولات الدولية المتصاعدة التي تتجه إلى وضع قيود أكثر صرامة على مؤسسات الإخوان الإعلامية حيث اتخذت دول مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين قرارات سابقة شملت إغلاق مكاتب القنوات التابعة للجماعة ومنع بثها وملاحقة الجهات التي تمولها
وفي السياق ذاته أجرت دول غربية مراجعات موسعة لملفات التمويل المرتبطة بالجماعة سواء عبر الجمعيات الخيرية أو المؤسسات الإعلامية التي تعمل تحت غطاء العمل المدني حيث كشفت تقارير بحثية عن شبكات مالية معقدة تعتمد على تبرعات وتحويلات عابرة للحدود ما دفع العديد من الحكومات إلى تشديد قوانين مكافحة غسل الأموال ومراقبة مصادر التمويل غير المعلنة

ويؤكد خبراء أن هذه الإجراءات تعكس إعادة تشكيل خريطة التعامل مع المؤسسات الإعلامية المحسوبة على الإخوان في ظل ضغوط دولية متزايدة لمكافحة التطرف والحد من انتشار الخطاب المؤدلج الذي قد يستغل المنابر الإعلامية لتحقيق أهداف سياسية
ومع استمرار الصمت من إدارة القناة يبقى العاملون في مواجهة مستقبل مبهم بعد فقدان وظائفهم واحتمال ترحيلهم القسري بينما تستمر الأسئلة حول مصير المؤسسات الإعلامية الأخرى المرتبطة بالإخوان ومدى إمكانية تعرضها لموجة مماثلة من الإغلاق بالتزامن مع الجهود الدولية الهادفة إلى تجفيف منابع التمويل وتقليص الحضور الإعلامي للجماعة
وفي ظل هذا المشهد المليء بالغموض يترقب الوسط الإعلامي والحقوقي ما ستكشف عنه الأيام المقبلة أملا في توضيحات رسمية تحدد خلفيات القرار وتداعياته على المشهد الإعلامي الأوسع في المنطقة.

فيديو