أشارات دولية ضمنيه وصمت يفسح الطريق نحو استعادة الدولة الجنوبية

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب|| خاص:
في خضم التحولات المتسارعة على الساحة اليمنية، بدأت ملامح مشهد جديد تتشكل بهدوء، يتقدّم فيه الجنوب خطوة تلو أخرى نحو استعادة دولته، دون أن يواجه الاعتراض الدولي الذي كان يعطّل هذا المسار لسنوات طويلة. فالصمت هذه المرة ليس حياداً، بل إشارة سياسية واضحة تُقرأ بدقة في عواصم القرار كما تُقرأ على الأرض في محافظات الجنوب التي عادت إلى وضع أكثر استقراراً بعد عمليات التحرير الأخيرة.

لم يكن العالم غائباً عمّا يجري. فالتطورات العسكرية في حضرموت والمهرة، وتثبيت الأمن في المحافظات الجنوبية، والتحوّل الشعبي والسياسي الذي يزداد رسوخاً باتجاه مشروع الدولة، كلها خطوات جرت بنبض دولي مغاير. غاب الاعتراض، وحضر الترقّب، وتحوّل الموقف الخارجي إلى مراقب يوازن التأثيرات الإقليمية والدولية، ويستوعب أن قيام دولة جنوبية مستقرة قد يكون المدخل الحقيقي لإنهاء دائرة الفوضى في اليمن.

ويعرف صانعو القرار الدوليون أن الجنوب لم يعد مساحة صراع، بل رقعة صاعدة تتجه نحو بناء مؤسسات ورسم حدود واضحة للأمن والاستقرار. ومع كل تقدم للقوات الجنوبية في المناطق المحررة، كان الصمت الدولي يتعمّق أكثر، ليشكّل قبولاً غير معلن بأن الجنوب يمضي في مشروعه بإرادة داخلية لم تعد قابلة للانكسار أو الإعاقة.

هذا الصمت لم يأتِ من فراغ. فقد وصلت القوى الدولية إلى قناعة بأن الحلول التقليدية لم تعد قابلة للتطبيق، وأن الإصرار على بقاء الجنوب في دائرة اللادولة ليس فقط غير واقعي، بل يفتح الباب أمام الفوضى التي تهدد خطوط الملاحة والمصالح الإقليمية والدولية على حد سواء. لذلك بدا واضحاً أن المجتمع الدولي يترك للجنوب مساحة يتحرك فيها بثقة، مدركاً أن قوة الحقائق على الأرض أقوى من أي اعتراض سياسي.

ومع هذا التحوّل، يمضي الجنوبيون في مشروعهم بخطوات محسوبة، مستندين إلى دعم شعبي واسع وإلى مؤسسات أمنية وعسكرية أثبتت قدرتها على فرض الاستقرار. وبين الواقع المتشكل والإشارات الدولية الصامتة، تبرز ملامح مرحلة جديدة تقترب فيها الدولة الجنوبية من العودة، ليس بتصعيد أو مواجهة، بل بمنطق الحق الذي بات يفرض نفسه على الجميع.

إن الجنوب اليوم لا ينتظر اعترافاً معلناً؛ بل يمضي ليجعل الاعتراف نتيجة طبيعية لواقع يصنعه على الأرض. وبين كل خطوة تحرير وصمت دولي يرافقها، تبدو الدولة الجنوبية أقرب من أي وقت مضى.

فيديو