افتتاح مقبرة بواجهة مزخرفة وقبة فخمة باسم الإمام "العياني

تقارير - منذ 2 سنة

الإمامة في محاولة تزيين وجهها القبيح.. افتتاح مقبرة بواجهة مزخرفة وقبة فخمة باسم الإمام "العياني" في ريدة عمران   عين الجنوب / متابعات [caption id="attachment_7754" align="alignnone" width="300"]افتتاح مقبرة بواجهة مزخرفة وقبة فخمة باسم الإمام "العياني افتتاح مقبرة بواجهة مزخرفة وقبة فخمة باسم الإمام "العياني[/caption] افتتحت مليشيا الحوثي مقبرة جديدة لقتلاها وفتحت مزاراً لقبر وجامع "الحسين العياني" بمنطقة "دُكم ريدة"، في محافظة عمران شمالي اليمن، في إطار مشروعها لإحياء الرموز الدينية الطائفية وإعادة إنتاج صورة حقبة حكم الأئمة التي اتسمت بالظلام والعنصرية والحروب. وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين"، إن مشرف ميليشيا الحوثي في المديرية "أبو عقيل الشريف"، افتتح مؤخراً المقبرة في احتفال كبير رافقه قص لشريط الافتتاح، بعد أكثر من عام على إعلان وزارة الأوقاف في سلطة الميليشيا (غير معترف بها) بدء أعمال ترميم ونقش وتطوير قبة وجامع قبر الحسين بن القاسم العياني. وأكدت المصادر أن تكاليف بناء المقبرة وتزيينها بالورود والنقشات الجدارية وتزيين القبة والمسجد تقدر بعشرات الملايين، وظهر الضريح والمسجد على شاكلة الحسينيات التابعة لأئمة المذهب الإثنى عشري المنتشرة في إيران والعراق. يأتي ذلك في إطار المساعي الحوثية لإحياء الرموز الدينية الطائفية وتاريخ الحكم الإمامي في مناطق سيطرتهم، لاسيما ما تعرف بمحافظات شمال الشمال حيث أحكموا سيطرتهم وبدأوا بتغييرات كبيرة عبر وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والإرشاد. ريدة والعياني وتقع مدينة ريدة شمال محافظة عمران وتبعد عن صنعاء نحو ٥٥ كيلومترا، وكانت إحدى مناطق الأئمة الزيديين الذين حكموا مناطق واسعة في شمال اليمن خلال القرون الماضية، وفيها استقر الحسين بن القاسم بن علي العِياني الملقب ب "الإمام المهدي"، بعد أن أعلن نفسه إماماً سنة 393 هجرية من قرية "قاعة" وهي قرية في جبل "عيال يزيد" الواقع إلى الغرب من مدينة عمران. ووفقا للمصادر التاريخية فقد اتخذ المهدي من ريدة منطلقاً لغزواته التي شنها ضد خصومه ابتداء من صنعاء التي قصدها على رأس جيش وجرى بينه وبين المدعو محمد الزيدي إمام صنعاء آنذاك، قتالاً أسفر عن مقتل الزيدي. ولما علم ابنه بمقتل والده قدم من ذمار بجيش فوصل ألهان (آنس) ولكنه هُزم هناك وقتل جماعة من عسكره. وتذكر المصادر أن العياني ارتكب أبشع الجرائم بحق القبائل الذين لم يسندوه في قتاله ضد الإمام المنافس، قبل أن يتوجه نحو صعدة بجيشه ويستولي عليها مخلفاً مجازر مروعة، وبعد سيطرته على البلاد من صعدة إلى آنس بذمار ادعى أنه المهدي وسمى نفسه بالإمام المهدي، فنفر الناس عنه واستقبحوه فجار عليهم في عمران وصنعاء وغيرها وطلب منهم الخُمُس في كل شيء من الحلي والأموال والثلث في سائر الأشياء من الحبوب وغيرها، وخيرهم بين دفع الخمس ونهب الأموال وإلا حكم عليهم بحكم اليهود في ضرب الجزية وسلب السلاح. كانت هذه الجرائم التي ارتكبها العياني هي القداحة التي أشعلت فتيل ثورة ضده انتهت بمقتله في واقعة شهيرة بمنطقة "ذي عرار" بالقرب من ريدة، يوم السبت الرابع من صفر سنة ٤٠٤ هجرية (نحو 1013م). أما القبة التي شيدت بهذه الفخامة وأحياها الحوثيون اليوم، فيعود السبب في تشييدها إلى أن أولياء العياني أسقطوا دمه عندما رأوا ثورة القبائل، وطلبوا منهم السماح بدفن جثته وبناء قبة على قبره مقابل التخلي عن الثأر لمقتله، وكان لهم ما أرادوا. وتشير المصادر التاريخية إلى أنه مع مرور الوقت وسيطرة الأئمة على حكم شمال اليمن تحولت قبة ومسجد الحسين بن القاسم العياني مزاراً يخرج الناس إليه يوم التاسع عشر من ذي الحجة من كل عام فيما عرف بـ "يوم النشور" حيث يطلق الناس الرصاص الكثيف في الجو مرددين زوامل وقصائد ورقصات البرع وغيرها في محيط القبة والمسجد. أواخر العام 2005 وبعد عام من إطلاق مليشيا الحوثي تمردها المسلح ضد الدولة في جبال مران بصعدة شهد الضريح محاولة نبش لإخراج الرفاة من قبل ملثمين مجهولين، قبل أن يتصدى لهم القبائل ويمنعوهم، وبعد انقلاب ميليشيا الحوثيين على الدولة وسيطرتهم بالقوة على أغلب محافظات شمال اليمن، باشرت الجماعة بالاهتمام بقبور الأئمة وعملت على ترميمها ونقشها وتحويلها إلى مزارات لأتباعهم وإضفاء قدسية عليها.  

[عين الجنوب]

فيديو