انتشار المهاجرين الأفارقة يؤرق سكان عدن ويضاعف الأزمات

السياسة - منذ 1 سنة

السياسة - عين الجنوب باتت مشكلة المهاجرين الأفارقة الواصلين بطرق غير شرعية إلى اليمن تؤرق سكان العاصمة عدن، في ظل تزايد الأعداد الواصلة بشكل شبه يومي. على أرصفة الشيخ عثمان والمنصورة وخور مكسر يتجمع العشرات من المهاجرين، أغلبهم يحملون الجنسية الإثيوبية، في تجمعات باتت تشكل خطراً على السكان والسلطات الأمنية والمحلية في العاصمة. لا توجد إحصائية دقيقة لأعداد المهاجرين الأفارقة المتواجدين في عدن، إلا أن السلطات المحلية تؤكد أن الأعداد تتجاوز 6 آلاف شخص، ويتوزعون في عدة مديريات رئيسية. وفقاً لمصادر أمنية أفادت "نيوزيمن": أن معظم المهاجرين وصلوا إلى عدن عن طرق رئيسية واصلة إلى محافظة لحج. مشيرة إلى أن المهاجرين وصلوا إلى الشريط الساحلي الغربي لمحافظة لحج، قبل أن يتحرك البعض منهم صوب عدن للاستقرار فيها. وبحسب المصادر: تم رصد العشرات من المهاجرين وهم يمشون على الأقدام في منطقة بئر بضواحي عدن الغربية. ووصلت تلك الأعداد من مناطق تابعة لمحافظة لحج بعد أن قطعوا مسافات بعيدة. واستقر الواصلون في مراكز المديريات الرئيسية في عدن. حملة ضبط  بدورها أطلقت الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن، خلال الأيام الماضية، حملة واسعة لضبط المهاجرين الأفارقة المنتشرين في شوارع المديريات تمهيداً لإعادتهم إلى موطنهم. ووفقاً للأجهزة الأمنية فإن هناك توجيهات صدرت لانتشال المهاجرين غير الشرعيين من الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية، في ظل تصاعد المخاوف من انتشار الجريمة وكذا الحفاظ على المنظر الجمالي، بعد أن تكدس العشرات في الجولات والأرصفة واتخاذها مساكن لهم. وأشار بلاغ أمني صادر عن إدارة أمن وشرطة عدن، أن قوات الأمن بمشاركة قوات الحزام الأمني ضبطت العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من الجنسية الإفريقية في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد. كما شددت الأجهزة الأمنية من الإجراءات في المنافذ الرئيسية لمنع تدفق مزيد من الأعداد. وأكدت المصادر أن عمليات تدفق العشرات من المهاجرين أدت إلى تزايد عدد جرائم السرقة والفوضى، في حين أدى انتشارهم في الطرقات الرئيسية واتخاذهم لها أماكن للعيش إلى زيادة مخاوف المواطنين وتشويه المنظر الحضاري ورمي المخلفات بكل أشكالها. وتعمل الأجهزة الأمنية على تكثيف حملات الضبط واحتجازهم في أماكن خاصة ومحددة بإشراف السلطة المحلية للعاصمة من أجل ترتيبات عملية ترحيلهم إلى أوطانهم بوقت لاحق. إلى جانب التنسيق المشترك من أجل مكافحة العصابات التي تقوم لا يكاد يمر يوم إلا ويتم تسجيل مزيد من المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي إلى مناطق عدن. وهذا الأمر سبب إشكالية كبيرة لدى السلطات المحلية والأمنية، كما أكده محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس. وأضاف: إن الأعداد الكبيرة من المهاجرين الأفارقة المتواجدين في عدن يسبب مشكلة كبيرة للجهات المحلية والحكومية، سواء الأمنية أو الصحية، خصوصا وأن تلك الأعداد تنتشر وسط الأسواق والشوارع وبين الأحياء السكنية. واصفا الحالة بأنها "مزعجة". وأشار المحافظ لملس، رغم أزمة المهاجرين الكبيرة إلا أن السلطات المحلية والحكومية في عدن تتعامل مع هذه الأعداد من جانب إنساني وتقدم لهم الخدمات الضرورية. لافتا إلى أن السلطة المحلية التقت مع المسؤولين في منظمة الهجرة الدولية في عدة لقاءات تم فيها مناقشة الكثير من المواضيع التي تهم المهاجرين وكيفية إعادة هذه الأعداد إلى أوطانها، خاصة وأن وصولهم إلى عدن بهجرة غير شرعية، ولا يدخلون في إطار اللاجئين. رغم الجهود والتحركات التي تقوم بها السلطات المحلية في عدن وتقديمها للكثير من التسهيلات للمهاجرين الواصلين للعاصمة، قبل إعادتهم إلى أوطانهم، إلا أن الأعداد الواصلة أكبر بكثير ممن يتم إعادتها. تدفق مستمر ويشكل المهاجرون الأفارقة حالياً عبئا كبيرا يضاف إلى حزمة الأزمات والأعباء التي تعاني وتعيشها مدينة عدن والمحافظات المجاورة. حيث لا تزال عملية تدفق هذه الأعداد مستمرة عبر الشواطئ الجنوبية والغربية للبلاد. ومعظم الواصلين يرفضون البقاء في مخيمات اللاجئين التابعة لمنظمة الهجرة الدولية ويخرجون إلى المدن الرئيسية بحجة العمل. وأصبحت الأعداد الواصلة إلى عدن تنتشر بشكل لافت في الشوارع التي تتخذها مساكن لها، وهو الأمر الذي دفع بالمواطنين في المديريات التي تشهد تجمعات كبيرة إلى إطلاق مناشدة للسلطات المحلية والأمنية بسرعة التحرك وانتشال هذه الأعداد التي باتت تشكل خطرا على الأمن والسكينة العامة. وبحسب تقرير منظمة الهجرة الدولية الصادر قبل أيام، أكد أنه تم رصد وصول 11,463 مهاجراً إفريقياً إلى اليمن، خلال شهر مايو 2023. وأضاف التقرير إن شهر أبريل الماضي سجل دخول 13,414 مهاجرا، موضحا أن عدد الأفارقة الوافدين منذ مطلع العام الحالي ارتفع إلى 66,330 مهاجرا. وبحسب مصفوفة النزوح (DTM) التابعة لمنظمة الهجرة في اليمن، فإن حوالي 76% من إجمالي المهاجرين الوافدين في شهر مايو/أيار دخلوا البلاد عبر محافظة لحج وبعدد 8,711 مهاجرا، فيما دخلت نسبة الـ24% المتبقية (2,748 مهاجرا) عبر محافظة شبوة، وإن كانت هذه الأخيرة قد شهدت زيادة ملحوظة في تدفق المهاجرين بنسبة 57%، فيما شهدت الأولى انخفاضاً بنسبة 25% وذلك بالمقارنة مع شهر أبريل 2023. العودة الطوعية  وتؤكد منظمة الدولية للهجرة أنها قامت عبر رحلات العودة الطوعية التي تنفذها بالتعاون مع عدد من الشركاء، من إعادة أكثر من 3 آلاف مهاجر إفريقي إلى أوطانهم. وأكد عضو المنظمة في اليمن، وجدي بن محمد، في تصريح سابق له، أن أرقام المهاجرين الأفارقة العائدين إلى أوطانهم في ارتفاع بسبب تزايد أعداد المهاجرين الموجودين في اليمن، والذين تقطعت بهم السبل ويطالبون المنظمة الأممية بإعادتهم إلى أوطانهم التي قدموا منها. إلا أن هناك أعدادا كبيرة قررت العودة إلى بلدانهم عبر رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، بعد تدهور أوضاعهم المعيشية باليمن، وعدم استطاعتهم استكمال رحلاتهم صوب دول الخليج التي كانوا يحلمون بها. وبحسب ما ذكره تقرير منظمة الهجرة الدولية لشهر مايو الماضي أن نحو 514 مهاجرا (486 ذكرا و28 أنثى) اختاروا العودة إلى الوطن في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر القوارب خلال شهر مايو/أيار 2023، وذلك "بسبب الأزمة الإنسانية المتدهورة في اليمن والتحديات التي تواجههم في التوجه نحو السعودية والتي تعد الهدف الأساسي من هجراتهم عبر اليمن، وذلك بحثاً عن مصادر رزق أفضل في المملكة".

عين الجنوب

فيديو