تقرير تحليلي.. حول الجيش الجنوبي بين الماضي والحاضر

دراسات وتحليلات - منذ 1 سنة

تقرير تحليلي.. حول الجيش الجنوبي بين الماضي والحاضر عدن، عين الجنوب | خاص كان الجيش الجنوبي السابق، في فترة ازدهار دولة الجنوب قوة عسكرية ضاربة نالت شهرة بقوتها وكفاءتها العسكرية كانت المؤسسة العسكرية الجنوبية تضم داخل قوامها (12) مدرسة متخصصة للتأهيل المختلف للقوات العامة والقوات البرية. تشمل هذه المدارس (16) لواء مشاة، و(4) ألوية مشاة ميكانيكي، و(3) ألوية مشاة وميكانيكا، و(3) ألوية دبابات، و(4) كتائب مستقلة، و(3) ألوية مدفعية وصواريخ تابعة للقوات الجوية، و(8) ألوية جوية ودفاع جوي. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك قوات بحرية تتألف من (6) ألوية وصواريخ ومدفعية، بالإضافة إلى قوات الإنزال وحراسات وزارة الأمن الدولي. من المعروف أن الجيش الجنوبي كان يمتلك أيضاً قاعدة صيانة للصواريخ، وهي القاعدة الوحيدة في المنطقة، تقع في منطقة بئر النعامة. بلغت قوة القوة البشرية في وزارة الأمن الدولي في دولة الجنوب أكثر من (8) آلاف موظف. تلك القوات كانت تتميز بالتأهيل والتدريب الممتاز، وكانت مجهزة بأحدث التكنولوجيا العسكرية. كما نجحت في تحقيق نجاحات ملموسة في عدة مناطق، وتمتلك مهارات عالية في القتال والتخطيط الاستراتيجي ،إن وجودها في الجنوب كان له دور بارز في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. مع كل هذه القدرات القتالية والتنظيمية، قدم الجيش الجنوبي السابق دعمًا كبيرًا للجنوب ولسلطة الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار. كانت قوته وتنظيمه العسكري مصدر فخر للجنوب وساهمت في سيطرته على الأراضي الجنوبية والحفاظ على السيادة الوطنية. ومع ذلك، بعد توحيد اليمن في العام 1990، تم تفكيك الجيش الجنوبي ودمجه مع القوات الشمالية لتشكيل الجيش الوطني اليمني الموحد. ومنذ ذلك الحين، اندثرت تلك الكيانات العسكرية وتحولت إلى تحديات جديدة يواجهها اليمن بعد الانقسام الحالي والصراعات الداخلية. إن إرث الجيش الجنوبي السابق لا يزال محفورًا في تاريخ الجنوب، وقد يكون له تأثير في المستقبل وتشكيل المشهد العسكري في اليمن في المرحلة القادمة. *التآمر على الجيش الجنوبي* في 27 أبريل 1994م، بدأت عملية التآمر على الجيش الجنوبي، حيث قام لواء الفرقة الأولى مدرع (الشمالي) بإطلاق نيران مدافعه صوب معسكر اللواء الخامس مدرع (الجنوبي) في منطقة حرف سفيان بمنطقة عمران اليمنية. تم اعتبار هذا الحادث إشارة لبدء تنفيذ المؤامرة وتفجير الموقف. تلا ذلك فرض حصار عسكري وقبلي على لواء باصهيب (الجنوبي) في منطقة ذمار اليمنية، حيث تمت محاصرته وتطويقه بوحدات عسكرية من الشمال وتدمير مستلزماته. تعرض الجيش الجنوبي لتدمير ممنهج من قبل نظام الاحتلال اليمني بقيادة الهالك علي عبد الله صالح الذي أعلن الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في صنعاء، مستنداً إلى فتاوى تكفيرية أباحت للجيش القبلي اليمني وعناصره الإرهابية قتل أبناء الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية. حيث دابت تلك القوى الى تدمير المؤسستين العسكرية والأمنية الجنوبية بشكل شامل ومنهجي بعد حرب ظالمة، واحتلال الأراضي والقمع الشديد للسكان في الجنوب، نهب ثرواته النفطية والغازية، وتسريح وتهميش كوادر الجيش الجنوبي وتصفية عدد كبير منهم. *انتعاش قوات الجيش الجنوبي وانتصاراتهم المستمرة* يُعد الجيش الجنوبي القوة العسكرية الضاربة ، حيث استعادت هيبته ومكانته وقوته منذ العام 2015م وحتى اليوم، تعتمد هذه الاستعادة على سلسلة من الانتصارات التي حققها أبطال القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الميليشيات الحوثية الإيرانية والجماعات الإرهابية وميليشيات الإخوان الإرهابية. يتقدم هذا الجيش القوي الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. يعمل الرئيس الزُبيدي بجهود كبيرة لبناء جيش جنوبي قوي وطني، يهدف لحماية الوطن والمواطن. لم نصل إلى ما نحن عليه اليوم من قوات جنوبية مسلحة وطنية وقوية إلا بفضل التخطيط الحكيم للرئيس الزُبيدي. أكد الرئيس الزُبيدي في تصريحاته المتكررة أن الانتصار لقضية شعب الجنوب يأتي من خلال القوة والصلابة التي تتمتع بها القوات المسلحة البطلة. وقد أثبت أبطال الجيش الجنوبي جدارتهم في مواجهة التحديات المستمرة، حيث حققوا انتصارات استراتيجية عديدة، تشمل هذه الانتصارات تحرير العديد من المدن والمناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات الحوثية الإيرانية، وتأمين الحدود الجنوبية . بفضل تفاني جنودها وتدريبهم العالي، تمكنت قوات الجيش الجنوبي من استعادة الأمن والاستقرار في مناطق عديدة، حيث تم تجهيز هذه القوات بالمعدات والأسلحة الحديثة التي تساعدهم في تحقيق النصر على الأعداء وصد الهجمات العدوانية. يستمر الجيش الجنوبي في تحقيق الانتصارات المتواصلة، وترسيخ قوته ومكانته كقوة مؤثرة في المنطقة ، وتظل قيادته تعمل بكل جهد لتعزيز قدراتها وتطوير قوتها العسكرية، بهدف حماية الشعب الجنوبي والحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله. من خلال تّحقيق هذه الأهداف، يعطي الجيش الجنوبي الأمل والثقة للشعب الجنوبي بإمكانية بناء مستقبل مشرق للجنوب وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. بهذا السياق، نذكر بفخر إرث المحاربين الجنوبيين الذين غيرت تضحياتهم الكبيرة مسار التاريخ، ونعتز بالتفاني والشجاعة التي يظهرونها في حماية الوطن والمواطنين من الأعداء، القوات المسلحة الجنوبية تحمل راية العزة والشرف، وتعكس التزامها القوي بتحقيق النصر والاستقلال. ولذا نتوقع أن تستمر القوات المُسلحة الجنوبية، في تحقيق مزيد من الانتصارات في المستقبل وتبقى حجر الزاوية في جهود بناء وتطوير الجنوب الجديد المزدهر.

عين الجنوب

فيديو