واقع  الشباب في المجال السياسي: التحديات والفرص حوار خاص مع رئيس ومؤسس المنتدى الشبابي للتنمية

دراسات وتحليلات - منذ 11 شهر

  عين الجنوب| عبدالكريم فضل | خاص
يمثل الشباب شريحة كبيرة من المجتمع، ويتمتعون بقدرات وإمكانات هائلة يمكن أن تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. ولكن، يواجه الشباب العديد من التحديات في المشاركة السياسية، مما يحد من دورهم في صنع القرار وتشكيل المستقبل. في هذا المقال، سنناقش التحديات والفرص التي تواجه تمكين الشباب في المجال السياسي، ودور المنتدى الشبابي للتنمية السياسية في تعزيز مشاركة الشباب في العملية السياسية مع أصيل محمد رئيس ومؤسس المنتدى الشبابي للتنمية وباحث في الشأن السياسي *بداية حدثنا بإيجاز عن فكرة تأسيس المنتدى الشبابي؟* المنتدى الشبابي هو منتدى شبابي سياسي مستقل, غير حكومي أو ربحي، تأسس عام 2023، يحمل رؤى وتطلعات وأهداف تسهم في تعزيز وتنمية المشاركة السياسية والدبلوماسية لدى الشباب، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حاصل على تصريح من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل برقم (313)، ومقره في عدن. *ما الهدف من تأسيس المنتدى الشبابي للتنمية السياسية؟* إنطلاقة تأسيس المنتدى الشبابي للتنمية السياسية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية المشاركة السياسية للشباب والمساهمة في تخفيف والحد من المعوقات التي تواجه الشباب في المشاركة السياسية والدبلوماسية الفاعلة. حيث يعمل المنتدى على إعداد وتأهيل الشباب وتمكينهم للمساهمة الفاعلة في تحقيق النهضة الوطنية والتنمية الشاملة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. بالإضافة إلى ذلك، يسعى المنتدى إلى تعزيز مهارات وقدرات الشباب اللازمة للتفاعل مع قضايا الشأن السياسي العام وجعلها مدخلاً ومقعداً للمشاركة السياسية. ومن كذلك أيضاً إعداد القيادات الشابة الواعية وتمكينهم من ممارسة حقوقهم الأساسية في حرية الاختيار السياسي والمشاركة السياسية، وهو ما تؤكده المواثيق الوطنية والدولية. علاوة على ذلك، يعمل المنتدى على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وإشراك الفئات المستضعفة مثل المهمشين وذوي الهمم. يسعى المنتدى إلى تعزيز المساواة والعدالة في المشاركة السياسية وضمان تمثيل جميع شرائح المجتمع في صنع القرارات السياسية. *ما أهمية تمكين الشباب في المجال السياسي ودورهم في تحقيق التنمية؟* قضية تمكين الشباب باتت جد مهمة وملحة وذلك باعتبارهم شريحة مجتمعية واسعة، مهمة ومؤثرة في مختلف القضايا الحياتية والمصيرية، المجتمعية منها والسياسية، وبالتالي، تمكينهم الشباب له أهمية كبيرة في إحلال السلام وتطبيع الحياة وتحقيق التنمية المستدامة. يمثل شبابنا نسبة كبيرة من سكان البلاد وقدراتهم وإمكاناتهم تعزز دورهم في صنع القرارات وتشكيل المستقبل، ولديهم الكثير من الرؤى والأفكار الجديدة، وتمكينهم يساهم في إحداث تغيير إيجابي عبر المساهمة والاشتراك في تشكيل السياسات والبرامج التنموية، وتعزيز الشمولية والتنوع في صنع القرارات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشباب المشاركة في بناء مؤسسات قوية وتعزيز الحوكمة الرشيدة في بلادنا. *كيف يمكن للشباب المشاركة في صنع القرارات السياسية وتأثيرها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي؟* بشكل عام المشاركة السياسية للشباب تتحدد بأشكال ومستويات يمكن أن للشباب الفاعل أن ينخرط في العمل السياسي والاجتماعي من خلالها، تتمثل هذه الاشكال او المستويات الثلاثة بالمشاركة في صناعة القرار او صياغة السياسات العامة، أو من خلال المشاركة في اختيار صانعي السياسات ومتخذي القرار، الانتخابات والعمل الحزبي على سبيل المثال، والشكل الثالث عن طريق العمل المجتمعي ومنظمات المجتمع المدني بمختلف وسائلة الفاعلة والمؤثرة، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، من خلال السعي إلى بناء الشراكات ومد جسور التعاون مع المنظمات الشبابية والشبكات الدولية لتعزيز صوتهم وتحقيق التأثير الفعّال، والاشتراك في الحوارات العامة والقضايا المحلية والعالمية والمساهمة في وإحداث التغيير الإيجابي. *ما هي التحديات التي تواجه تمكين الشباب في المجال السياسي وكيف يتعامل المنتدى معها؟* بالنظر إلى السؤال، هناك الكثير من التحديات التي تواجه الشباب في هذا الجانب، أبرزها هو غياب الوعي الجمعي بأهمية المشاركة السياسية للشباب، وعي المجتمع ووعي الشباب أنفسهم بضرورة بناء قدراتهم وتعزيز المهارات التي ينبغي عليهم التسلح بها في مضمار العمل السياسي الشبابي المؤثر والفاعل، إلى جانب الكثير من التحديات التي تواجهم، تحديات اقتصادية، وحضور التمييز في استهداف واختيار الشباب في فرص التدريب والتأهيل التي تنزلها بعض المنظمات المحلية والدولية؛ نتيجة سيطرة عليها شخصيات نافذة تمارس الانتهازية والمحاباة وأهملت جانب الاستحقاق والكفاءة .. *ما هو دور المنتدى في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية وتحقيق التنمية المستدامة؟* دور المنتدى الشبابي للتنمية السياسية هو تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية وتحقيق التنمية المستدامة، حيث يقوم المنتدى بتنظيم حملات توعوية وفعاليات تهدف إلى تسليط الضوء على دور الشباب في صنع القرارات وتأثيرهم الإيجابي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. يقدم المنتدى التدريب والتأهيل للشباب لتنمية مهاراتهم السياسية والقيادية، وتعزيز قدرتهم على الانخراط في العمل السياسي والدبلوماسي، بالتركيز على القيم التي يستند عليها المنتدى كالتميز، المسؤولية، والاستقلالية. يركز المنتدى على بناء قيادات شابة تساهم في تعزيز السلام، ونبذ العنف والتطرف، وتحقيق التنمية المستدامة. *رؤية المنتدى والبرامج التي يعتزم على تنفيذها لتعزيز تمكين الشباب في مجال التنمية السياسية؟* للمنتدى الشبابي للتنمية السياسية رؤية واضحة تتطلع إلى إعداد شباب متمكن قادر المشاركة السياسية والدبلوماسية وصنع الاستراتيجيات العامة، عن طريق العديد من البرامج التي يتم التحضير لها وتنفيذها وفقا للخطط الاستراتيجية المزمنة، جميعها تهدف إلى تمكين الشباب وتنمية قدراتهم في مجال العمل السياسي والدبلوماسي. *ما هي الأنشطة والمبادرات التي يقوم المنتدى بها لتطوير مهارات الشباب السياسية وزيادة مشاركتهم في العملية السياسية؟* المنتدى الشبابي للتنمية السياسية نفذ العديد من الأنشطة والمبادرات التي تهدف إلى تطوير مهارات الشباب السياسية وزيادة مشاركتهم في العملية السياسية، ونظم العديد من الندوات التحليلية حول قضايا سياسية مختلفة، مثل ندوة تحليلية بعنوان "محددات السياسة الخارجية في الشرق الأوسط" حيث يتم مناقشة وتحليل التحديات والفرص التي تواجه المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، نفذ المنتدى برنامجًا بحثيًا متقدمًا بالشراكة مع مركز سوث 24، يهدف إلى تطوير مهارات البحث والتحليل السياسي لدى الشباب، اطلق عليه تسمية شباب نحو الإتقان البحثي، وكذلك تننظيه ندوات نقاشية بالتنسيق مع نخبة من الشباب العربي بمناسبة اليوم العالمي للشباب، تركز على مشاركة الشباب في العملية السياسية وبناء السلام والتحديات والمعوقات التي يواجهونها. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المنتدى على تنظيم ندوات نقاشية بالشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، تناقش تحديات المشاركة السياسية للشباب في القضايا الاجتماعية وقضايا البيئةوالتغيرات المناخية. هذه الندوات توفر منصة لتبادل الأفكار والتجارب وتشجيع الشباب على المشاركة السياسية والتأثير في القضايا المجتمعية. *رسالة تود أن تقدمها للشباب المتطلع إلى المشاركة في العملية السياسية وتحقيق التنمية المستدامة؟* على الشباب أن يدرك بأن المشاركة السياسية تستدعي العمل الجماعي والثقة بالنفس، وبالتالي الاستفادة من الفرص المتاحة، كونهم قوة قادرة على تحقيق التغيير المستدام. إلى جانب توافر الرغبة، الشباب مطالب في الاجتهاد في فهم السياسة والتنمية المستدامة من خلال القراءة والبحث المتواصل، وبناء قاعدة علاقات وتواصل فعال مع الخبراء والمهتمين بهذا المجال لاكتساب المعرفة والتوجيه. تحقيق التغيير يتطلب الصبر والمثابرة، وبالتالي في ظل الظروف والتحديات الراهنة الشباب مطالب بالتزامه بأهدافه واستمراره في العمل الجاد رغم التحديات.

عين الجنوب

فيديو