تقرير صيني: اتفاق السلام في اليمن يعيق رد أميركا على هجمات الحوثي

السياسة - منذ 11 شهر

  عدن، عين الجنوب قال تقرير نشرته صحيفة "جنوب الصين"، إن جهود السلام التي تقودها السعودية في اليمن تعيق الرد الأميركي على الهجمات البحرية التي تشنها ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن. وأضاف التقرير، إن اتفاق السلام القادم في اليمن والذي تقوده السعودية يؤثر على قدرة الولايات المتحدة الأميركية على الانتقام عسكرياً ضد هجمات المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران ضد المصالح المرتبطة بإسرائيل. وأكدت الجريدة الصينية على لسان "ستيفن رايت"، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة حمد بن خليفة في الدوحة، أن الانتقام إما من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل سيعرض جهود السلام الهشة الجارية في اليمن للخطر الشديد، والتي ترى الرياض أنها ضرورية لفصل نفسها عن الصراع المستعصي في اليمن". وأشار رايت إلى أن مالك "قناة السويس" مصر يرغب على الأرجح في تجنب الأعمال التصعيدية التي يمكن أن تتسبب في تصاعد القتال عبر البحر الأحمر، مضيفا: "إن السعودية ومصر "تعتمدان بشكل كبير على حرية الملاحة عبر عنق الزجاجة في البحر الأحمر في التجارة وشحنات الطاقة". وتابع: "يبدو أنهم يفضلون الاعتماد على دوريات الردع التي تقوم بها القوات البحرية الأمريكية والدولية، بدلاً من التدخل المباشر ضد الحوثيين أنفسهم، في هذا الوقت غير المستقر". وقال البروفيسور رايت المقيم في الدوحة، إن استراتيجية الحوثي التصعيدية محفوفة بالمخاطر، لأن "تعطيل الشحن يثير اهتمامًا عالميًا، في حين أن العدوان على إسرائيل منخفض التكلفة بالنسبة للحوثيين". وقال رايت: "في نهاية المطاف، يتخذ الحوثيون مواقف استراتيجية" بشأن الأحداث في غزة "لتقوية قبضتهم السياسية" على الصعيد المحلي وإنهاء الصراع في اليمن بشروط مواتية. وأوضح تقرير الجريدة الصينية أن المملكة العربية السعودية رفضت إلى جانب دول الخليج الأخرى، دعوات الولايات المتحدة للانضمام إلى قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات مقترحة للقيام بدوريات في المياه الساحلية اليمنية، التي تربط المحيط الهندي إلى قناة السويس عبر مضيق باب المندب. ومن بين الدول الأعضاء الـ39 في قوة العمل المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تعمل على ضمان حرية الملاحة في الخليج العربي وغرب المحيط الهندي، أبدت 12 دولة فقط استعدادها للمساعدة في تأمين مرور الشحن عبر باب المندب. ونقل التقرير تصريحاً لـ"هشام الغنام"، مدير عام مركز البحوث الأمنية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض، والذي قال إن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر “تمثل تحدياً واضحاً”. وأضاف الغنام إن "سيناريوها مماثلا حدث" في عام 2018 عندما هاجم الحوثيون ناقلات النفط السعودية لكن "المجتمع الدولي لم يتدخل"، مما دفع المملكة إلى تعليق شحنات النفط عبر البحر الأحمر لعدة أشهر. وقال الغنام: "يبدو أن إنهاء الحرب في غزة "خيار أقل تكلفة مقارنة ببدء صراع آخر" مع الحوثيين "لا يخدم مصالح" المملكة العربية السعودية أو مصر أو "حتى الولايات المتحدة وأوروبا". وأضاف: "يجب أن يكون هدف المجتمع الدولي هو منع امتداد الحرب في غزة". وقال المحلل السعودي الغنام، إن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر تبدو وكأنها "رد استراتيجي على حرب إسرائيل على غزة بهدف توسيع نفوذهم وإظهار قدرتهم على ممارسة الضغط على المجتمع الدولي". وأضاف إنه من خلال تقديم أنفسهم كمدافعين عن الفلسطينيين، فإن الحوثيين "يهدفون إلى اكتساب الشعبية والشرعية". التقرير أوضح إن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون أن الحوثيين يتصرفون بناء على طلب من إيران لأن الجماعة اليمنية جزء من محور المقاومة الذي تقوده طهران، والذي يضم أيضًا حماس وحزب الله اللبناني وميليشيات عراقيتين. لكن المحللين حذروا من المبالغة في تقدير العلاقة بين الحوثيين وإيران، على الرغم من أن طهران تقوم بتسليح المتمردين اليمنيين منذ أن بدأوا الحرب الأهلية في البلاد قبل ما يقرب من عقد من الزمن. وقالت كاميل لونز، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) في برلين: "لا ينبغي لنا بالضرورة أن نرى اليد الإيرانية في هجمات الحوثيين الأخيرة في البحر الأحمر". وأضافت إنه في حين أن إيران قد تنظر إلى هجمات الحوثيين "بشكل إيجابي" وكوسيلة "لمواصلة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة وإظهار نفوذهما الإقليمي"، فإن طهران "ليس لديها مصلحة في رؤية تصعيد كامل" في المنطقة. وقالت: "إن الحرب في غزة قوضت إلى حد كبير سياسة واشنطن المتمثلة في جعل التعاون الإسرائيلي-الخليجي في البحر الأحمر “حجر زاوية في استراتيجيتها في المنطقة، بناءً على قلقهما المشترك بشأن نفوذ إيران المتجدد في الممر المائي". وأشارت إلى أن الولايات المتحدة عقدت مناورات بحرية مشتركة في البحر الأحمر بين إسرائيل ودول الخليج في 2021-2022، ومهدت الطريق لانضمام إسرائيل إلى القوات البحرية المشتركة المتمركزة في البحرين. كما قادت الجهود الدبلوماسية لنقل جزيرتي تيران وصنافير، اللتين يمكنهما التحكم في وصول إسرائيل إلى البحر الأحمر، من مصر إلى المملكة العربية السعودية. وقالت لونز: “الآن، تعني الحرب في غزة أن التعاون الأمني في البحر الأحمر من غير المرجح أن يحدث في أي وقت قريب، لأن دول الخليج العربية مثل المملكة العربية السعودية غير مستعدة الآن للمضي قدماً في التطبيع الإسرائيلي”.

عين الجنوب

فيديو