للمرة الثانية.. الحوثي كعصا إيران لضرب الملاحة بالبحر الأحمر

تقارير - منذ 10 شهر

تعز|| عين الجنوب: تقدم الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر مؤخراً، دليلاً إضافياً على الدور الذي تلعبه الجماعة كذراع للنظام الإيراني بالمنطقة العربية. فالذريعة التي تقدمها الجماعة الحوثية لهذه الهجمات وبأنها مساندة ونصرة للمقاومة والشعب الفلسطيني، لم تعد مقنعة بالنظر إلى محدودية تأثيرها على الجانب الإسرائيلي مقارنة بتداعياتها السلبية على اليمن واليمنيين ومخاطر "عسكرة" البحر الأحمر بإعلان أمريكا عن تحالف دولي من أكثر من 20 دولة. مغامرة غير محسوبة العواقب وتداعيات متصاعدة لتهديد الملاحة الدولية في واحد من أهم الممرات المائية بالعالم، تثير القلق والمخاوف حتى لدى الجماعة ذاتها، وتجلى ذلك ضمنياً من خلال ردود أفعال قياداتها ومحاولتهم المستمرة للتأكيد على "سلامة الملاحة الدولية". هذه المحاولات وصلت حد قيام جماعة الحوثي بتذكير العالم بأنها التزمت بحماية الملاحة في البحرين الأحمر والعربي رغم تعرضها "لعدوان وحصار منذ العام 2015م"، بحسب بيان وزارة الخارجية بحكومة الجماعة. هذا الاعتراف من قبل الجماعة الحوثية بالامتناع عن تهديد الملاحة الدولية من أجل فك "الحصار" الذي ظلت تدعيه منذ نحو 8 سنوات وتشكو فرضه عليها من قبل التحالف العربي، يثير الشكوك حول صحة ما تزعم به اليوم من أن تهديدها للملاحة الدولية يأتي نصرة لغزة. ليعزز ذلك الحقيقة أن ما تقوم به الجماعة اليوم لم يكن إلا تنفيذاً لأجندة إيران التي أوعزت لها باستهداف الملاحة الدولية لتحقيق جملة من الأهداف لنظام طهران. أول هذه الأهداف وظاهرها، هو التخفيف من الإحراج الذي تعاني منه طهران بامتناعها هي وأذرعها في لبنان وسوريا والعراق القريبة من إسرائيل في مهاجمة الأخيرة وتخفيف الضغط عن المقاومة في غزة، فكان الخيار اللجوء إلى الورقة الحوثية في اليمن. كما أن النظام الإيراني يجد في أحداث غزة فرصة لاختبار فاعلية الحوثي في أداء المهمة الرئيسية التي جرى من أجلها دعمه وإنشاؤه في اليمن والمتمثل في التحكم بالملاحة الدولية وأن يصبح مضيق باب المندب تحت نفوذ وسيطرة طهران إلى جانب مضيق هرمز، كورقة ضغط في صراعها مع الغرب. وهو ما عبر عنه بكل وضوح، وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني في تصريحات له الأسبوع الماضي، أن البحر الأحمر منطقة تابعة لبلاده تملك فيها نفوذاً، وجاءت تصريحاته رداً على خطوة واشنطن بإنشاء التحالف البحري. هذه التصريحات تعيد التذكير بتصريحات إيرانية قديمة تهدد باستهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، أطلقها كل من الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته أمريكا بغارة جوية في بغداد مطلع 2020م. وجاءت تهديدات روحاني وسليماني منتصف يوليو 2018م ضد الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، وفرض عقوبات على النظام الإيراني منها المنع الكامل لتصدير النفط. ويومها هدد سليماني بأن "البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات أمريكية"، في حين صرح روحاني قائلا: "من يعرف السياسة قليلاً، لا يمكن أن يقول إنه يمنع صادرات النفط الإيرانية، لدينا مضايق كثيرة، أحدها مضيق هرمز". هذه المضايق التي يتحدث عنها الرئيس الإيراني كان يشير إلى مضيق باب المندب، وتحقق ذلك بعد يومين فقط، بإعلان التحالف العربي استهداف مليشيات الحوثي ناقلتي نفط سعودية بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة، دفع بالرياض حينها إلى تعليق مؤقت لحركة جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب. تصريحات وحوادث الأمس واليوم، تلخص حقيقة ودور جماعة الحوثي في اليمن كـ"عصا" غليظة لإيران تهش بها في وجه خصومها ولتحقق مصالحها، دون أن يكون للأمر أي علاقة أو مصلحة لليمن واليمنيين

عين الجنوب

فيديو