هجمات الحوثيين في البحر الأحمر: فشل أمريكي يهدد العالم

تقارير - منذ 8 شهر

عين الجنوب | خاص في خضمّ الصراعات التي تُعصف بالشرق الأوسط، برزت هجمات جماعة الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر كأحد أشدّ التحديات خطورة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. فمنذُ بدء الحرب في اليمن عام 2014، تصاعدت هجمات الحوثيين بشكلٍ مُقلق، مستهدفةً السفن التجارية وحاملات النفط، مُهددةً بذلك شحنات المساعدات الإنسانية ومُعرقلةً حركة التجارة العالمية. في محاولةٍ لوقف هذه الهجمات، نفّذت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية ضد مواقع الحوثيين، إلاّ أنّ هذه الضربات لم تُحقق النتائج المرجوة. فتركيز الضربات على تدمير الأسلحة بدلاً من استهداف قادة الحوثيين، أفقدها تأثيرها الرادع. كما أنّ قلة المعلومات حول حجم الأسلحة التي دمرتها الضربات، يثير الشكوك حول فعاليتها. وتُعدّ تكتيكات الحوثيين أحد أهمّ العوامل التي ساعدتهم على تجنّب الضربات الجوية. فمن خلال حفر الأنفاق وبناء مواقع بالقرب من الساحل الغربي لليمن، تمكّن الحوثيون من حماية أنفسهم من الغارات الجوية. كما أنّ استخدامهم لزوارق مسيرة تحت الماء، يشكل تحديًا جديدًا للقوات البحرية الدولية. ولم تقتصر تداعيات هجمات الحوثيين على الجانب الأمني فقط، بل امتدت لتشمل الجانب الإنساني والبيئي. فتعرض السفن التجارية للهجمات، أدّى إلى تعرقل شحنات المساعدات الإنسانية إلى اليمن، ممّا يهدد حياة ملايين المدنيين. كما أنّ تسرب النفط من السفن المستهدفة، يُشكل خطراً بيئياً على المنطقة بأكملها. وفي ظلّ استمرار هجمات الحوثيين، يُتوقع أن يستمرّ الصراع في اليمن دون أيّ بوادر لحلٍّ قريب. فمن ناحية، يُصرّ الحوثيون على مواصلة هجماتهم حتى تحقيق مطالبهم، ومن ناحية أخرى، تُصرّ حكومة الشرعية على استعادة سيطرتها على كامل البلاد. وتُحاول الولايات المتحدة الضغط على الحوثيين من خلال فرض عقوبات وفرض حظر على الأسلحة، بينما تسعى الدول العربية لدعم الحكومة اليمنية الشرعية. ومع ازدياد حدة الصراع، يزداد خطر امتداده إلى دول أخرى في المنطقة، ممّا يُهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ولذلك، فإنّ وقف هجمات الحوثيين يتطلب جهدًا دوليًا مُشتركًا، يبدأ بوقف إطلاق النار في البلاد، وتعاونًا إقليميًا ودوليًا لمعالجة الأزمة بشكلٍ شامل، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار البلاد.

عين الجنوب

فيديو