ذراع إيران تستجدي السلام من الرياض وأبوظبي بالتزامن مع تجميد تصعيدها بالبحر الأحمر

السياسة - منذ 7 شهر

عاودت جماعة الحوثي المدعومة من إيران الحديث عن عملية السلام في اليمن بعد توقفها خلال الأشهر الأخيرة جراء هجماتها ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن ضد الملاحة. وتسببت الهجمات التي بدأت بها جماعة الحوثي في نوفمبر من العام الماضي في وقف الجهود الدولية والأممية لوقف الحرب في اليمن بالتوقيع على "خارطة الطريق"، التي جرى التوصل لها بعد مسار طويل من المفاوضات امتدت لعامين. زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب له، الأثنين، بمناسبة الذكرى التاسعة لاندلاع الحرب، قال بأن جماعته حريصة "على المضيّ قدما في طريق السلام "، متهماً -بشكل ضمني- أمريكا بالمسئولية في وقف مسار السلام. حيث طالب السعودية "بالتخلص من الضغوط الأمريكية"، موجهاً دعوة إلى قادة التحالف العربي (السعودية والإمارات) بأن "ينتقلوا من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام وإلى "المضي قدماً نحو إحلال السلام المستدام.. وتوقيع وتنفيذ خارطة السلام التي تم التوصل إليها"، حسب قوله. استجداء الحوثي للسلام والعودة إلى مساره، وصل إلى حد اتهام السعودية والإمارات بما أسماها "المماطلة الواضحة في استحقاقات السلام" وقال بأنه "لا مبرر لاستمرارها في ظل المرحلة الراهنة"، في إشارة واضحة إلى حجم الحاجة لدى الجماعة بعودة مسار السلام. وهو ما أكده تصريحات متطابقة لما قاله زعيم الجماعة، أدلت بها قيادات بارزة بالجماعة خلال الساعات الماضية، على رأسها مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للجماعة ومحمد علي الحوثي القيادي البارز بالجماعة، دعت فيها إلى استئناف مسار السلام. عودة قيادة الجماعة الحوثية للحديث عن السلام تزامن مع اختتام المبعوث الأممي هانس غروندبرغ زيارة إلى مسقط التقى فيها بوزير الخارجية، بدر البوسعيدي وعدد من كبار المسؤولين العمانيين "لمناقشة التطورات الأخيرة، ودعم الاستقرار الإقليمي، والبحث عن سبل نحو عملية سلام يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة"، كما ورد في التصريح المقتضب الصادر عن مكتب المبعوث. تزامن دعوات قادة الجماعة الحوثية للعودة إلى مسار السلام مع زيارة المبعوث الأممي إلى عُمان، يراه مراقبون إشارة إلى وجود محاولة لخفض مؤقت للتصعيد من جانب إيران وذراعها الحوثي في اليمن، في ظل توقف الهجمات ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن منذ نحو أسبوع. وكان آخر هجوم شنته المليشيات الحوثي كان الأثنين، بمحاولتها استهداف ناقلة نفط صينية "هوانغ بو" أثناء إبحارها في البحر الأحمر بخمسة صواريخ بالستية أصاب أحدها السفينة وتسبب بحريق محدود تمت السيطرة عليه، في أول هجوم للمليشيات ضد سفينة صينية. وجاءت الحادثة بعد أيام من تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية قالت فيه بأن الحوثيين في اليمن أبلغوا الصين وروسيا بأن سفنهم يمكنها الإبحار عبر البحر الأحمر وخليج عدن دون التعرض لهجمات، وزعمت الصحيفة بأن ذلك جاء نتيجة لقاء بين دبلوماسيين صينين وروس مع ناطق الجماعة في عُمان. وشكك مراقبون في صحة رواية الصحيفة الأمريكية وأن مصدر المعلومات هي جماعة الحوثي، حيث أنها جاءت بعد أيام من تغريدة للقيادي الحوثي علي القحوم زعم فيها وجود تواصل وتنسيق بين جماعته وروسيا والصين. وعزز من ذلك نفي المتحدث الرسمي باسم الكرملين لهذه المعلومات، والهجوم على ناقلة النفط الصينية، ما يشير –بحسب المراقبين– إلى حجم الأزمة السياسية التي تعاني منها جماعة الحوثي جراء تصاعد تداعيات هجماتها البحرية، ما يدفعها إلى محاولة الهروب أو التخفيف منها بالعودة والحديث عن مسار السلام في اليمن

عين الجنوب

فيديو