الفساد بعين الإبداع: كيف حول العليمي جمعية خيرية إلى ماكينة لنهب الأموال

تقارير - منذ 3 شهر

عين الجنوب | خاص. 


 في عتمة الفساد الذي يعصف باليمن، تتجلى "مؤسسة نعمة للأعمال" كنموذجٍ آخر للصورة القاتمة التي أصبحت تسود أروقة السلطة، والتي تتشابك فيها المصالح الشخصية مع مصائر الملايين.ترأس هذه المؤسسة "فاطمة رشاد"، ابنة السيد رشاد العليمي، الذي لا يخجل من استخدام مناصبه ونفوذه لابتكار وسائل جديدة تضمن له ولأسرته الاستمرار في لعبة النهب المنظم للموارد العامة.

من خلف الستار، تتردد أصوات الشكاوى من واقعٍ مريرٍ يعجز فيه الفقراء عن تأمين لقمة العيش، بينما تصرف مؤسسة "نعمة للأعمال " مبلغًا يُقدر بمليار ريال شهريًا، أي ما يعادل 576 ألف دولار أمريكي.

ولكن الحقيقة الصادمة تكمن في أن هذا الرقم الضخم ليس إلا واجهة تخفي خلفها سرقةً ممنهجة؛ حيث يُزعم أن 460 ألف دولار من هذا المبلغ تتسرب بطرق غير مشروعة إلى جيوب رشاد العليمي وأولاده ، وكأنهم قد عقدوا العزم على اقتسام ثروات الشعب بينهم دونما خجل أو حياء.

في عالم السياسة القاسي، نجد أنفسنا أمام "المخرج والكاتب والمنفذ " رشاد العليمي، الذي لم يكتفِ بتمزيق الوطن إلى أوصال متناثرة، بل أبدع في تحويل الفساد إلى عملية إبداعية، متقنة في التنفيذ. 

فقد بادر بإنشاء جمعية خيرية تحمل اسم ابنته "نعمة للأعمال"، وما هي إلا لحظات حتى جرى ضخ مليار ريال في خزانة هذه الجمعية الوليدة ، لم يكن الأمر صدفة، بل جزءًا من خطة محكمة لتدوير أموال الشعب في أروقة الفساد العائلي، فيما يبقى الشعب متأملاً تحت وطأة الفقر.

تفننت المؤسسة في تقديم نفسها كملاك رحمة، تسعى لتوزيع خمسين ألف وجبة من "الروتي والفاصوليا"، لكن الحسابات لا تكذب، بحسبة بسيطة، نجد أن تكلفة الوجبة الواحدة تصل إلى عشرين ألف ريال يمني، وهي حقيقة تهكمية تضحك المرء حتى البكاء، من كان ليصدق أن وجبة بسيطة من الخبز والفاصوليا تُحتسب بهذا المبلغ الباهظ؟ والأدهى من ذلك، أن الجمعية تعود ملكيتها إلى ابنة العليمي، مما يكشف عن أبعاد جديدة لعملية النهب العائلي.

فيديو