العليمي: قيادة متعثرة تغرق البلاد في مستنقع الصراعات

السياسة - منذ 3 شهر

عدن ، عين الجنوب | خاص.

 في عالم السياسة، القيادة ليست مجرد منصب أو لقب، بل هي مسؤولية تستلزم الحكمة، وبعد النظر، والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في أوقات الأزمات، إلا أن رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، يبدو كمن فقد البوصلة، مُقترفاً أخطاءً تتكرر وتعيد إنتاج الفشل بدلاً من تحقيق النجاح.

منذُ أن تقلد العليمي هذا المنصب الحساس، أثبتت تصرفاته أن القيادة ليست مجرد إصدار أوامر، بل هي في الأساس القدرة على فهم الواقع والعمل وفقاً لمتطلباته، ولكن، "العبرة بالخواتيم" فإن العليمي يُظهر بقوة أن خواتيم قراراته تفتقر إلى البصيرة السياسية، فهو مثل من يحاول بناء منزل على الرمال، يبدو عازماً على اتخاذ قرارات فردية دون مراعاة للشركاء أو الأطراف الأخرى في المعادلة السياسية.  

على سبيل المثال موقفه من تعز، مسقط رأسه التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيات الحوثي والإخوان، فبدلاً من أن يعمل على تحرير تعز ، يفضل العليمي الصمت المطبق، متجاهلاً آلام وآمال سكانها "فاقد الشيء لا يعطيه" فهو لا يملك مشروعاً واضحا لتحرير مدينته، ناهيك عن بقية البلاد. 

أما في تعامله مع المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن العليمي يظهر قصوراً في الفهم السياسي، وكأنه يكرر أخطاء من سبقوه ممن اعتبروا الجنوب مجرد طرف يمكن تحجيمه أو تهميشه. 

لكن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد حزب يمكن تجاوزه، بل هو "الصخرة التي تتحطم عليها الأمواج" فهو صوت الجنوب الملتف حول قضية وطنية عادلة، والمتمثل في استعادة دولتهم المستقلة ضمن حدودها المعترف بها دولياً قبل عام 1990.

العليمي، الذي يبدو وكأنه يعيش في وهم السيطرة المطلقة، نسى أو تناسى أن "من يزرع الرياح يحصد العواصف" فبدلاً من التوجه نحو بناء شراكات حقيقية تضمن وحدة الصف، يبدو أنه يفضل السير منفردا، معتقداً أن بإمكانه إدارة دفة البلاد بمفرده.

هذا الموقف لا يجسد سوى عدم فهمه لتعقيدات المرحلة، وكأنه يغلق عينيه عن حقيقة أن "اليد الواحدة لا تصفق".ومن المفارقات أن العليمي، الذي يدّعي حمل هموم الوطن، لم يتعلم من أخطاء الماضي، حيث أثبتت التجارب أن تجاهل القوى الفاعلة على الأرض لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والتشرذم. 

ففي الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى قيادة موحدة ومتماسكة، يفضل العليمي الغوص في صراعات جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع.إن الفشل في إدراك الحقائق، كما يقول الحكماء، يشبه من "يركب رأسه في عاصفة"، حيث يظن أنه قادر على النجاة، بينما هو في الواقع يسير نحو الهاوية، ولعل رشاد العليمي، بقراراته المتخبطة، يمثل النموذج الأوضح لهذا النهج العقيم، فالزمن كفيل بأن يُظهر له أن تجاهل الواقع لن يؤدي إلا إلى مزيد من العزلة والفشل.

إذا استمر العليمي في هذا المسار، فقد يجد نفسه قريبا خارج دائرة التأثير تماما، تاركا وراءه مشهدا سياسياً متغيرا حيث لا مكان لمن لا يملك الرؤية أو القدرة على التكيف "من لا يتعلم من التاريخ، محكوم عليه أن يكرره"، فهل يتعظ العليمي قبل فوات الأوان؟ أم سيظل متمسكاً بأوهام السيطرة حتى تغرق السفينة؟

فيديو