تحليل | التحالف الحوثي الإخواني ودور المجتمع الدولي المزدوج في تثبيت سيطرة الحوثيين في الشمال ؟

السياسة - منذ 2 شهر

عين الجنوب || خاص:
تقرير يسلط الضوء على إستدلالات تحالف حوثي إخواني بناءً على إستشهادات ميدانية وتحليل منهجي، بالإضافة الى ضرورة وقوف الجنوب جيشاً وشعباً وقيادة مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، فالحرب الدائرة جعلتنا في خندق واحد، والأحداث الأخيرة شاهد على ذلك، خاصة في سياق ضربات الحوثيين المزيفة لإسرائيل.

السياق التاريخي للتحالف:
منذ بداية الحرب في المنطقة عام 2014، كانت العلاقة بين الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) والحوثيين بدأت مليئة بالإختلاف الإيديلوجي، إلا أنه ظهرت خلال الأعوام الأخيرة إشارات ودلائل على تحالف غير مباشر بين الطرفين. هذا التحالف يتجلى في العديد من المناطق الحيوية في اليمن، خاصة في محافظة تعز، التي كانت تشهد في السابق مواجهات متقطعة بين الطرفين، لكن المعادلة تبدلت مع مرور الوقت لتظهر مصالح مشتركة، وأكثر وضوحاً.

دلائل التحالف:
التنسيق السياسي والعسكري:
التحالف في تعز: تعد تعز واحدة من أكثر المناطق وضوحاً في هذا التحالف غير المباشر. تشير تقارير ميدانية إلى أن الفصائل التابعة لحزب الإصلاح تسيطر على معظم مناطق المدينة، بينما يسيطر الحوثيون على أجزاء أخرى. الغريب في الأمر أن الطرفين يتجنبان مواجهات حاسمة، مما يعزز من إستشهادات التنسيق.
في الفعالية الأخيرة التي نظمت في تعز تزامناً مع المولد النبوي، كان الحضور المشترك للقيادات الإصلاحية والحوثية واضحاً، حيث شهدت الفعالية رفع شعارات دينية طائفية يغلبها اللون الأخضر من الطرفين، مما أثار العديد من التساؤلات حول هذا التقارب.
يضاف إلى ذلك التقارير الميدانية التي تحدثت عن هدوء نسبي في جبهات تعز ومأرب بين الحوثيين وقوات حزب الإصلاح، على الرغم من استمرار الحرب في مناطق أخرى في المنطقة.

تقاسم النفوذ:
التعاون في مأرب: 
في مأرب، حيث يخوض الحوثيون حرباً تسعى لمعمعه وإطاله هذا الصراع الدائر منذ عشر سنوات، في سبيل لجعل الخطة التي رُسمت من قبل دول دولية بهدف إثارة قلق دول الخليج، خاصة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ونحن نقول نعلم من دعم الحوثيين، ومن أوصلهم الى هذه النقطة، حتى أن الضربات المزيفة الذي يسعى الحوثيين لجعلها حرب بينهم وإسرائيل هي فقط تعزيز سيطرة الحوثيين من قبل قوى إقليمية لتثبيت حكم الحوثيين، فبعد أن قامت المملكة بتوقيع هدنة بينها وبين الحوثيين، أصبح الحوثيين بلا سبب لتحشيد الموارد وتجنيد أبناء القبائل بحجة أنهم تحت العدوان السعودي، ليجعلهم ذلك يلعبون لعبة مزيفة ومدروسه أخرى مع حلفاءهم الغرب أنهم ضد الكيان، والأحداث الأخيرة والإستدلالات شاهدة على ذلك، فالضربات المزعومة لم يكن هناك أي ضحايا فيها، فإين الفائدة من ضرب الكيان الإسرائيلي، الفائدة، تكمن أنهم سيجدون سبباً لتحشيد الموارد وتجنيد أبناء القبائل ولكن هل ضد إسرائيل، طبعا ومن المؤكد هذا غير وارد، بل سيتم توجيهم بالتعاون مع حليفهم حزب الأصلاح للقيام بهجمات ضد القوات الجنوبية وحلفاؤه العرب، فهناك تقارير تشير إلى أن قادة حزب الإصلاح تجنبوا الاشتباكات المباشرة مع الحوثيين، مما سمح لهم بتحقيق مكاسب ميدانية على حساب الجيش الوطني. في عام 2021، كانت هناك تسريبات عن وساطات محلية تهدف إلى الحفاظ على الوضع الراهن بين الحوثيين وحزب الإصلاح في جبهات مأرب.
وفقاً لمصادر دولية، اعترف دبلوماسيون بأن بعض القيادات الإصلاحية في مأرب قدمت تنازلات ميدانية لتجنب تصعيد المواجهات مع الحوثيين في بعض المناطق الغنية بالموارد.

استغلال القضية الوطنية:
الانتقائية في محاربة الحوثيين: على الرغم من أن حزب الإصلاح يقدم نفسه كجزء من التحالف الوطني لمحاربة الحوثيين، إلا أن هناك انتقائية واضحة في الجبهات التي يشارك فيها الإصلاح. في مناطق مثل الجوف والبيضاء، تجنبت قوات الإصلاح التحرك ضد الحوثيين بشكل حاسم وما يُشاع حالياً من صراع بين قبائل قيفه والحوثيين هو فقط لتعزيز دور الدعايا الإعلامية التابعة لهم فلا قيفة تقدمت ولا حوثييين سيطروا في منطق يثير المنطقية في لعبة الإصلاح والحوثيين للتغرير بالتحالف، ولكن نثق أن المملكة قد فهمت ذلك، والدليل قطعها للمساعدات والدعم للحكومة الإخوانية في عدن منذ مطلع العام 2020، وذلك بسبب أن دور الإصلاح كان دائماً يعطي الميليشيا الحوثية فرصة لترسيخ سيطرتها على مناطق سبق وإن تم تحريرها، ولا يخفى علينا دور المجتمع الدولي في تمويل هذه الحرب وإتفاق استوكهولم خير دليل.

يظهر في هذا السياق تصريحات عدة قادة جنوبيين وأكاديميين أجانب بأن حزب الإصلاح يستخدم معركته ضد الحوثيين كغطاء لتعزيز نفوذه في الشمال، دون الدخول في مواجهات حقيقية، مما ساعد الحوثيين في توسيع سيطرتهم على أجزاء كبيرة في المناطق الشمالية.

العلاقات الخفية بين الإصلاح والحوثيين:
المناورات السياسية في صنعاء: تشير التقارير إلى أن هناك علاقات غير مباشرة بين بعض قيادات حزب الإصلاح وجماعة الحوثيين، خاصة في صنعاء. في عام 2016، كان هناك لقاءات غير رسمية في العاصمة صنعاء بين شخصيات إصلاحية وشخصيات حوثية لمناقشة سبل تقاسم السلطة في مناطق معينة.

فرغم إنكار حزب الإصلاح لأي صلة مباشرة بالحوثيين، إلا أن هذه الاجتماعات السرية تشير إلى وجود تنسيق غير مباشر يهدف إلى الحفاظ على المصالح المشتركة للطرفين.

دور القوات الجنوبية في تحرير الشمال
تحرير العاصمة عدن والمناطق الجنوبية:
بعد انقلاب الحوثيين في 2015، تمكنت القوات الجنوبية المدعومة من التحالف العربي من تحرير عدن والمناطق الجنوبية من سيطرة الحوثيين في عمليات عسكرية سريعة وناجحة. لعبت قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية دوراً بارزاً في هذه العمليات، وتمكنت من طرد الحوثيين واستعادة السيطرة على أغلب مدن الجنوب.

هذه الانتصارات لم تقتصر على الجنوب فقط، بل امتدت إلى الساحل الغربي في الشمال اليمني حيث ساهمت القوات الجنوبية في تحرير مناطق واسعة على طول الساحل، بما في ذلك مدينة المخا ومناطق أخرى في تعز اليمنية.

العمليات العسكرية في مأرب وتعز:
رغم التحالف الضمني بين الإصلاح والحوثيين في تعز، تمكنت القوات الجنوبية من تحرير أجزاء من محافظة تعز، وبالأخص الساحل الغربي. وقد لعبت هذه القوات دور بارز في دعم العمليات العسكرية التي قادها التحالف العربي لتحرير مدينة المخا ومناطق أخرى حيوية.

هناك تقارير تشير إلى أن اللواء الثالث عمالقة، وهو قوة جنوبية خالصة، شارك بشكل فعال في معارك تحرير تعز من الحوثيين، على الرغم من التحديات التي فرضها حزب الإصلاح على تلك العمليات ضد القوات الجنوبية.

التصدي لمحاولات الحوثيين في الضالع:
القوات الجنوبية تمكنت من صد محاولات الحوثيين للتقدم نحو المناطق الجنوبية، خاصة في محافظة الضالع. هذه المعارك أثبتت وتثبت أن القوات الجنوبية قادرة على التصدي لمحاولات الحوثيين التوسع خارج مناطقهم التقليدية.
الدور الجنوبي في هذه الجبهات ساهم بشكل كبير في تراجع الحوثيين ومنعهم من تحقيق مكاسب استراتيجية في الجنوب.

دور التحالف العربي في دعم القوات الجنوبية

الدعم العسكري:
منذ بداية عمليات التحالف العربي في المنطقة، قدم التحالف دعم عسكري مكثف للقوات الجنوبية، بما في ذلك تدريب وتجهيز القوات وتزويدها بالأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية المتطورة.
الإمارات العربية المتحدة، على وجه الخصوص، قدمت دعم كبير للقوات الجنوبية، حيث لعبت دور حاسم في تدريب قوات النخبة الشبوانية والحضرمية وقوات الحزام الأمني.

الغارات الجوية:
لعبت الغارات الجوية التي شنها التحالف العربي دور مهم في تدمير البنية التحتية للحوثيين في الجنوب والشمال. هذه الغارات ساعدت القوات الجنوبية على التقدم والسيطرة على مناطق استراتيجية مثل عدن والمخا.

بالإضافة إلى ذلك، كانت الغارات الجوية على جبهات القتال في تعز والضالع ضرورية لمنع تقدم الحوثيين، مما أتاح للقوات الجنوبية تعزيز مواقعها وتطوير عملياتها الميدانية.


الدعم اللوجستي:
قدم التحالف العربي أيضاً دعماً لوجيستياً حيوياً للقوات الجنوبية، بما في ذلك الإمدادات الطبية والتموينية والأسلحة. هذا الدعم اللوجستي ساعد القوات الجنوبية في الصمود أمام الحوثيين والاستمرار في عملياتها لتحرير المناطق الشمالية والجنوبية على حد سواء.

وفي الأخير يمكننا القول:
أننا نتفهم مخاوف الشركاء الأشقاء من الدخول كطرف في هذا الصراع الذي بدون حل تجاوز العشر سنوات، خاصة الدور الدولي الذي عزز من بقاء الحوثيين، لكن نطمئن كل الشركاء أن حرب الجنوب ضد الحوثيين هي حرب حقيقية تتوافق بشكل كلي مع أهداف التحالف العربي ، خاصة المملكة العربية السعودية، ومن هذا المنطلق ندعوا المملكة الى إعادة تقييم تحالفاتها الداخلية التي لم تثمر ولن تثمر إذا استمرت على هذا النمط أملاً أن تكسب أطراف شهد لهم التاريخ ماضياً وحاضراً بخيانتهم وأدوارهم المزدوجة في سبيل مصالحهم وأجندتهم فقط، وهذا الأمر يدعمه تحالف الإمارات المثمر مع القوات الجنوبية، التي تحقق انتصاراً تلو الأخر، ربما تدخل السعودية المباشر قد يثير مخاوفها من دول إقليمية، مثل إيران، ولكن نقول المملكة والإمارات دولتين لهم ثقلهما وإعتبارهما على مستوى العالم، خاصة المملكة العربية السعودية بصفتها دولة حافظت على إستقرار دول الخليج لعقود، وبالتالي إن أهدافها في إستقرار جوارها خاصة الجنوب يتمثل في حقيقة تشكيل تحالف مع الجنوب العربي بجانب الإمارات العربية المتحدة ، وحقاً هذا التحالف سيعزز من عملية السلام في الشمال اليمني هذا ليس إفتراضاً بل حقيقة ينبغي على قيادة الجنوب والتحالف العربي النظر فيها بجدية في سبيل تحقيق مصالحهم المشتركة في المنطقة.

خاصة وأن التحالف الضمني بين جماعة الحوثيين وحزب الإصلاح يُظهر تداخلاً معقداً في المصالح السياسية والعسكرية، بجانب إستغلال قضية فلسطين، بينما في الواقع تلعب القوات الجنوبية دوراً رئيسياً في دحر الحوثيين وتحرير مناطق واسعة في الشمال اليمني، بدعم حاسم من التحالف العربي. يعكس هذا التحالف بين الحوثيين والإصلاح تحديات كبيرة، لكن الدور الجنوبي والتحالف العربي سيبقيان عناصر أساسية لتحقيق الاستقرار في الجنوب ومنع أي توسع للحوثيين أو أي تحالفات خفية تهدد مستقبل الشمال اليمني.

فيديو