في سبتمبر الدموي.. بنادق الجمهورية بيد الحوثي

أخبار دولية - منذ 1 شهر



عدن، عين الجنوب | خاص 

شهد شمال اليمن في شهر سبتمبر تحولات دراماتيكية هزت أركان الدولة، وحولت البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة. ففي مشهد مروع، تحولت بنادق الجمهورية إلى أدوات في أيدي جماعة الحوثي، الذين تمكنوا في انقلاب مفاجئ من السيطرة على العاصمة صنعاء وإسقاط الحكومة الشرعية. هذا الانقلاب المدبر لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة لتآمر معقد شمل أطرافاً متعددة، حيث سلم المؤتمر الشعبي العام، الحزب الحاكم آنذاك، زمام السلطة للجماعة الحوثية في صفقة مشبوهة، وذلك بهدف قلب نظام الحكم بالكامل. 

وفي هذا السياق، لعبت جماعة الإخوان المسلمين دوراً محورياً، حيث تضافرت جهودها مع جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام للإطاحة بالنظام. وقد تجسد هذا التآمر في تحركات الفرقة الأولى مدرع، التابعة لقبيلة الأحمر، والتي لم تقدم أي مقاومة للحوثيين، بل ساهمت في تمكينهم من السيطرة على العاصمة. 

وفي يوم 21 سبتمبر، بلغت الأحداث ذروتها عندما تمكن الحوثيون من اقتحام مقر الرئاسة ومؤسسات الدولة، وفرض سيطرتهم الكاملة على صنعاء. هكذا، انهار النظام الجمهوري، وتحولت صنعاء تحت سيطرة جماعة مسلحة تدعمها أطراف إقليمية ودولية.

 هناك أدلة تشير إلى أن أجزاء كبيرة من الجيش اليمني، وخاصة الفرقة الأولى مدرع، سلمت أسلحتها للحوثيين دون مقاومة، مما سهل مهمتهم في السيطرة على صنعاء ، تشير التقارير إلى وجود تنسيق مسبق بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام وجماعة الإخوان المسلمين، وذلك لتقسيم الأدوار وتنفيذ الانقلاب بنجاح، لم تشهد عملية الاستيلاء على صنعاء أي مقاومة جدية من قبل القوات الحكومية، مما يؤكد وجود توافق مسبق على تسليم السلطة.

 تسعى جماعة الحوثي إلى السيطرة على كامل اليمن وإقامة دولة دينية على غرار ما يحدث في إيران. عانى النظام اليمني السابق من فساد مستشري ومحسوبية، مما زاد من حدة الأزمة وسهل سقوطه.

 أدى الانقلاب إلى اندلاع حرب  واسعة النطاق ، تسببت في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين
 حيث يعاني ملايين اليمنيين من الجوع والمرض ونقص المياه والكهرباء.
إن ما حدث في اليمن في سبتمبر 2014 كان انقلاباً مدبراً شاركت فيه أطراف محلية وإقليمية. وقد أدى هذا الانقلاب إلى كارثة إنسانية، وهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

فيديو