تحليل | الاعتراف بقضية شعب الجنوب ضرورة استراتيجية لإنهاء الصراع وتأمين الملاحة الدولية

دراسات وتحليلات - منذ 3 أيام


عدن ، عين الجنوب | خاص 

تحليل حول ضرورة دعم المجتمع الدولي لمواجهه التحديات الحالية، بالتنسيق مع القوات الفاعلة على الأرض، وأهمية الإعتراف الرسمي بدولة الجنوب العربي، من أجل إبقاء الجنوب بعيداً عن محاولات إيران توسيع نفوذها في المنطقة، عبر أدواتها:

الأزمة المستمرة في المنطقة، خاصة بعدما تفاقمت بفعل الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية التي أدت الى تصاعد نفوذ الحوثيين المدعومين من إيران، تؤكد الحاجة إلى استراتيجية جديدة وأكثر فعالية. فعلى الرغم من سنوات من العمليات العسكرية، زاد الحوثيون من إحكام قبضتهم، مستغلين التدخلات الخارجية لحشد الدعم الشعبي. تمثل في رفضهم المتواصل لتقاسم السلطة كحزب سياسي، وعملوا على تشكيل أجيال جديدة متأثرة بأيديولوجياتهم الطائفية من أجل تعزيز مواقعهم. وفي الوقت نفسه، تتدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، مما يمنحهم القدرة على استهداف قوى إقليمية وتهديد الأمن البحري، مما أثر فعلياً على الإقتصاد العالمي، الاستراتيجية الحالية، التي تعتمد بشكل كبير على العمليات العسكرية بقيادة أجنبية، أظهرت نجاحاً محدوداً في إضعاف الجماعة، وأنعكست سلبياً على جهود إحلال السلام.

مبررات قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي:
عدم فعالية العمليات العسكرية الحالية: 

الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، المصممة للحد من قدرات الحوثيين العسكرية وحماية الممرات البحرية، لم تؤتِ ثمارها المرجوة. الحوثيون تأقلموا مع هذه الغارات منذ بداية عاصفة الحزم، وجعلوها وسيلة لحشد الدعم الداخلي عن طريق تصوير الغرب كعدو. هذا النهج العسكري معزول ويفتقر إلى التنسيق الإقليمي والمحلي، مما يترك المنطقة عرضة للخطر. 
قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت قيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، تفهم الديناميكيات المحلية بشكل أفضل، ويمكن أن تقود استراتيجية منسقة بدعم إقليمي لمواجهة الحوثيين بشكل أكثر فعالية.

الحاجة إلى استراتيجية شاملة وموحدة
دعا الزبيدي إلى استراتيجية شاملة تتضمن المسارات السياسية، العسكرية، والاقتصادية، وهو ما يتماشى مع الأهداف الأوسع للمجلس الانتقالي الجنوبي. الحكومة اليمنية الحالية (المجلس الرئاسي) منقسمة سياسياً فلا الجنوبيين راضين عنها ولا أبناء الشمال معترفين بها، بينما الحوثيون متوحدون تحت راية طائفية. يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل الجنوب، أن يوفر قوة أكثر إستقراراً توحد الفصائل المختلفة وتدفع نحو استراتيجية مشتركة تشمل الإصلاح الاقتصادي والمفاوضات السياسية بجانب العمليات العسكرية.

إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات جنوبية مستقلة
إحدى الركائز الأساسية لأي استراتيجية ناجحة هي إعادة تنشيط الاقتصاد الجنوبي، من خلال تصدير النفط، الذي توقف إلى حد كبير. المجلس الانتقالي الجنوبي لديه القدرة على قيادة الجهود لإعادة بناء الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، وضمان أن يستفيد منها الشعب الذي لا زال يعاني منذ عشر سنوات بدلاً من أن تُستغل من قبل الجهات الخارجية، بما في ذلك الحوثيين، الذين يسعون لإحكام قبضتهم على الموارد السيادية في الجنوب عبر أدواتهم الإخوانية، الذي بدوره جعل الحوثيون يستمرون في تمويل عملياتهم الإرهابية في المنطقة والإقليم.


تمثيل واعتراف بالجنوب وسيادته الكاملة على أراضيه
الحوثيون يعتبرون أنفسهم الحكومة الشرعية الوحيدة في المنطقة ويرفضون التفاوض مع القيادة المنقسمة الحالية في العاصمة عدن. في المقابل، يقدم المجلس الانتقالي الجنوبي مساراً إلى الأمام من خلال ضمان أن مصالح الجنوب ممثلة. هذا ليس فقط ضرورياً لتحقيق السلام الداخلي، ولكنه أيضاً حاسم لاستقرار المنطقة ككل. ينبغي على المجتمع الدولي، وخاصة دول الخليج، الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي كعنصر رئيسي في أي تسوية مستقبلية ودعم دوره القيادي في هذه المرحلة، والمراحل القادمة.


مواجهة النفوذ الإيراني وضمان استقرار المنطقة: 
يتمتع المجلس الانتقالي الجنوبي، بموقع جيد لقيادة الجهود ضد الحوثيين المدعومين من إيران. بفضل خبرة الزبيدي وتأثير المجلس المتزايد، يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يعمل جنباً إلى جنب مع التحالف العربي والشركاء الدوليين للحد من الدور المزعزع لإيران في المنطقة. قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة لتأمين البحر الأحمر، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، الذي يواجه حالياً تهديدات من الهجمات الحوثية بالطائرات المسيرة والصواريخ.

الخطة الاستراتيجية للمجلس الانتقالي الجنوبي:
قيادة جبهة موحدة: يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي، تحت قيادة القائد الزبيدي، الدفع نحو إصلاح مجلس القيادة الرئاسي من أجل تأسيس قواعد وإجراءات واضحة وأهداف مشتركة، وضمان أن تعمل جميع الفصائل السياسية نحو هدف مشترك وهو استقرار المنطقة.

التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين: 
ينبغي على المجلس الانتقالي الجنوبي تعزيز التعاون الوثيق مع المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من القوى الإقليمية لقيادة جهد مشترك ضد الحوثيين والجماعات الإرهابية. يجب أن يرتكز التحالف مع دول العالم، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على حلول دبلوماسية واقتصادية وإنسانية بجانب التدخل العسكري.

إعادة بناء الاقتصاد الجنوبي والبنية التحتية: 
على المجلس الانتقالي الجنوبي التركيز على إحياء إنتاج النفط وإعادة تصديره لتوليد إيرادات للدولة الجنوبية. هذا سيقلل من اعتماد البلاد على المساعدات الخارجية، خاصة من المملكة الشقيقة، ويزيد من الاستقرار الداخلي، علاوة على أنه سيمنع من قدرة الحوثيين لتمويل عملياتهم العسكرية.

تعزيز الاستقلال الجنوبي كحل لاستقرار المنطقة: 
ينبغي على القائد الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي الدفع نحو الاعتراف الدولي بحق شعب الجنوب في تحديد مستقبله السياسي، وهو حق سيادي ومشروع ينبغي دعمه. حيث يمكن أن يخدم هذا كعامل استقرار للصراع الأوسع، من خلال تقديم نموذج حكم بديل أكثر إستقراراً وتقليل المركزية التي لطالما غذّت الصراعات بين الجنوب والشمال اليمني منذ حرب 94.

المشاركة في الجهود الدبلوماسية: على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يقود الجهود الدبلوماسية لإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، مع ضمان أن أي حل سياسي لا يهمش حق الشعب الجنوبي ، حيث أي تجاوز لهذا الإطار لن يجلب السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

ومن هنا يمكننا الجزم أن:
مع استمرار فشل الاستراتيجيات الحالية، يتمتع المجلس الانتقالي الجنوبي تحت قيادة الرئيس عيدروس الزبيدي بموقع يؤهله لقيادة الجهود للخروج من الأزمة الحالية، من خلال الدعوة إلى استراتيجية أكثر تنسيقاً تشمل المسارات السياسية، العسكرية، والاقتصادية، يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يوفر طريقاً نحو الاستقرار ويواجه التهديد المتزايد للحوثيين المدعومين من إيران وشركاؤها، مع الأخذ بالإعتبار أن حق الشعب الجنوبي في بناء دولته كاملة السيادة هو بداية الحل، حيث حتماً سيعزز هذا بقاء دولة الجنوب العربي بعيدة عن الصراع الدائر، ويمنح القيادة الجنوبية مساحة للإشتراك والتنسيق المباشر والرسمي مع دول المنطقة والإقليم في جهود إحلال السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، في ظل محاولات إيران التصعيد لتوسيع نفوذها في الجنوب والمنطقة.

الجنوب المجلس الاانتقالي التمددالحوثي البحر الاحمر الملاحة الدولية

فيديو