الحوثيون وحزب الله.. بيادق إيرانية للعبث بالأمن العربي

السياسة - منذ 1 شهر


حزب الله من التخادم مع داعش الى دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية

عين الجنوب | عدن - خاص


أصبحت الأدوار الإقليمية لحزب الله اللبناني تتجاوز حدود لبنان إلى مناطق نزاعات أخرى في الشرق الأوسط، خاصة في الشمال اليمني. أثبتت التقارير أن الحزب له دور رئيسي في تدريب ميليشيا الحوثي ودعمها لوجستياً وعسكرياً، وهو ما زاد من تعقيد الصراع الدائر في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالحرب التي تشنها جماعة الحوثي ضد الجنوب العربي.


بدأت العلاقة بين ميليشيا الحوثي وحزب الله منذ سنوات عديدة، حيث تم تبادل الخبرات العسكرية والأيدولوجيات السياسية بين الطرفين، بل حتى الدينية، كنا فيها نعتقد أنهم على المذهب الزيدي، ولكن بعد دعم حزب الله للحوثيين الذي يأتي في سياق استراتيجي أوسع، يهدف من خلاله الحزب، الذي يعد ذراعاً إيرانياً، إلى تحقيق نفوذ أكبر في المنطقة عبر دعم جماعات مسلحة مؤيدة لإيران، بما فيها التنظيمات المتطرفة، نتذكر فيها تقارير عدة تؤكد على تنسيق مشترك بين داعش وحزب الله في الحرب ضد الشعب السوري، شمل فيه تبادل الأسرى، الاتفاق على مناطق السيطرة، والحدود.

كما عمل حزب الله على تدريب مقاتلي الحوثي، وتزويدهم بالمعرفة التكتيكية التي اكتسبها الحزب من حروبه في لبنان وضد الشعب السوري، تشمل عمليات التدريب مجموعة واسعة من الأنشطة، بدءاً من التدريب على استخدام الصواريخ والأسلحة الثقيلة، إلى التدريب على حرب العصابات وزراعة العبوات الناسفة، بل حتى أن أغلب المناطق زرعت فيها هذه الميليشيا ما يقارب 2 مليون لغم، راح ضحيتها العديد من المدنيين.

أيضاً تم استخدام هذه القدرات المكتسبة في معارك الحوثيين ضد الجنوبيين والتحالف العربي، وكانت لها تأثيرات كبيرة على سير العمليات القتالية. وأشارت العديد من التقارير إلى أن مستشارين عسكريين من حزب الله متواجدون في الشمال اليمني لتقديم الدعم التكتيكي في ساحة المعركة.

إضافةً إلى التدريب العسكري، يلعب حزب الله دور رئيسي في تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للحوثيين، وذلك عبر إقامة شبكات تواصل معقدة، تشمل نقل المعلومات عن تحركات القوات المناوئة. كما إن الحزب ساعد الحوثيين في تطوير قدراتهم على تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وهي أسلحة استخدمها الحوثيون بشكل متكرر في ضرب مناطق الجنوب ومواقع التحالف، بما فيها السفن التجارية على البحر الأحمر.

من ضمن استراتيجيات حزب الله والحوثيين، تركز الجهود على استهداف الجنوب العربي، الذي يسعى شعبه إلى الاستقلال واستعادة دولته المستقلة. هذا الدور يظهر جلياً في الهجمات التي تنفذها الميليشيا الحوثية على محافظات الجنوب العربي مثل شبوة، حضرموت، الضالع وعدن ولحج، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار الجنوب وتعطيل أي جهود لبناء الاستقرار والأمن.

حزب الله، بدعمه للحوثيين، يعمل على تنفيذ أجندة إيران في المنطقة، التي تعتبر مسألة استهداف الجنوب جزءاً من استراتيجيتها للسيطرة على مضيق باب المندب، وتأمين نفوذها في بحر العرب، وبالتالي توسيع نفوذها في المنطقة.

تدخل حزب الله في المنطقة ليس فقط جزءاً من الحرب بين الجنوب والشمال اليمني، بل هو أيضاً جزء من الصراع الإقليمي الأوسع بين إيران والدول العربية. استهداف الجنوب العربي يتناسب مع رؤية إيران الاستراتيجية لمحاولة زعزعة استقرار الجنوب والتحالف العربي وإضعاف موقفه في المنطقة. هذه التدخلات تؤدي إلى تفاقم الأزمة الحالية وإطالة أمد الحرب، مما ينعكس سلباً على الجنوبيين الذين يسعون إلى الاستقلال وتحقيق الاستقرار.

دور حزب الله في تدريب ميليشيا الحوثي وتوجيه الحرب ضد الجنوب العربي هو جزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة. ومن هذا المنطلق يتطلب التصدي لهذا الدور جهوداً مشتركة من قبل دول التحالف العربي والمجتمع الدولي، لتقويض هذه التدخلات وضمان تحقيق الاستقرار في الجنوب العربي، كما من الضروري من الشركاء الإقليمين الاعتراف بدولة الجنوب العربي، لما لذلك من أهمية استراتيجية تتمثل في جعل دولة الجنوب بعيدة عن محاولات إيران توسيع نفوذها، وهنا لا ننصح فقط، بل يتوجب على الشركاء تفعيل دورهم بشكل حقيقي وجاد إزاء هذا التهديد المستمر من أدوات إيران في المنطقة لضرب مصالح دول الخليح العربي ودول العالم اجمع، الإعتراف بدولة الجنوب هو ميزان استراتيجي ويعبر عن توازن فعلي في الإقليم، علاوة على أنه يضمن استقرار وتأمين المصالح المشتركة للعالم.

فيديو