تحليل | الجنوب العربي: بوابة الأمن الخليجي ومفتاح الاستقرار الإقليمي

دراسات وتحليلات - منذ 1 شهر

عدن، عين الجنوب| خاص 

تقرير يستعرض تهديدات المرحلة والضرورة الإستراتيجية الأمنية والإقتصادية والسياسية والعسكرية للتعاون بين الأشقاء والجنوب العربي.

لقد بدا واضحاً أن الضغوط العسكرية والأمنية والإقتصادية والخدمية والسياسية والإعلامية الذي يتعرض لها شعب الجنوب وقيادته جراء محاولات الإخوان وميليشيا الحوثي بدعم رئيسي من إيران وتخادم تركي وعماني توسيع نفوذهم في الجنوب، قد شكّل تهديداً حقيقياً للشعب الجنوبي ومصالح الأشقاء في إستقرار الجنوب، مما يستوجب من القيادة الجنوبية والاشقاء تعزيز الشراكة العربية وترسيخها بشكل جاد وفعلي في ظل تصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة العربية والخليجية، حيث يمثل تعزيز التعاون بين دول المنطقة ضرورة استراتيجية لضمان الأمن والاستقرار. يعد دخول الجنوب ضمن دول مجلس التعاون الخليجي خطوة جوهرية من شأنها دعم جهود التحالفات الإقليمية القائمة وتحقيق المزيد من التوازن في مواجهة التحديات خاصة الأمنية. يهدف هذا التقرير إلى توضيح أهمية انضمام الجنوب لدول مجلس التعاون الخليجي وتعاونه مع قوات درع الجزيرة ومنظمة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بشكل خاص، حيث يشكل هذا الأمر الركيزة الاساسية والإستراتيجية في ظل الوضع الحالي والتصعيد المخطط له في المنطقة والإقليم لخدمة أدوات إيران وتوسيع نفوذها.

أولاً: أهمية انضمام الجنوب العربي لدول مجلس التعاون الخليجي، تتمثل في حقيقة أن الجنوب يشكل بوابة هامة للأمن الخليجي؛ حيث يتشارك حدوداً عريضة مع الدول الخليجية، مما يجعل التعاون الأمني ضرورياً لحماية الممرات المائية الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على التجارة العالمية. وبانضمام الجنوب، يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي تعزيز الاستقرار على طول هذه الحدود الحيوية وتقليل التهديدات التي تتسبب فيها الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية سواء في البر او البحر.

ثانياً: الجنوب يمتلك موارد طبيعية غنية من ضمنها النفط والغاز، إضافة إلى موقعه الجغرافي الذي يعزز من قدرات المنطقة على التجارة والنقل البحري. وبتكامل الجنوب مع دول مجلس التعاون، يمكن تنشيط الاستثمارات الإقليمية وتطوير البنية التحتية في الجنوب مما يساهم في تنمية اقتصادية شاملة لدول الحلفاء الأشقاء.

ثالثاً: يُعد انضمام الجنوب خطوة نحو توحيد الصف العربي. إن التحديات التي تواجه المنطقة، خاصة المتعلقة بالإرهاب والتطرف، تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى. ومن شأن هذا الانضمام تعزيز روابط الأخوة وتعزيز التضامن العربي في مواجهة الأزمات.

ويجب أن يمتد التعاون الى المشاركة والتحالف مع قوات درع الجزيرة التي تُعد القوة الدفاعية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، وبتواجد الجنوب ضمن هذه المنظومة، يمكن تعزيز القدرة على مواجهة التحديات المشتركة، وخاصة في ما يتعلق بالتهديدات الحدودية والمخاطر البحرية. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يساهم هذا التعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية وتطوير الاستراتيجيات المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية بشكل أفضل.

علاوة على أن التعاون بين الجنوب ودرع الجزيرة سيمكن من توسيع نطاق الحماية الإقليمية لمواجهة التحديات المختلفة مثل القرصنة البحرية والهجرة غير الشرعية وتهريب الأسلحة، مما يخلق بيئة أكثر أماناً للمنطقة بأسرها.

كما يمكن للتعاون مع التحالف الإسلامي العسكري أن يوفر للجنوب الموارد والتدريب والخبرات اللازمة لمكافحة الإرهاب بفعالية أكبر. فالتحديات التي يواجهها الجنوب تتطلب استجابة سريعة ودقيقة، وهذا التحالف يعزز من إمكانيات التعامل مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة خاصة في الجنوب بدعم إخواني إقليمي.

أيضاً يعد هذا التعاون فرصة للجنوب للمشاركة في برامج مكافحة الفكر المتطرف وإعادة تأهيل المجتمع المحلي. من خلال هذا التحالف، يمكن للجنوب الوصول إلى برامج شاملة تركز على التعليم والتوعية المجتمعية، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر إستقراراً وأماناً.

إن انضمام الجنوب لدول مجلس التعاون الخليجي وتعاونه مع قوات درع الجزيرة ومنظمة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في هذه المرحلة الراهنة يمثل استراتيجية محورية لتحقيق الاستقرار والتنمية في الجنوب والمنطقة العربية. ومن شأن هذا الانضمام أن يعزز من قدرات دول الخليج على حماية مصالحها الإقليمية ويُعد خطوة نحو بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً. إن توحيد الجهود والعمل المشترك بين الجنوب ودول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتان سيصب في مصلحة الجميع، وسيخلق بيئة مستدامة للتنمية والسلام في الجنوب والمنطقة، ولابد من تعزيز ودراسة هذا الأمر بشكل جدي بين قيادتنا الجنوبية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي وولي العهد سمو الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظهم الله.

فيديو