الجنوب أمام 4 خيارات في سبيل إستعادة الوطن والهوية الجنوبية

دراسات وتحليلات - منذ 1 شهر

عين الجنوب|| خاص:

يواجه شعب الجنوب خيارات صعبة في ظل الوضع السياسي والاقتصادي المعقد الذي تمر به البلاد منذ سنوات. ومع مرور الزمن دون تحقيق تقدم ملموس نحو الاستقلال الكامل، يتزايد الإحباط بين أبناء الجنوب، مما يستدعي دراسة خياراتهم بجدية.


الخيار الأول: التمسك بالإمارات كحليف استراتيجي، فقد أثبتت الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية أنها حليف حقيقي للجنوبيين، حيث قدمت دعم عسكري واقتصادي وإنساني كبير ساهم في تحسين الأوضاع في الجنوب، ولو بشكل نسبي. ولذلك، من المهم التأكيد على أن التمسك بالإمارات كحليف استراتيجي يعد خيار واقعي للجنوب، حيث يمكن للجنوب من خلال هذه الشراكة أن يعزز موقفه ويحقق أهدافه على المدى البعيد، ولكن للشفافية سيأخذ هذا الأمر عده تحديات والصبر فيه مطلوب.

ومع ذلك يعتبر استمرار التعاون مع الإمارات يمكن أن يساعد في تقوية القوات الجنوبية وزيادة قدراتها الدفاعية، مما يعزز من الاستقرار الداخلي ويحمي الجنوب من التهديدات الخارجية.

   

علاوة على أن الإمارات تمتلك نفوذ دبلوماسي على الصعيد الدولي، ويمكن من خلال التحالف معها التأثير على صناع القرار في المجتمع الدولي لدعم القضية الجنوبية. ويمكن للجنوب أن يستفيد من المشاريع التنموية التي تدعمها الإمارات لتحسين البنية التحتية وتعزيز الاقتصاد المحلي.

ولكن لابد أن نتفهم أن هذا الأمر له جانب سلبي، يتمثل في حقيقة الصبر، في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة الحالية، ويمكن اعتبار الصبر على الأوضاع الحالية خيار صعب ولكنه قابل للتطبيق بالنسبة للبعض. قد يرى البعض أنه بانتظار تطورات إقليمية أو دولية قد تتغير الظروف لصالح الجنوب، لكن هذا الخيار يأتي مع تحديات كبيرة، خاصة مع استمرار تدهور الاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف الخدمات العامة، علاوة على أن تأثير الأحزاب الأخرى يؤدي دائماً لإضعاف الرغبة الشعبية في إستعادة الوطن وبالتالي فقدان الثقة مع الوقت، حتى ولو كانت الجهود الأمنية لإحتواء الأزمة قد تمكن من تجنب التوترات الأمنية والحفاظ على الأمان النسبي لبعض الوقت، ولكن ليس لفترة طويلة.

   

الخيار الثاني: اتخاذ قرار مصيري من خلال الحسم العسكري، حيث يمثل اتخاذ قرار الحسم العسكري خيار مطروح على الطاولة. قد يتمثل هذا الخيار في إستعادة كامل أرض الجنوب بشكل فعلي، وإظهار رغبة وإراده الجنوبيين على الأرض، بهدف جعل الأطراف الأخرى تتفاوض فعلياً من أجل الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره وسيادته على كامل اراضيه بحدود ماقبل 1990.


من خلال الحسم العسكري، يمكن أن يثبت الجنوبيون قدراتهم ورغبتهم وإرادتهم الشعبية المشتركة على الأرض ويجعلوا الأطراف الأخرى تجلس على طاولة المفاوضات، وبالرغم أن هذا الخيار وارد، ولكن هناك ضرورة ملحة للتنسيق مع كافة اللجان وممثلي المحافظات في حضرموت والمهرة مع ضرورة أن يكون شكل الدولة فيدرالي، حيث يمنح حضرموت والمهرة شكل من الحكم الذاتي في ظل دولة الجنوب من أجل إستقرار طويل الأمد.


ولكي نكون واقعيين، نعم ستكون هناك تبعات لهذا الأمر، بما في ذلك التبعات الاقتصادية والإنسانية والعسكرية، بالإضافة إلى الحاجة للحسم السريع وتكوين نظام حكومي وإداري فيدرالي قوي لقيادة الجنوب، بمشاركة شعبية من كافة محافظات الجنوب، علاوة على ضرورة وضع خطة للمخاطر المتمثلة في ردود فعل المجتمع الدولي.


الخيار الثالث: التشبيك مع الولايات المتحدة الأمريكية بجانب الإمارات والسعودية، وهذا الخيار، يعد أكثر حاجة ومنطقية، ويعطي نتائج فعلية إذا حقاً نجح، ولكن من الواضح أن السعودية، تحاول كسب علاقات مع مختلف الأطراف، مما يجعل التوافق أكثر تعقيداً، بجانب أن السعودية لها تأثير واضح على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، مما يعقد جهود القيادة الجنوبية والرغبة الشعبية، وعلى الرغم من ذلك، يبدوا أن إبرام إتفاقيات وضمانات أمنية مع السعودية والحفاظ على أمنها القومي، ودعم قرارتها في المستقبل، علاوة على العمل مع المملكة وإستعراض سبل التعاون الدفاعي والإقتصادي، قد يعطي نتائج إيجابية، ولكن الموافقة على رغبة وطموح الشعب الجنوبي لا تزال غير واضحه.


الخيار الرابع: التوجه شرقاً، حيث الصين وروسيا يعتبران حقاً محور قوي يوازي القطب الآخر، علاوة على أن الصين تمتلك إمكانيات وإستثمارات إقتصادية هائلة، مما يدعم الإستقرار الإقتصادي، بجانب أن روسيا قد تقدم دعماً عسكرياً لمساعدة الشعب والقيادة الجنوبية في تحقيق الهدف التاريخي في إستعادة دولة الجنوب العربي كاملة السيادة.


وبالرغم من ذلك، هناك سلبيات تتمثل في حقيقة أن هؤلاء الدولتين بجانب إيران وتركيا لديهم شركاء رئيسيين في المنطقة، ممثلة بالحوثيين وتنظيم الإخوان، وهذا بدوره يتعارض مع توجهات شعب الجنوب الأمنية والدينية، حيث أن شعب الجنوب لديه معركة حقيقية ضد الإرهاب والحوثيين، مما يعقد سبل التوافق في المصالح، علاوة على أن هذا قد يؤثر على علاقة شعب الجنوب مع دول الجوار، خاصة المملكة العربية السعودية على الرغم أن شعب الجنوب من المهرة الى باب المندب يتوافق دينياً وإجتماعيا مع المملكة، ومع ذلك من الممكن أن يتم تدارس ذلك وإمكانية العمل عليه، إذا ما لبى طموحات الجنوبيين في بناء دولتهم الفيدرالية كاملة السيادة.


ويمكن تلخيص هذه الخيارات في أنه:

بين التمسك بالإمارات كحليف استراتيجي، الصبر على الوضع الراهن حتى تحين الفرصة المناسبة، أو اللجوء إلى الحسم العسكري، أو البحث عن دعم في أماكن أخرى فإن قرار الجنوب يعتمد على رؤية قادته لمستقبل الجنوب وقدرتهم على مواجهة التحديات مع ضرورة طرح هذا الخيار مع الشعب الجنوبي، هذا يعزز أن يبقى الجنوب متحد وواعي بما يواجهه من تحديات، وأن يعمل على وضع استراتيجية واضحة لتحقيق أهدافه، بما فيها تحمل عواقب كل خيار من قبل الشعب والقيادة الجنوبية على حد سواء.

فيديو