تحليل | المشاريع الخارجية إنتهاك صارخ لحقوق الجنوبيين وتنم عن مصالح ضيقة

دراسات وتحليلات - منذ 5 شهر

عدن||عين الجنوب||خاص:

منذ الإحتلال البريطاني والجنوب يكافح ويناضل من أجل هويته وحقوقه، كانت المصالح الخارجية وأدواته الداخلية عباره عن مشاريع تأتي من وجهه نظر من يأتي بها ولا تعبر عن مبادىء الديمقراطية، بينما شعب الجنوب، في كل مرحلة يخرج ليؤكد رغبته وطموحه، يتم تجاهل هذه الرغبة الشعبية، بل يتم فرض الحلول سواء عبر الإغراءات المالية، او دعم أحزاب سياسية ضعيفة وتلميعها، هذا يمثل بشكل حقيقي إنحراف خطير عن مبادىء الديمقراطية، ويعبر عن شكل خفي للدكتاتورية، وفي هذا الصدد يأتي مشروع الأقاليم في اليمن، هذا المشروع لم يكن أكثر من وسيلة لترقيع الواقع، وتحايل على شعب الجنوب وإجهاض حقوقه. لقد أثبتت التجارب السابقة أن محاولة فرض حلول من الأعلى، مثل مشروع الأقاليم، هي تجاهل واضح وصريح لإرادة الشعب الجنوبي، الذي يطالب بدولة فيدرالية جنوبية كاملة السيادة، ولا يقبل بأنصاف الحلول أو التقسيمات التي تخدم مصالح الأطراف المركزية في صنعاء.

وهناك العديد من المبررات لهذا الرفض التام.

أولا: الجنوب كان دولة كاملة السيادة، يمتلك جيشاً، وعملة، ونشيد وطني، ومؤسسات، وموارد عديدة، محاولات إختزال شعب الجنوب في مشروع أقاليم، هو إنتهاك لسيادة الشعب على أرضه، وتاريخه، وهويته الجنوبية.

ثانياً: مشروع الأقاليم لم يعالج جذور المشكلة؛ بل إنه محاولة لتجميل الواجهة. هذا المشروع ما هو إلا امتداد لسياسات الهيمنة التي كانت تفرضها القوى الشمالية، التي تهدف إلى تفتيت الصف الجنوبي، وحرمان الجنوبيين من استثمار ثرواتهم الطبيعية ومقدراتهم. فقد تم استنزاف ثروات الجنوب على مدار العقود الماضية، ولم تُرد الحقوق إلى أهلها.

ثالثاً: محاولة لطمس الهوية الجنوبية الذي مثله مشروع الأقاليم والذي يسعى إلى دمج الجنوب بالقوة ضمن كيان لا يحترم تاريخ الجنوب وهويته وثقافته الفريدة. هذا المشروع هو إنكار واضح لحق الجنوبيين في التعبير عن انتمائهم وهويتهم كدولة مستقلة ذات سيادة قبل عام 1990. الجنوب ليس مجرد أرض يُدمج قسراً؛ إنه دولة وشعب بحد ذاته، ودولة ذات سيادة تم اغتصابها تحت شعار الوحدة أو الموت، وتم التآمر عليه منذ نهاية الإستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، ولدينا من الوثائق ما يؤكد ذلك.

رابعاً: رفض شعبي جنوبي واسع، فعلى الرغم من محاولات أحزاب اليمنية، خاصة حزب الإخوان أدلجه الشعب الجنوبي، خاصة في حضرموت والمهرة منذ عام 90، فعلاوة على إحتلالهم للأرض، أرادوا السيطرة على عقول الشعب الجنوبي، إلا أن تظاهرات مليونيات الهوية الجنوبية، والاحتجاجات الشعبية المستمرة، وبشكل خاص مليونية الهوية الجنوبية التي تمت في سيئون في الذكرى 61 لثورة 14 أكتوبر، مثلت صوت الشعب الجنوبي الرافض لهذا المشروع، والتأكيد على أن الجنوبيين يسعون لاستعادة دولتهم. فمشروع الأقاليم لم يحظَ يوماً بقبول جماهيري واسع في الجنوب ولا في الشمال أيضاً، والجنوبيون يرون فيه محاولة لإعادة فرض الوصاية والسيطرة عليهم تحت مسمى الاتحاد.

خامساً: الشعب الجنوبي مستعد لأي شكل حكم يريده شعبه سواء فيدرالي أو أقاليم، المهم أن الشعب الجنوبي لا زال مُصر وبقوة على الاستقلال الكامل، ويرى أن لا مكان لمشروع الأقاليم مع الشمال في جنوبه الحر. الانضمام إلى مشروع الأقاليم مع الشمال مشروع منقوص ويضع قيوداً على حقوق الجنوبيين، ويعتبر تحايل صريح لن يجلب سلام ولا إستقرار أبداً. بينما يحاول المجتمع الدولي أن يحقق الإستقرار بتقديم أنصاف حلول تضمن وحدة اليمن، لايدري أن الوحده هي نفسها المشكلة، ومحاولة فرض مثل هذه الحلول، يتعارض بشكل صارخ مع مبادىء الديمقراطية التي يتمسك بها المجتمع الدولي، ويدافع عنها.

ومن هنا نرسل رسالتنا وبعزيمة ثابته أن الشعب الجنوبي مصمم على نيل حقوقه، ولن يقبل بأي مشروع لا يعترف بسيادته، وإستقلاله الكامل، خيارهم واضح، وكل تأخير أو إصرار على فرض حلول أخرى سيفتح الباب أمام خيارات جديدة أكثر صرامة لتحقيق مصالحهم وطموحاتهم، وهذه قضية شعب وليست جماعة أو حزب، ويجب على المجتمع الدولي إحترامها ودعمها، وفقاً لمبادىء الديمقراطية والعدالة، التي تحترم حتى حقوق الأقليات، فكيف بشعب الجنوب بأكمله.

فيديو