منظور دولي استشهاد السنوار ليس نهاية حماس والعنف قد يتصاعد
دراسات وتحليلات - منذ 6 شهر
عين الجنوب| متابعات
تناولت مجلة "Foreign Affairs" تحليلًا لمقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وتأثير ذلك على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والإقليم بشكل عام. وقالت المجلة إن مقتل السنوار، الذي قاد حماس في غزة ولعب دورًا محوريًا في هجوم 7 أكتوبر 2023، يمثل ضربة كبيرة للحركة، لكنه لا يشير بالضرورة إلى نهايتها. وأشار التحليل إلى أن حماس تتمتع بتاريخ طويل من القدرة على التعافي بعد اغتيالات قيادية، بفضل هيكلها التنظيمي المعقد وشبكات الدعم الإقليمية التي تساندها.
أحد الجوانب الهامة التي أشار إليها التحليل هو أن إيران، الحليف الرئيسي لحماس، تستمر في تقديم دعم واسع للحركة، مما يمكنها من البقاء كقوة مقاومة رئيسية ضد إسرائيل. على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها حماس، سواء على مستوى القيادة أو البنية التحتية العسكرية، إلا أن استمرار الدعم الإيراني يمثل عقبة أمام إسرائيل في تحقيق هدفها النهائي بتدمير الحركة. ولا يمكن تجاهل أن حماس تعتمد أيضًا على دعم من قطر، الذي يساعدها في تأمين التمويل الضروري للبقاء في السلطة في غزة.
وعلى الصعيد الداخلي، يعتبر التحليل أن مقتل السنوار لن يؤدي إلى تراجع فوري في قدرات حماس، بل من المحتمل أن يرفع مكانته بين أعضاء الحركة كـ "شهيد". وقد أشار التقرير إلى أن شقيقه الأصغر، محمد السنوار، من المتوقع أن يتولى قيادة الحركة، مما يعزز احتمالات استمرار النهج المتشدد لحماس في تعاملها مع إسرائيل. مضيفة: "تاريخيًا، كان خلفاء القيادات المغتالة أكثر تطرفًا وخطورة، وهو ما قد يكون الحال مع محمد السنوار".
أما من الجانب الإسرائيلي، فإن مقتل السنوار يمثل فرصة حاسمة لإعادة تقييم استراتيجيتها في غزة. وبينما تستمر إسرائيل في استهداف قيادات حماس، يثير التقرير تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، ستتخذ خطوات نحو حل سياسي بدلًا من الاعتماد فقط على الحلول العسكرية. وأضاف التحليل: "مقتل السنوار قد يوفر نافذة لحل دبلوماسي إذا ما استغلت إسرائيل الفرصة لحشد دعم دولي من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين وتحقيق تهدئة طويلة الأمد".
ختامًا، يشير التحليل إلى أن مقتل السنوار لن ينهي الصراع، بل قد يؤدي إلى تصعيد العنف إذا لم تُتخذ خطوات دبلوماسية. ويبقى السؤال الأكبر هو ما إذا كان هناك توجه نحو السلام أو استمرار العنف الذي غذته سنوات من الصراع.