هند العمودي

الحقيقة التي لا تموت: الوحدة انتهت في صيف 1994

مقالات - منذ 1 شهر

في خضم محاولات تزوير التاريخ، يظل شعب الجنوب متمسكًا بحقيقته التي لا تقبل المساومة: ما يُسمى بـ”الوحدة اليمنية” لم تنتهِ بتوقيع اتفاق، ولم تسقطها بيانات سياسية، بل انتهت عمليًا بانطلاق أول رصاصة غدر في صيف 1994. تلك الرصاصة لم تكن مجرد بداية حرب، بل كانت إعلانًا صريحًا لانتهاء الشراكة وولادة مرحلة جديدة من الاحتلال والقهر.

في ذلك الصيف، تحولت السلطة في صنعاء من شريكٍ سياسي إلى غازٍ عسكري، باغتصابها حقوق الجنوبيين، وطمسها لهويتهم الوطنية، وسحقها لمؤسسات دولتهم. لم تكن حرب 94 حربًا عابرة على خلاف سياسي، بل كانت مشروع اجتياح واضح لتصفية الجنوب كوطن مستقل وتذويبه قسرًا في منظومة الهيمنة الشمالية.

الوحدة لا تُفرض بالدبابة، ولا تُحفظ بمدفع، ولا تعني أبداً إذلال طرف وابتلاع هويته. الوحدة التي يتغنّى بها البعض منذ صيف 94 لم تكن سوى غطاء لاحتلال ممنهج سلب الجنوب قراره وثرواته ومستقبله. ومنذ ذلك اليوم، أصبح الجنوبيون يعيشون واقع الاحتلال، يقاومونه يومًا بعد يوم، ويحملون قضية عادلة لا يسقطها الزمن ولا تقهرها المؤامرات.

اليوم، ومع كل ذكرى تتجدد، يعيد الجنوبيون التأكيد: ما حدث في 7 يوليو 1994 هو احتلال بكل المقاييس، وإن تحرير الجنوب واستعادة هويته هو حق مشروع غير قابل للتفاوض أو الالتفاف.

التاريخ لا يُكتب بالشعارات، بل يُحفر بدماء الشعوب، ودماء الجنوب التي سالت منذ أول رصاصة في صيف 94 شاهدة أن “الوحدة” ماتت هناك، وما بعدها ليس إلا احتلالًا مستمرًا تحت شعارات زائفة.

فيديو