الإمارات العربية المتحدة تكسر الحدود

تقارير - منذ 4 أيام

الأولى من نوعها في الشرق الأوسط غواصة محلية الصنع

عين الجنوب | تقرير - خاص

رؤية طموحة وقيادة حكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال تطوير قدراتها الدفاعية، حيث أعلنت أبوظبي عن تصنيع أول غواصة من نوعها محلية الصنع في الشرق الأوسط، في إنجاز تاريخي يؤكد قدرتها على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات العسكرية البحرية. هذا الإعلان، الذي جاء خلال معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2025) ومعرض الدفاع والأمن البحري (نافدكس 2025)، يحمل في طياته دلالات استراتيجية عميقة، فهو إنجاز تقني رفيع المستوى، وشاهد حي على التحولات الجذرية التي تشهدها الدولة في مسيرتها نحو التميز الصناعي والعسكري الفريد.

هذا المشروع الاستثنائي يجسد فلسفة الإمارات في المزج بين الابتكار والاستقلالية الدفاعية، وهو ثمرة سنوات من الاستثمار المستدام في البحث والتطوير، وتوطين التكنولوجيا، وبناء قاعدة صناعية متقدمة قادرة على المنافسة عالمياً. فالإمارات، التي لطالما عُرفت بحرصها على اقتناء أحدث المنظومات الدفاعية، انتقلت اليوم إلى مرحلة أكثر تطوراً، حيث أصبحت منتج للتكنولوجيا العسكرية وليس مجرد مستهلك لها. وهذا التحول الاستراتيجي ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة والحكيمة والطموحة في تعزيز مكانة الدولة كقوة مؤثرة في الساحة الدولية، من خلال دبلوماسيتها الذكية، عبر بناء منظومة دفاعية متكاملة تعتمد على كفاءاتها الوطنية وقدراتها الذاتية.  

الغواصة الجديدة، التي تتميز بتقنيات متقدمة في المنطقة، تُعد تتويجاً لمسيرة طويلة من العمل الدؤوب، حيث استطاعت الإمارات أن ترسخ مكانتها كدولة قادرة على تطوير منظومات دفاعية متطورة بأيد وطنية. فتصنيع غواصة بقدرات هجومية واستطلاعية متقدمة، وبمواصفات عالمية، يُمثل نقطة تحول في مفهوم السيادة الدفاعية للدولة، حيث لم يعد أمنها البحري مرهوناً فقط بالتحالفات العسكرية التقليدية، بل أصبح لديها القدرة على فرض معادلات جديدة تعزز من أمنها واستقرارها.  

وفي الوقت الذي تتجه فيه العديد من الدول للاعتماد على الاستيراد في تأمين متطلباتها الدفاعية، تثبت الإمارات أن الإرادة السياسية والاستثمار المدروس في الصناعات العسكرية قادران على إحداث نقلة نوعية في موازين القوى. فهذه الغواصة هي رسالة واضحة مفادها أن الإمارات باتت تمتلك أدوات الردع الذاتي، وأنها قادرة على تأمين مياهها الإقليمية والتصدي لأي تهديدات قد تلوح في الأفق.  

الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في المنطقة، حيث تتبنى استراتيجية شاملة لتعزيز أمنها القومي، تقوم على مزيج من القوة الناعمة والتفوق التقني والعسكري. فالدولة التي كانت سباقة في إطلاق مشاريع الفضاء، وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تثبت اليوم أنها قادرة على تحقيق قفزات نوعية في مجال الصناعات الدفاعية، وهو ما يعكس رؤية وطنية تمتد إلى مختلف القطاعات الاستراتيجية. وبالنظر إلى التحديات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، فإن امتلاك الإمارات لغواصة محلية الصنع يمثل نقلة نوعية في توازنات القوى البحرية، حيث يمنحها ميزة تنافسية في حماية مصالحها الاستراتيجية، ويعزز من قدرتها على تأمين الممرات البحرية الحيوية، في وقت تتزايد فيه المخاطر الإقليمية والدولية.  

ولعل أبرز ما يميز هذا الإنجاز هو أنه جاء كنتيجة لجهود مستمرة في بناء منظومة صناعية عسكرية متكاملة، تعكس رؤية الإمارات في أن تكون قوة صناعية متقدمة، قادرة على تطوير حلول دفاعية محلية وفق أعلى المعايير العالمية. فهذه الغواصة هي انعكاس لفكر استراتيجي عميق يهدف إلى تعزيز السيادة الوطنية، وتقليل الاعتماد على الخارج، وتحقيق استقلالية القرار الدفاعي.  

حقاً لقد أكدت إمارات العز مجدداً أنها لاعب أساسي في المشهد الإقليمي، ودولة تمتلك رؤية واضحة، وإرادة صلبة، وخططاً مستقبلية طموحة تجعلها قادرة على رسم مسارها الخاص، وفق نهج يرتكز على الابتكار، والكفاءة، والتفوق التكنولوجي لا يعرف حدوداً في الأبداع والتألق سوى أن تكون الإمارات الشقيقة دوماً في المقدمة.

فيديو