الغاية تبرر الوسيلة | ما هو مشروع الإخوان

دراسات وتحليلات - منذ 23 يوم

أهداف الإخوان المسلمين في الجنوب والمنطقة

عين الجنوب | تقرير - خاص

المفارقات، والإنتهازية، والإستغلال، والتخادم، والتهريب، والتآمر، والإرهاب، والإعلام المأجور، والأجندة السرية، والشعارات المزيفة وسائل إخوانية متكشفة لكن ما الهدف.

في 21 فبراير منعت إدارة آمن تعز، الخاضعة لنفوذ حزب الإصلاح الإخواني، أي مظاهرات أو تجمعات إلا بإبلاغ مسبق قبلها بثلاثة أيام، مهددة بمحاسبة أي مخالفة. هذا القرار يأتي في وقت لا يتردد فيه الإخوان في دعم الفوضى في عدن ومحافظات الجنوب عبر حرف المطالب السلمية عن أهدافها، بل ويشجعون أي أعمال إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار. هذه الإزدواجية تكشف نهج الجماعة التي لطالما استخدمت القوانين كأداة حين تخدم مصالحها، بينما تسقطها تماماً عندما يتعلق الأمر بخصومها. فكيف يستخدم الإخوان هذه الازدواجية؟ وما هي الأجندة الحقيقية وراء هذا التناقض؟

في تعز، يسعى الإخوان إلى إحكام قبضتهم على المدينة، متسترين بغطاء القانون والنظام، حيث يمنعون المظاهرات التي لا تخدم أجندة التنظيم مثل المظاهرات التي تطالب بحقوق الناس، بينما يتركون الجماعات المسلحة التابعة لهم تمارس الفوضى والانتهاكات دون رادع، منها ما حدث لوالد غدير الشرعبي وأحداث مأرب.

بالمقابل، في عدن ومحافظات الجنوب، يتحرك الإخوان بطريقة معاكسة تماماً، حيث يدعمون التحركات الفوضوية، ويمولون التجمعات المشبوهة، ويشجعون على الفوضى الأمنية، بل ويستغلون أي اضطرابات في محاولة لضرب استقرار الجنوب سياسياً وأمنياً.

الإخوان استغلاليون يتحكمون بالقوانين وفق مصالحهم، التاريخ يثبت أن الإخوان لا يؤمنون بالقوانين إلا عندما تخدم أجندتهم. يحرفون المطالب ويستخدمون شبكاتهم المندسة ثم يدافعون عن حرية التظاهر حين يكونون خارج السلطة، لكنهم أول من يقمعها عندما يكونون في مواقع القرار.

هذه التكتيكات مكشوفه لمن درس تاريخ الإخوان على مستوى اوسع، وهي استراتيجية إخوانية عالمية، حيث تستخدم الشعارات للحصول على الدعم الدولي للوصول إلى الحكم، لكنها تلغى فوراً عندما تتحقق مصالحهم. حدث هذا في مصر أثناء حكمهم، وحدث في ليبيا حيث سعى الإخوان لإفشال أي استقرار سياسي يخالف أجندتهم.

في شمال اليمن، يدير الإخوان تعز بأسلوب مشابه، حيث يمنعون أي معارضة لهم، بينما يدعمون الفوضى حيثما يخدم ذلك مشروعهم منها الجماعات الإرهابية وشبكات تهريب الأسلحة والمخدرات. ما حدث في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب من عمليات تهريب وإستغلال شبكات لإثارة الفوضى ودعم الجماعات الإرهابية كشف عن هذه الاستراتيجية. فالإخوان، إنتهازيون بالمبدأ والغرض، وهم أنفسهم من يقفون خلف تمويل الفوضى، ودعم الجماعات المسلحة، وتوظيف الإعلام لتأجيج الفتن، وتشويه صورة الأجهزة الأمنية الجنوبية. بل إن هناك تقارير أمنية تؤكد أن الجماعات المدعومة من الإخوان تتلقى دعماً خارجياً من أطراف إقليمية لا تريد استقرار الجنوب. وفي المقابل، عندما يتعلق الأمر بتعز، يتم إغلاق أي مساحة للاحتجاجات السلمية، وإسكات المعلمين المطالبين بحقوقهم، ومنع أي مظاهرة لا تخدم أجندة الإخوان. كل من يعارض سيطرة الإخوان في تعز يتم ترهيبه، وقد تصل الأمور إلى التصفية الجسدية كما حدث مع بعض القادة العسكريين الذين رفضوا الخضوع لهم.  

في ليبيا عندما كانوا يسيطرون على السلطة، استخدموا القوانين لمنع أي معارضة ضدهم، وقمعوا كل من يقف تجاه مشروعهم وعندما خسروا الدعم الشعبي، بدأوا في تمويل الجماعات الإرهابية في طرابلس وبنغازي لعرقلة أي استقرار سياسي. في تونس، حاول الإخوان (حركة النهضة) السيطرة على مؤسسات الدولة، لكن بعد سقوطهم الشعبي، لجأوا إلى التحريض على العنف والفوضى، تماماً كما يفعلون في الجنوب اليوم. وهذه سياسة الإخوان المفلسين عندما يكونون خارج السلطة، يدعمون الفوضى، ويتحالفون مع قوى متطرفة وجماعات مسلحة وشبكات تهريب لضرب أي استقرار.

تعز في عام 2019، شنت القوات الموالية للإخوان حملة عسكرية ضد كتائب أبو العباس في المدينة القديمة، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير ممتلكات المواطنين.

مأرب 2015 الى الآن يسيطرون على الموارد فيها، ويرفضون توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن

عدن 2025 استغل الإخوان وجودهم في الحكومة لنشر الفوضى في المناطق المحررة، خاصة في الجنوب، لمنع الجنوبيين من إدارة شؤونهم.

شبوة 2021 ارتكبت مليشيات الإخوان جرائم متعددة، بما في ذلك إغتيالات سرية وشن حملات اعتقال ونهب الممتلكات، بهدف فرض سيطرتهم على المحافظة.


الإخوان بشكل جازم لا يقفون مع حرية التظاهر السلمي الذي يعبر عن المطالب ويحفظ الآمن، بل يقفون فقط مع مصالح تنظيمهم. هم مستعدون لاستخدام القوانين للقمع متى أرادوا، والتخلي عنها لدعم الفوضى متى احتاجوا. هذه هي الاستراتيجية الإخوانية التي لا تتغير، التحكم في المشهد عبر منهجية إستغلالية خفية، وتوظيف القوانين كأداة للسيطرة، وإشعال الفوضى في أي منطقة يطمعون فيها. بل هناك تقارير كشفت عن تفاهمات سرية بين قيادات إخوانية ومليشيات الحوثي، يتم فيها تسهيل مرور القيادات الحوثية إلى الجنوب.

هذه التراكمات من الأدلة من المفترض ان تجعل ليس فقط الشعب الجنوبي بل أيضاً دول التحالف أن تدرك تماماً أن كل محاولة لنشر الفوضى في عدن، وكل حملة إعلامية لتشويه الأمن الجنوبي وكل عملية تهريب للأسلحة والمخدرات، وكل دعم خفي لمليشيات مشبوهة، يحمل بصمات الإخوان بوضوح. فهم ليسوا إلا مشروع تخريبي إرهابي يسعى فقط للسيطرة على الشعوب، مستغلين شعارات مثل القانون او الديمقراطية لكسب التعاطف الدولي مثلها مثل أسلوب التقية. قرار أمن تعز الآخير التابع للجماعة ليس سوى تأكيد على أن الجماعة لا تؤمن بالقانون ولا بالدولة، بل بأي شيء يجعلهم يفرضون مشروعهم الذي يخدم ولايه الفقية العثمانية، وهذه الغاية عندهم تبرر الوسيلة أي كانت.

فيديو