استهداف النفط والعملة بأقصى العقوبات .. أمريكا : نسعى لجعل إيران مُفلسة

السياسة - منذ 4 أيام

عين الجنوب- وكالات:

أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الخميس عن إطلاق حملة عقوبات غير مسبوقة لـ"عزل إيران اقتصادياً"، بهدف شل صادراتها النفطية وإسقاط عملتها الوطنية، في تصعيد جديد لسياسة "الضغوط القصوى" التي أعادت إدارة ترامب تفعيلها ضد طهران.

وخلال كلمة أمام النادي الاقتصادي في نيويورك، صرح بيسنت: "جعل إيران تفلس مرة أخرى سيكون بداية سياسة العقوبات المُعدلة"، مشيراً إلى أن واشنطن ستُحكم الخناق على النظام المالي الإيراني عبر استهداف الأطراف الإقليمية والدولية التي تتعامل مع طهران. 

وأضاف: "هدفنا واضح: خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر، ومنعها من استخدام عوائد النفط في تمويل برامجها المثيرة للقلق".

ووفقاً لبيانات وزارة الخزانة، شملت العقوبات الأخيرة – التي أُعلنت في الأسابيع الأولى للولاية الثانية لترامب ، فرض قيود على أكثر من 30 شخصاً وسفينة تُشكل ما يُعرف بــ"أسطول الظل"، وهي ناقلات نفط قديمة تُستخدم لتهريب الخام الإيراني عبر مسارات سرية.

كما شملت العقوبات استهداف شبكات تمويل وشركات وهمية متورطة في دعم قطاع الطاقة الإيراني ، وكذا تشديد الرقابة على الموانئ والوسطاء الذين يسهلون تجارة النفط الإيراني المُهرَّب.

وفي هذا السياق نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس خطة لاعتراض وتفتيش ناقلات النفط الإيرانية في البحر، عبر الاستفادة من "المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار" (PSI) التي أُطلقت عام 2003 لمحاربة تداول أسلحة الدمار الشامل.

يأتي ذلك في إطار حملة واشنطن لفرض "أقصى ضغوط" على طهران، بهدف عزل اقتصادها وخفض صادراتها النفطية إلى الصفر، بحسب المصادر.

وتهدف الخطة إلى تمكين الحلفاء من وقف السفن الإيرانية في نقاط عبور استراتيجية مثل مضيق ملقا، ما قد يُعطل تسليم النفط الخام ويُربك سلاسل الإمداد.

وتُدرس الإدارة استخدام المبادرة الأمنية (التي وقّعت عليها 100 دولة) كغطاء قانوني لعمليات التفتيش، دون الحاجة إلى اعتقال الأطقم أو مصادرة الشحنات.

وقال المصدر: "التأخير في التسليم وحده كفيل بخلق حالة من عدم اليقين تجعل التجارة مع إيران مُكلفة".

وفرضت إدارة ترامب مؤخراً عقوبات على شركات وسفن تُنقل النفط الإيراني عبر قنوات سرية، في خطوة تُضاهي إجراءات جزئية سابقة خلال عهد بايدن.

ويُشير محللون إلى أن انخفاض أسعار النفط حالياً (دون 75 دولاراً للبرميل) يُعطي واشنطن هامشاً لفرض عقوبات دون تخوف من صدمات السوق.

وتُضغط الإدارة الأمريكية على العراق لاستئناف تصدير نفط كردستان (المُعلّق منذ 2023)، لتعويض أي انخفاض في الإمدادات الإيرانية، وفقاً لمصادر "رويترز".

تمثل الخطة الأمريكية تحدياً لاستراتيجية طهران الاقتصادية القائمة على "اقتصاد المقاومة"، بينما تُعيد التوترات الجيوسياسية إحياء مخاطر اضطرابات الإمدادات وارتفاع الأسعار في سوق النفط العالمية.

فيديو