الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو للمشاركة في احتفالات الذكرى 80 للنصر على النازية

السياسة - منذ 16 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص


وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على النازية، في زيارة ذات دلالة رمزية وسياسية كبيرة، وتعكس التوجه المتزايد نحو تعزيز التحالف الاستراتيجي بين بكين وموسكو في مواجهة الضغوط الغربية المتصاعدة. لذلك هذه المشاركة هي محطة جديدة في علاقة ثنائية تتجاوز التحالف التقليدي إلى شراكة إستراتيجية تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي.

تأتي هذه الزيارة في سياق جيوسياسي متشابك، حيث تشهد العلاقات الروسية الغربية توتراً بسبب الحرب في أوكرانيا، بينما تواجه الصين ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها في ملفات عدة، من تايوان إلى التكنولوجيا وسلاسل الإمداد. وتبدو موسكو وبكين أكثر تقارباً من أي وقت مضى، ليس فقط كشركاء اقتصاديين، بل كحلفاء سياسيين يسعون لإعادة صياغة توازن القوى العالمي.

من المقرر أن يجري شي جين بينغ محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتركز على عدد من الملفات الاستراتيجية، أبرزها تعزيز التعاون العسكري والتقني، وتوسيع التبادل التجاري، بما في ذلك استخدام العملات المحلية في المبادلات الثنائية، إلى جانب تنسيق المواقف في المحافل الدولية مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي.

وتُعد مشاركة الرئيس الصيني شي في احتفالات النصر إشارة واضحة إلى عمق التحالف التاريخي والرمزي بين البلدين، في ظل مساع صينية لتأكيد حضورها كقوة عالمية لا تقف على الحياد في القضايا الدولية، بل تتخذ مواقف مدروسة تصب في بناء شراكات متينة مع قوى تعتبرها حليفة في بناء نظام عالمي "أكثر توازناً"، حسب التصريحات الرسمية الصينية.

وفي الوقت الذي تشدد فيه واشنطن من لهجتها تجاه بكين وموسكو، يبدو أن الزيارة تمثل رسالة مضادة مفادها أن التحالف الصيني الروسي يتجاوز التكتيك المؤقت، ويتجه نحو شراكة استراتيجية طويلة الأمد، تقوم على المصالح المتبادلة والرفض المشترك للهيمنة الغربية التقليدية. المفارقة تكمن في توقيت هذه الزيارة. ففي وقت تشهد فيه العلاقات الغربية مع كل من موسكو وبكين توتراً غير مسبوق، يأتي هذا اللقاء ليؤكد أن الشراكة بين العملاقين الآسيويين تتجاوز حدود المصالح الاقتصادية إلى التنسيق السياسي والعسكري. 

من جانب آخر تعكس هذه الزيارة أيضاً التزام الصين بالمضي قدماً في دعم روسيا، ولو بشكل محسوب، رغم الكلفة النسبية، وهو ما يفسره مراقبون بأنه جزء من رؤية صينية أوسع لدور عالمي جديد يتيح لها توسيع نفوذها عبر بناء تحالفات سياسية واقتصادية تُغيّر شكل العالم الحالي تدريجياً.

فيديو