شراكة إعلامية جديدة بين إعلام المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية لمواجهة الحوثي والإرهاب

تقارير - منذ 9 أيام

عدن - خاص| عين الجنوب :
في خطوة استراتيجية تعكس نضجًا سياسيًا وإعلاميًا، دشنت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي وإعلام المقاومة الوطنية مسارًا جديدًا من التعاون، عبر لقاء تنسيقي هو الأول من نوعه، بهدف بناء شراكة إعلامية فاعلة ومتكاملة لمواجهة الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية.

اللقاء، الذي جاء بتوجيهات من عضوي مجلس القيادة الرئاسي، الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، والعميد طارق صالح، يأتي تتويجًا لسلسلة تفاهمات سابقة بين الجانبين على الصعيدين السياسي والعسكري، وينقل هذه الشراكة الآن إلى ميدان الإعلام، الذي بات سلاحًا لا يقل أهمية عن سلاح المعركة.

رؤية مشتركة وعدو واحد

اللقاء الإعلامي عُقد بحضور المستشار نبيل الصوفي عن إعلام المقاومة الوطنية، والأستاذ مختار اليافعي نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، بمشاركة عدد من القيادات الإعلامية من الجانبين. وناقش اللقاء جملة من القضايا المتعلقة بالتنسيق الإعلامي، وتوحيد الخطاب في مواجهة حملات التضليل التي تقودها الميليشيات الحوثية، بالإضافة إلى تعزيز حضور القضايا الوطنية في مختلف المنصات الإعلامية.

وأكد المشاركون أن العدو واحد، والهدف مشترك، وهو ما يستوجب تجاوز الخلافات وتعزيز روح الشراكة على أسس من الاحترام المتبادل، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الراهنة.

نتائج ملموسة وتأسيس لفريق مشترك

أحد أبرز مخرجات اللقاء كان الإعلان عن تشكيل فريق تنسيقي مشترك، يتولى إعداد خطط إعلامية مرحلية، وتنسيق التغطيات من الجبهات، وبناء شراكة إعلامية مستدامة تخدم المعركة الوطنية ضد الحوثي والإرهاب.

وفي تصريح خاص، وصف الأستاذ مختار اليافعي اللقاء بـ"الإيجابي والمثمر"، مشيرًا إلى أنه أسفر عن اتفاقات مهمة أبرزها توحيد الخطاب الإعلامي، مع احترام الخصوصية الوطنية لكل طرف. وأضاف: "الميليشيات الحوثية لا تستهدف الجنوب فقط، بل تمثل خطرًا على كل اليمنيين، وتوحيد الجهود الإعلامية هو السبيل الأمثل لمواجهتها".

توسيع نطاق التعاون

من جانبه، أوضح الإعلامي أحمد غيلان، مدير إذاعة صوت المقاومة، أن هذا اللقاء يشكل تنفيذًا عمليًا لمخرجات اللقاءات السياسية السابقة بين القيادتين، مؤكدًا أن توحيد الجهود الإعلامية يمثل حاجة وطنية ضرورية في ظل التحديات القائمة.

وقال: "العدو لا يفرّق بين جنوبي وشمالي، فالخطر الحوثي والتنظيمات الإرهابية يهدد الجميع، وتوحيد الجهود الإعلامية سيسهم في فضح هذه التهديدات ورفع وعي المواطنين"

 إشادة سياسية ودعوة للتكامل

كما أشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، يحيى غالب الشعيبي، باللقاء واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح لتعزيز بناء الثقة وتوحيد الجبهة الإعلامية، مشيرًا إلى أن الجنوب المحرر سيكون دائمًا سندًا للمقاومة الوطنية ولكل القوى المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن.

وأكد القيادي راجح سعيد باكريت، عضو مجلس الشورى، أن اللقاء التأسيسي سيُمهد لمرحلة جديدة من العمل المشترك، تُبنى على قواعد متينة من الشفافية والاحترام، وتُكرّس لصالح المعركة الوطنية الكبرى.

رسالة موحّدة في وجه التضليل

الإعلامي والمحلل السياسي، منصور صالح، أكد من جهته أن اللقاء يمثل نقلة نوعية في مسار العمل الإعلامي، ويضع اللبنات الأولى لاستراتيجية موحدة في مواجهة التضليل الحوثي وتوثيق الجرائم والانتهاكات، مشيرًا إلى أن من أهم مخرجات اللقاء إعداد بروتوكولات لتبادل المعلومات، وتنظيم تغطيات إعلامية مشتركة، وعقد مؤتمرات وبيانات موحدة تُعزز الخطاب الوطني.

وقال: "هذه الخطوة تمهد لجبهة إعلامية موحدة تتعامل باحتراف مع التحديات الأمنية والعسكرية والإعلامية، وتُفشل محاولات التشويش والانقسام التي يعمل عليها الحوثي والجماعات المتطرفة".

جبهة إعلامية واحدة ومصير مشترك

يتفق المراقبون على أن هذا اللقاء الإعلامي يمثل لحظة فارقة في مسار توحيد الجهود الوطنية، وينقل الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية إلى مستوى عملي في ميدان الإعلام، بما يخدم المعركة الأشمل ضد الحوثي والإرهاب. كما يشكل نموذجًا يُحتذى به لباقي القوى الوطنية، للالتحاق بجبهة إعلامية واحدة تقف في صف اليمنيين جميعًا، وتحشد الطاقات نحو هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.

فيديو