الذكرى الخامسة لتحرير سقطرى، تجديد للموقف الجنوبي الشعبي الرافض للإخوان المسلمين

تقارير - منذ 19 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص

ابناء أرخبيل سقطرى في حراك سلمي رافض للاحتلال اليمني التي مثلته تسلط حزب الإصلاح اليمني، الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين. هذا الحراك والذي يعتبر جزء من الحراك الجنوبي عبّر عن موقف شعبي جنوبي راسخ تجاه محاولات الاخوان الهيمنة على الارض الجنوبية.

استمر الوضع، حتى جاء يوم 19 يونيو، حين تمكنت سقطرى، والقوات المسلحة الجنوبية والحلفاء الذين يشتركون بشكل فاعل مع موقف الشعب الجنوبي، تجاه ضرورة دحر تلك الميليشيات الاخوانية، واستعادة القرار الجنوبي، وفي لحظة مفصلية أستعادت الجزيرة هويتها وكرامتها الجنوبية. إن ما جرى في هذا التاريخ لا يمكن اعتباره مجرد حدث عسكري، بل هو لحظة انتصار للهوية والانتماء الجنوبي، جسّدها تلاحم أبناء سقطرى والجنوب مع قيادتهم الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي أولى الأرخبيل اهتماماً خاصاً في مختلف الجوانب التنموية والسياسية والخدمية، بالتعاون مع الحلفاء الاقليمين.

تحرير سقطرى لم يكن فقط طرداً لميليشيا الإخوان، بل كان تحصيناً لموقع جنوبي هام من مشروع إرهابي عابر للحدود. الميليشيا الإخوانية التي راهنت على إسكات الصوت السقطري الجنوبي فوجئت بموقف شعبي رافض لأي شكل من أشكال العودة إلى مشروع احتلالي يمني، ليس فقط في سقطرى، بل في عموم محافظات الجنوب، حيث باتت الذاكرة الجنوبية للشعب الجنوبي أكثر وعياً بخطورة الاختراق الأيديولوجي عبر الاعلام الاخواني على حساب النسيج الوطني.

إن يوم 19 يونيو أصبح رمزاً للكرامة الجنوبية، استحق أن يُسجل في الذاكرة الوطنية، لا سيما أن النصر تحقق بتضحيات كبرى، في مقدمتها دماء الشهداء، وعلى رأسهم الشهيد طاهر علي عيسى السقطري، الذي استُشهد بكمين غادر في منطقة حيبق أثناء مشاركته في الدفاع عن الأرض والهوية والمشروع الجنوبي. هذا النصر كان نتيجة وعي جمعي تشكل على مدى سنوات من المعاناة طالت الشعب الجنوبي بأكمله.

منذ تحريرها، شهدت سقطرى تحولات نوعية، أبرزها الأمن والاستقرار، وعودة النشاط السياحي، وتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتفعيل الإدارة المحلية على أسس أكثر انسجاماً مع الهدف الشعبي الجنوبي ومشروعه الوطني. التحول الذي شهدته الجزيرة يؤكد أن الهوية الجنوبية هي حافز رئيسي أمام التنمية وضمانة لها.

رغم ذلك، ما زالت جماعة الإخوان تحاول عبر حملاتها الإعلامية تشويه الدور الجنوبي ودور حلفاءه في سقطرى، من خلال خطاب يفتقر إلى المصداقية. لكن الواقع على الأرض، وما تحقق من استقرار وتنمية، كفيل بدحض تلك المزاعم المغرضة، ويؤكد أن سقطرى اليوم أكثر حضوراً وتأثيراً مما كانت عليه منذ ثلاثة عقود، حين كانت جزيرة منسية على هامش الدولة المركزية لمنظومة صنعاء التي تعاملت معها كمجرد موقع ثانوي.

إن سقطرى، بتحررها، استعادت دورها الطبيعي في المشروع الوطني الجنوبي، ورسّخت حقيقة أن الجنوب، بكل ارضه ونسيجة الاجتماعي موحد في مواجهة المشاريع التخريبية والإرهابية، وقادر على إدارة نفسه، واستعادة دولته وبناءها على اسس من التكامل الاقليمي، امنياً، وسياسياً، واقتصادياً.

فيديو