ميليشيات الحوثي من صناعة الموت والدمار الى شبكات تهريب المخدرات والاسلحة

تقارير - منذ يومان

عين الجنوب | تقرير - خاص


في شمال اليمن، يتكشف يوماً بعد آخر وجه آخر أكثر ظلامًا للحرب، بعيدًا عن جبهات القتال المعتادة. حيث تتحول صعدة والمحويت، تحت إشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني، إلى مركز جديد لإنتاج المخدرات، بديلاً عن المواقع السابقة في سوريا التي ضاق عليها الخناق تحت الرقاية الامنية الجديدة والرقابة الدولية. إيران، إذ تحوّل خطوطها اللوجستية من البقاع السوري إلى التضاريس الوعرة شمال اليمن، إنما تعيد تموضعها بذكاء خبيث، مستفيدة من الفوضى المزمنة في البلاد وضعف الرقابة الأمنية، لتصنع شبكات تهريب جديدة تخدم مشروعها السياسي الطائفي عبر أدواتها الحوثية.

تحت غطاء شعارات المقاومة والتحرير، دأب الحوثيون على قرع طبول التصعيد، ودفع الشبان المخدوعين إلى جبهات الموت، ثم سرعان ما يتوارون عن الأنظار، تاركين خلفهم من صدقوا أوهامهم يواجهون مصيرًا لا يعرف الشفقة. الواقع لا يرحم، والميدان لا يميز بين من يقاتل لاجل الفقيه أو عن خدعة، ففي النهاية، اليمني عند الحوثيين يُستنزف في معركة لا وطنية ولا إنسانية فيها، بل هي صراع نفوذ يخدم ايران التي ترى في شمال اليمن مجرد ساحة جديدة لنفوذها.

الأحداث الأخيرة تشهد على هذا التورط المتصاعد. ففي منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، تم القبض على شيخ قبلي بارز، ثبت ارتباطه الوثيق بقيادات حوثية ويُعتقد أنه كان مكلفًا بترتيب خط تهريب جديد للمخدرات والأسلحة عبر المنفذ الحدودي المحاذي لسلطنة عمان. لم تكن تلك العملية الأمنية سوى حلقة في سلسلة طويلة من كشف خلايا تعمل بهدوء وبحرفية بالتخادم مع قوات المنطقة العسكرية الأولى الاخوانية، بعضها يرتبط بقيادات قبلية تُستخدم كواجهة اجتماعية تخفي خلفها أجندات أكثر خطورة.

وفي تطور اخر، أُلقي القبض في مطار العاصمة عدن على هشام شرف الدين، وزير خارجية الحوثيين السابق، الذي حاول المرور متخفيًا، في عملية توحي بوجود ترتيبات سرية غير مفهومة. الغريب في الأمر، كما كشف الصحفي ماجد الداعري، أن شرف الدين اقام بضيافة مجلس القيادة الرئاسي في معاشيق، تحديدًا برعاية مدير مكتب الدكتور رشاد العليمي، ما يفتح بابًا للتساؤلات حول مدى الاختراق الحوثي لمفاصل الشرعية، أو وجود تفاهمات رمادية تتناقض تمامًا مع خطاب الحرب المعلن.

في خضم هذه الفوضى، يبرز اسم علي سالم الحريزي مجددًا، كواحد من اللاعبين الأساسيين في خلط أوراق المهرة، بتحالفهه مع ميليشيات الحوثيين، وتسهيله لطرق تهريب تُستخدم لنقل المخدرات والأسلحة من إيران، عبر سلطنة عمان، إلى صعدة فالمحويت، ثم عبر الموانئ الصغيرة إلى باقي المناطق. الحريزي، فتح المجال لقوى خارجية أن تعبث بأمن البلاد مقابل تحقيق طموحاته الشخصية، حتى لو جاء ذلك على حساب استقرار المحافظة.

إن شبكة التحالفات الرمادية بين ميليشيات الحوثيين والعناصر في الشرعية، إضافة إلى دور الحريزي كممر موازٍ للنفوذ الإيراني الحوثي في الشرق.

يبقى الرهان الحقيقي اليوم على وعي الشعب الجنوبي والمجتمع المحلي في المهرة، الذي بدأ يلاحظ الخطر وحجم العبث وتعدد الوجوه التي تتستر خلف اجندة خفية بينما هي في الحقيقة مجرد أدوات لمشاريع تخريبية تخدم ميليشيات الحوثي والاخوان.

فيديو