المهرة وأبرز المتورطين والجهات المتواطئة مع ميليشيات الحوثي والإخوان

تقارير - منذ 22 ساعة

عين الجنوب | تقرير - خاص

في محافظة المهرة، الواقعة على الحدود الشرقية، تتكشف منذ أعوام ملامح خطيرة لتحالفات خفية بين شخصيات محلية نافذة وشبكات تهريب مرتبطة بميليشيات الحوثي والإخوان المسلمين. المحافظة التي طالما عُرفت بهدوئها النسبي، تحوّلت تدريجياً إلى نقطة ارتكاز لتهريب الأسلحة والمخدرات، في مسار يخدم بالدرجة الأولى مشروع إيران في المنطقة، ويُسهّل للإخوان المسلمين إعادة التموضع عبر أدواتهم القبلية والميدانية.

في قلب هذا المشهد، يبرز اسم علي سالم الحريزي، القائد السابق في الجيش اليمني، ونائب المحافظ الاسبق، شغل وكيل شؤون الصحراء، وقايد حرس حدود في عهد النظام اليمني السابق ومكلف بحماية الصحراء لتامين التهريب لهم، ليتحول لاحقاً من شخصية عسكرية إلى زعيم محلي يقود حراكاً مناهضاً للتحالف العربي، ويتبنى خطابات تهاجم السعودية والإمارات وتدعو إلى "استقلال القرار الوطني" بينما تؤكد تقارير ميدانية وأمنية تورطه في تسهيل عمليات تهريب أسلحة ومعدات عسكرية عبر المنافذ البرية والبحرية، لا سيما من جهة سلطنة عُمان. دعم الحريزي لميليشيا الحوثي لم يكن علنياً في بداياته، لكنه تكرس لاحقاً من خلال مواقفه السياسية وعلاقاته بقيادات محسوبة على الإخوان، أبرزها مقربين من حزب الإصلاح، الذين استفادوا من نفوذ الحريزي في المهرة لإعادة إنتاج حضورهم السياسي والأمني، رغم الضربات التي تلقوها في مناطق أخرى من الجنوب.

علي سالم الحريزي اُتهم بقيادة شبكة تهريب ضخمة للأسلحة من البر والبحر لصالح الحوثيين، مدعومة من طهران والإخوان، وتسيطر على المنافذ مع سلطنة عُمان .

أيضاً شبكات التهريب في المهرة لا تتحرك بشكل فردي، بل وفق منظومة متكاملة تضم شيوخ قبائل وضباطاً محليين وتجاراً يعملون في مجالات النقل البحري والتجارة الحدودية. عمليات ضبط متكررة، وثقتها تقارير إعلامية وأممية، كشفت عن كميات ضخمة من الأسلحة والمخدرات تمر عبر ميناء نشطون ومنفذ شحن، منها ما يتجه إلى صعدة والحديدة، ومنها ما يبقى لتغذية السوق السوداء وتمويل الأنشطة الإرهابية. إحدى أبرز الشحنات التي تم ضبطها في 2022 كانت قادمة من إيران، وتضمنت مكونات لطائرات مسيرة وصواريخ، وقد جرى تمريرها باستخدام أوراق تجارية مزورة وشبكة غسيل أموال نشطة في الداخل المحلي.

شيوخ قبائل وضباط مواليون للإخوان والحوثي: وفقًا لتقارير استخباراتية ويُوثَّق عبر الأمم المتحدة، هؤلاء يتحكمون بمنفذ “شحن” وغيره في المهرة، مستخدمين طرقًا بحرية وبرية لإدخال أسلحة متنوعة تحتوي على ذخائر وصواريخ ومكونات طائرات بدون طيار، بجانب تجار مخدرات ورجال أعمال محليون: يقومون بعمليات ضخمة لتسهيل تهريب مواد مخدرة (بما في ذلك طنّات من الحشيش عبر سفن متجهة من إيران إلى المهرة). هؤلاء يتمتعون بنفوذ كبير في المحافظة، وقد ردعوا السلطات المحلية أو وتعاملوا تحت تهديد القتل .

خلية حوثية بحرية معروفة: تم ضبطها أثناء محاولتها تهريب أسلحة من مياه المهرة إلى الحديدة، وتمتلك روابط إيرانية مباشرة، من بينهم “أبو رضوان” و”أبو أحمد”، وأيضًا طاهر خاطر، مسؤول عن عمليات بحرية مشتركة مع الشبكات الحدودية . وفيه تورطت أجهزة رسمية وأشخاص محسوبون على الشرعية، حيث تم إطلاق سراح عصابة من المهرة متهمة بالتهريب (أسلحة ومخدرات) بعد تدخلات سفير اليمن في مسقط، مما أثار استياء واسع في المحافظة.

هذه العمليات تهدف لتمويل ميليشيات الحوثيين والإخوان، وتهديد الاستقرار الأمني والاقتصادي، منها عبر اختراق سلطات الدولة المحلية والشرعية عبر الاخوان.

فيديو