الحوثيون يصرخون من بيروت!

السياسة - منذ 1 يوم

خاص || عين الجنوب
قرار لبنان بحصر السلاح بيد الدولة هزَّ كيان ذراع إيران في صنعاء، فاندفع زعيم المليشيا الحوثية لمهاجمة الجيش اللبناني والحكومة. التحول في بيروت قد يكون جرس إنذار لبداية أفول مشروع إيران وأذرعها المسلحة في المنطقة

أثار قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة، والذي يعني عمليًا تجريد حزب الله من ترسانته، حالة ارتباك وغضب داخل مليشيا الحوثي في اليمن، مقابل ترحيب واسع من الحكومة اليمنية ودول عربية.

الحكومة اللبنانية، في اجتماع ترأسه الرئيس جوزيف عون الثلاثاء الماضي، كلّفت الجيش بوضع خطة شاملة لتنفيذ القرار قبل نهاية العام الجاري، على أن تُعرض الخطة على الحكومة لمناقشتها وإقرارها أواخر أغسطس.

وفي اجتماع آخر الخميس، صادقت الحكومة على الإطار العام للخطة الأميركية التي تنص على إنهاء جميع المظاهر المسلحة داخل الأراضي اللبنانية، بما فيها مليشيا "حزب الله"، مع نشر الجيش على الحدود ووقف الخروقات الإسرائيلية وانسحاب القوات من الأراضي اللبنانية.

حزب الله، الذراع الأبرز لإيران في المنطقة، رفض القرار واعتبره "خطيئة كبرى"، معلنًا تحديه للحكومة وتعاملَه مع القرار "وكأنه غير موجود"، في موقف دعمته طهران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، الذي أكد أن "محاولات نزع سلاح الحزب ستفشل"، ما دفع الحكومة اللبنانية لوصف التصريح الإيراني بأنه "تدخل سافر وغير مقبول".

الخطوة اللبنانية انعكست سلبًا على مليشيا الحوثي في صنعاء، الذراع الثانية لإيران، حيث عبّر زعيمها في خطابه الأسبوعي الخميس عن قلق بالغ، وشن هجومًا لاذعًا على الحكومة اللبنانية وقرارها، واصفًا إياه بـ"الغباء" و"الاستسلام الكارثي"، ومشككًا بقدرة الجيش اللبناني على حماية البلاد.

المليشيا الحوثية جعلت من القرار اللبناني محورًا لخطاباتها وفعالياتها، معتبرة أن ما يحدث في لبنان جزء من "مؤامرة" تستهدف سلاح ما تسميه "المقاومة"، محذرة مما زعمت أنه تحرك لأدوات "الخيانة" داخل مناطق سيطرتها، ومؤكدة جاهزيتها لمواجهته.

في المقابل، قوبل القرار اللبناني بترحيب خليجي ويمني واسع، حيث أشاد مجلس التعاون الخليجي بالخطوة، معتبرًا أنها تعزز سيادة الدولة اللبنانية واستقرارها.

وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني وصف القرار بـ"التاريخي" و"الشجاع"، مؤكدًا أنه يمثل تحولًا استراتيجيًا نحو استعادة السيادة الوطنية التي صادرها حزب الله لعقود، ومذكّرًا بالدور التخريبي الذي لعبه الحزب في دعم الانقلاب الحوثي منذ بداياته عبر إرسال خبراء ومستشارين لإدارة المعارك.

الإرياني أضاف أن ما جرى في لبنان سيكون له أثر إقليمي كبير، كونه أول كسر عملي لمنظومة "الهيمنة بالسلاح" التي سعت إيران لفرضها في عدد من العواصم العربية بالقوة والعنف

فيديو