المحيط الهادئ يشتعل بصمت… الصين تكشف "سلاحها السري" ضد واشنطن

أخبار دولية - منذ 19 ساعة

عين الجنوب||متابعات:
يتغير مشهد المحيط الهادئ بسرعة كبيرة؛ حيث لم يعد مجرد ممر مائي شاسع، بل تحول إلى ساحة صراع صامتة؛ بعد محاولة بكين قلب موازين القوة البحرية، من خلال استعراض غواصاتها غير المأهولة فائقة الحجم XLUUVs، لإظهار قوتها البحرية بطرق جديدة، خاصة مع تلك الغواصات غير المأهولة التي تطورها؛ ما يضع أمريكا وحلفاءها في موقف صعب بعض الشيء.


تملك الصين نحو 60 غاوصة وفق تقرير وزارة الدفاع الأمريكية، بشأن القوة العسكرية الصينية لعام 2024، وذلك في وقت تُظهر فيه بكين قدرة إنتاجية صناعية هائلة تفوقت بالفعل على الولايات المتحدة؛ ما يجعل محاولة اعتراض هذا الأسطول المتنامي مهمة معقدة وخطرة.


من جانبه، كشف تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن الأمن في آسيا والمحيط الهادئ لعام 2024، عن ثغرات مقلقة في ترسانة واشنطن البحرية. فرغم نشر الولايات المتحدة وحلفائها شبكات واسعة من أجهزة الاستشعار البحرية وتوسيع نطاق الدوريات، فإن قدرتهم على الحفاظ على وعي شامل بالمجال البحري لا تزال محدودة.


ولفت المعهد إلى أن الهند وأستراليا حققتا خطوات متقدمة عبر تسيير دوريات بحرية مشتركة، وتنسيق جهود الرادار الساحلي، إلا أن دول جنوب شرق آسيا الصغرى لا تزال تعتمد على المساعدات الخارجية لتعويض ضعفها الدفاعي. 


الصين تراهن على التعتيم تحت الماء

وذكر المعهد أن الميزة الحقيقية لبكين لا تقتصر فقط على العدد، بل على القدرة على إخفاء حركتها البحرية. فنجاح الصين في تحويل ترسانتها البحرية إلى ورقة ضغط دائمة يعتمد على مدى قدرتها على تجاوز المراقبة الأمريكية واستغلال ثغرات الدفاعات المضادة للغواصات في المحيط الهادئ.


إذا تمكنت بكين من ذلك، فإنها ستكسر واحدة من أعمق نقاط التفوق الأميركي التاريخي: القدرة على “الرؤية” تحت الأمواج، أي تتبع الغواصات بدقة عالية. هذا التفوق بنته واشنطن منذ الحرب الباردة عبر شبكات سونار متطورة، وأسطول من طائرات الدوريات البحرية، وتقنيات لم تتوقف عن التطور.


سباق الطائرات غير المأهولة

كشف العرض العسكري الأخير للصين عن طائرات وغواصات غير مأهولة تحت الماء قادرة نظرياً على تعطيل قدرات الرصد الأميركية. لكن السؤال الحاسم يبقى: هل تستطيع هذه التكنولوجيا أن تفعل ما يكفي، وفي وقت قريب بما فيه الكفاية، لتعمية الخصم؟


تشير التقديرات الاستراتيجية إلى أن الأمريكيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي. فشبكات الرصد تحت الماء، والتعاون الأمني بين واشنطن وطوكيو وكانبيرا ونيودلهي، إضافة إلى الابتكار الأمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري، قد تجعل مهمة الصين أكثر صعوبة مما تبدو على الورق.


وذكر خبراء أن المعادلة اليوم لم تعد فقط عن امتلاك عدد أكبر من الغواصات، بل عن سباق مع الزمن. فكل يوم يمر يمنح الصين فرصة لتعزيز إنتاجها العسكري وابتكار أدوات جديدة لإرباك الرادارات الأمريكية، فيما يحاول البنتاغون سد الفجوات بسرعة عبر تحديث أنظمة الرصد ونشر مزيد من الطائرات البحرية.


ومع أن واشنطن وحلفاءها ما زالوا يمتلكون اليد العليا في خبرة الحرب المضادة للغواصات، إلا أن الصين تراهن على تغيير قواعد اللعبة عبر ضخامة الإنتاج والقدرة على المناورة في مساحات شاسعة من المحيط.


تصعيد مرتقب

وفقا لصحيفة "آسيا تايمز" فإن المشهد الحالي في المحيط الهادئ يعكس التحول إلى مختبر استراتيجي حيث تختبر القوى العظمى أدواتها المستقبلية للحرب البحرية. 


وأضافت الصحيفة أنه لا شيء مضمون بعد، لكن المؤكد أن أي خلل في موازين السيطرة تحت الماء قد يفتح الباب أمام تحولات كبرى في ميزان القوى العالمي.


وفي انتظار ما ستكشفه السنوات القليلة المقبلة، يبقى السؤال الذي يثير قلق صناع القرار في واشنطن: هل تستطيع الولايات المتحدة أن تُبقي المحيط الهادئ تحت "أنظارها" الساهرة، أم أن غواصات الصين وأسرابها غير المأهولة ستنجح في عبور الظل؟

إرم نيوز 

فيديو