الإرهاب الحوثي والإخواني.. فكر متشابه ونهج واحد ضد الجنوب

تقارير - منذ 3 ساعات

تقرير -خاص| عين الجنوب:
الإرهاب بصفته العامة هو استهداف المنشآت المدنية بالنسف والتفجير، والأشخاص العُزّل بالتخويف والترهيب، بغية الحصول على مكاسب سياسية أو دينية. ومنذ العام 1990 وحتى اليوم يتعرض الجنوب لهجمات إرهابية مكثفة تستهدف المنشآت المدنية والأبرياء، لتحقيق مصالح سياسية ودينية.

في العام 1928 تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ثم توسعت إلى عدد من الدول العربية ومنها اليمن. وبعد الوحدة اليمنية بسنوات قليلة، نفذت هذه الجماعة عمليات تصفية ممنهجة لأكثر من 150 قيادياً جنوبياً عبر أجندتها الإرهابية الخفية، ثم توالت بعدها سلسلة من التفجيرات والعمليات الإرهابية، سواء من الإخوان أو من الحوثيين، في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية. ومن أبرزها تفجير مقر إدارة أمن عدن وأحداث الصولبان التي راح ضحيتها عدد كبير من الجنوبيين.

إن جماعة الإخوان، التي تقوم على فكر تكفيري متطرف، لا ترى في من يخالفها سوى "كافراً" يجب اغتياله أو تفجيره. والمتأمل في فكرها يدرك أنه قائم على أيديولوجيا بعيدة كل البعد عن الوسطية والاعتدال، لذلك نفذت في الجنوب سلسلة من الهجمات التي استهدفت منشآت وأفراداً في عدن ولحج وأبين وحضرموت. ورغم أن هذه الجماعة محظورة في عدد من الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات والبحرين، إلا أنها ما زالت تنشط بسرية في دول عدة، متسترة بعباءة الدين.

في المناطق المحررة مثل تعز والمخا، ارتكبت جماعة الإخوان عمليات تعذيب جسدي للسكان، الذين استنجدوا عبثاً لإنقاذهم من هذا التطرف الدموي. أما مليشيا الحوثي، فهي لا تختلف كثيراً عن الإخوان في أيديولوجيتها المتطرفة وسلوكها الإرهابي؛ فقد نفذت عمليات اغتيال واسعة بحق قيادات جنوبية بارزة مثل الشهيد اللواء سالم قطن واللواء جعفر محمد سعد وغيرهما، وظلت أصابع الاتهام تتجه نحوها.

كما مارست المليشيات الحوثية والإخوانية الإرهاب في محافظات الجنوب كافة: لحج، أبين، الضالع، عدن، وحضرموت. فارتكبت عمليات تفجير واغتيال في النقاط الأمنية على مشارف عدن، إلى جانب محاولاتها نشر المخدرات لتدمير المجتمع الجنوبي وتسميم وعي شبابه.

المتأمل في فكر الجماعتين يجد تناغماً واضحاً في ممارسة الإرهاب بكافة أشكاله: تفجير، تفخيخ، اغتيال، ونسف. وإلى جانب الإرهاب المادي، لم تألُ هذه الجماعات جهداً في ممارسة الإرهاب الفكري عبر وسائلها الإعلامية المأجورة، التي تسعى إلى التشويش على الوعي العام، وبث الشائعات والأكاذيب لقلب الحقائق. كما مارست أساليب الاستقطاب لتجنيد الشباب وتحويلهم إلى قنابل موقوتة، تُستخدم متى شاءت في أرض الجنوب.

إن الإرهاب الفكري لا يقل خطورة عن الإرهاب المادي، فالجماعتان معاً تحاولان اختراق الجنوب المتسلح بالإسلام النقي المعتدل، والقائم على الوسطية. لكن وعي الجنوبيين ورفضهم الدائم للعنف والتطرف والغلو جعل تلك الجماعات تفشل في تحقيق أهدافها.

لقد عانى الجنوب كثيراً من إرهاب الحوثي والإخوان، وخسر أرواحاً وممتلكات طوال سنوات الوحدة وحتى وقت قريب. لكن القوات المسلحة الجنوبية، وأجهزة الأمن وقوات مكافحة الإرهاب، تمكنت من هزيمة هذا الإرهاب وتوفير الحماية للجنوبيين، حتى لم يعد لتلك الجماعات مكان في أرض الجنوب الطاهرة. وما تبقى اليوم سوى هجمات خاسرة ويائسة تأتي من خلف الحدود.

جدير بالذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت اعتبار الحوثي والإخوان جماعتين إرهابيتين متطرفتين، وهو ما يتطلب يقظة جنوبية عالية وحساً أمنياً لمواجهة أي محاولات تسلل أو نشاط سري جديد.

وبالنظر إلى الفكر الحوثي السلالي المتدثر بغطاء ديني، نجد أنه فكر منحرف يطعن في ثوابت الدين الإسلامي، من تفجير المساجد وسبّ الصحابة، إلى اتهام أمهات المؤمنين بالباطل، وصولاً إلى القول بتحريف القرآن الكريم. فأي دينٍ هذا الذي يسعى إلى هدم أركان العقيدة والتشكيك في كتاب الله؟

إن الحقيقة الثابتة أن هذه الجماعات لا تتخذ من الإسلام إلا غطاءً زائفاً لتحقيق أطماعها السياسية والطائفية. بينما الجنوب يتمسك بالإسلام الوسطي المعتدل، دين السلام والتسامح، ويرفض التطرف والغلو والإرهاب بشتى أنواعه.

فيديو