من العداء المزعوم إلى التنسيق الميداني.. خيوط التحالف الإخواني الحوثي ضد الجنوب”

تقارير - منذ 1 يوم

“الإخوان والحوثي.. وحدة خطاب ومصالح في حرب مفتوحة على الجنوب

خاص || عين الجنوب:

يعد الإرهاب من أشد الآفات فتكاً في المجتمعات، ولقد عانى الجنوب (الإنسان والأرض والهوية) من جرائم هذه الظاهرة الدخيلة على الهوية والثقافة الجنوبية منذ اليوم الأول من مساء ال( 22 مايو 1990م ) وحتى يومنا هذا من قبل تحالف المؤتمر والإخوان المسلمين أنذاك ، وها نحن اليوم نفق أمام تعزيز هذا الفكر الإرهابي المتطرف من قبل الجهات المناوئة للجنوبيين وقضيتهم العادلة عبر إعلام إخواني حوثي لطالما استهدف تعكير الأمن وزعزعة الأمن والاستقرار على أرض الجنوب.

فمنذ اندلاع الحرب في اليمن في عام 2015م حاول الإخوان والحوثيون خداع العالم والتحالف العربي و اليمنيين وإيهامهم بوجود عداء أبدي وجودي وعقائدي مع الحوثي ، وفي الوقت نفسه كانت توجد قنوات تواصل وتنسيق بينهما ، بل وتبادل للدعم المشترك في الخفاء عبر وسطاء محليين واقليمين ، وتفاهمات سرية تجري من تحت الطاولة ، وكذلك على الأرض توجد وقائع تُثبت أن ما يجمع الطرفين أكثر مما يفرقهم .
فالإخوان بواجهتهم السياسية كحزب الإصلاح استمرأوا على تجميد الجبهات أمام الحوثي في كل جبهات الشمال ؛ حيث تركوا تعز والبيضاء ومأرب فريسة سهلة ليصطادها الحوثي بكل أريحية دونما قتال، كل ذلك ليبقى الجنوب وحده في المواجهة ،وما الانسحابات التي تحصل فجأة لقوات الإخوان في جبهات نهم والجوف وصرواح وتعز إلا صكوك لاتفاقيات تسليم مجانية للحوثي وذلك مقابل اتفاقات خبيثة لتوجيه العداء نحو الجنوب وإعادة ترتيب وضع جديد من عدواة ( الحوثي) إلى (الانتقالي ) الجنوبي .
حيث تقوم القوات الموالية للإخوان على التنسيق المباشر وغير المباشر مع الحوثيين لتسهيل تحركاتهم ؛ بل وفتح جبهات ضد القوات الجنوبية في توقيت متزامن مع التصعيد الحوثي على الحدود الجنوبية في الضالع ويافع ومكيراس وكرش .
ففي تطورات ملفتة تم تسليم مواقع استراتيجية مهمة للحوثيين وذلك مقابل التفرغ التام لضرب القوات الجنوبية .

إن كل هذا العداء السافر والحقد تجاه الجنوب وشعبه يكشف العقلية الانتقامية ، والتي يحملها هؤلاء ضد الجنوب ، عقلية لا تقل دناءة عن مشروع الحوثي الطائفي .
إن حرب الإرهاب التي فرضتها الجماعتان الدينيتان المتطرفتان (الإخوانية والحوثية) على الجنوب وشعبه من إرهابٍ وازهاقٍ للأرواح البريئة ونهبٍ وتدميرٍ للممتلكات العامة والخاصة ، إنه إرهاب تبرز وراءه حركة الإخوان المسلمين والحركة الحوثية كأهم حركتين تنظيميتين وفكريتين زرعتا الفكر الإرهابي ..

إن تماهي خطاب وسائل إعلام جماعة الإخوان المسلمين (فرع اليمن) مع الخطاب الإعلامي للتنظيمات الإرهابية والجهادية الموجه ضد الجنوب وقياداته وشعبه تتطابق مع التحركات الإرهابية لخدمة أجندتهم ،حيث يعملون على تعبئة أتباعهم وأنصارهم ضد كل ماهو جنوبي ، وبأن الجنوب بدونهم سيصبح شيوعياً ، وكذلك من التعبئة المتطرفة لأنصارهم قولهم : إن الدعوة لاستقلال الجنوب هي أساس الشقاء في الدنيا والآخرة،وأن مشروع استقلال الجنوب يخذل الأمة من إعداد عدة النصر، وعند المقارنة تجد الإخوان يؤولون كل نقاط خطابهم ضد الهوية الجنوبية، وأن دعاة الاستقلال إما كفرة، كما يفتي شيوخهم أو أنه يجب تصفيتهم، كما صرحوا بتصفية قادة الحراك الجنوبي.

 أن استراتيجية إخوان اليمن "التجمع اليمني للإصلاح" قامت على التحالف مع الحاكم والحديث باسمه وأنهم الحلفاء الأوفياء له "ولحزبه وقت الشدة"، بهدف مهاجمة الجنوب وزعزعة استقراره، وهنالك اعترافات من جهاديين بأن سلطة صنعاء استخدمتهم ضد الجنوب.

إن هذا الخطاب الإعلامي ما زال قائماً في منابر الإخوان وفي تغريداتهم وصفحات التواصل الاجتماعي ضد الجنوب مع اختلاف في العناوين فقط، فحملاتهم ضد الأحزمة الجنوبية وقوات النخب في حضرموت وشبوة لأنها أثبتت للعالم أنها الشريك القادر على تصفية الإرهاب من الجنوب، والإرهاب أحد أهم قوابض الإخوان للجنوب، وأن الإرهابيين استخدموا إعلام الإخوان في مشاركة فتاواهم ومنابرهم وإرهابهم ضد الجنوب، ولذا ليس غريباً أن المؤامرات عليه على قدم وساق، وحملات التضليل والشيطنة على صفحاتهم وتغريداتهم وإشاعاتهم وإعلامهم الكاذب – بكل وسائله - على بث المناطقية في الجنوب، حتى صارت من استراتيجيات الإخوان ضد الهوية الجنوبية. 

 أن محاربة الإرهاب في الجنوب تقتضي عودة دولته، فهي الضامن الوحيد لمحاربة الإرهاب في الجنوب والمنطقة والاقليم.

إن هذا التخادم الإعلامي الفاصح لم يُعد يُخفى على أحد بعد تماهي خطاب الحوثي مع الإخوان حتى صار من الصعب التفريق بين ما يكتبه حساب حوثي وأخر إخواني ..

 إن المتتبع لنشاط التنظيمات المسلحة التي تؤمن بالعنف وسيلة لتحقيق أهدافها على شبكة الأنترنت سيتفاجأ من ذلك الكم الهائل من المواقع والمدونات والصفحات الناطقة باسم تلك الجماعات بمختلف مشاربها وتوجهاتها وارتباط بعضها بدول وأجهزة استخبارات محلية ودولية وقيادات سياسية وعسكرية خاصة في اليمن؛ ما يدل على إدراك قياداتها لأهمية ودور الإعلام في عمليات التحشيد والتجنيد والدعم لأفكارها خاصة بين فئة الشباب.

فيديو