قراءة تحليلية في لقاء الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مع قناة الحرة.

السياسة - منذ ساعتان

عدن،عين الجنوب || خاص.  
احتل موضوع ضم مأرب وتعز للجنوب مساحة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتصدر المشهد بين التحليل السياسي والنقاش المجتمعي، وهو ما يعكس أهمية القضية وحساسية توقيتها. وليس مستغربًا أن تأتي الانتقادات من أعداء الجنوب، فهم لا يرغبون في رؤية القرار الجنوبي يتصدر المشهد الدولي ويعتلي أرقى المنابر الإعلامية، وهو ما لم يكن في حسبانهم، فاستعانوا بأقلامهم وأصواتهم لإطلاق تصريحات ناقدة ومحاولات تشويه.

المستغرب حقًا أن تأتي بعض الأصوات الجنوبية لتصف موقف الرئيس القائد بأنه تراجع عن الثوابت الجنوبية. لكن التحليل الموضوعي يظهر أن عقلانية الرئيس القائد، وصمته حين يتطلب الصمت، وكلامه المدروس حين يكون الكلام ضرورة، هو الذي وضع قضية الجنوب في قلب الاهتمام الدولي وجعلها تتبوأ الصدارة على المستوى العالمي.

العالم لا يقدّر العواطف ولا يعترف بالتشنجات السياسية. لو كان الرئيس القائد متهورًا، لكانت قضية الجنوب رهينة للمصالح الضيقة والزوايا الخلفية، ولما وصلت إلى العالمية التي حققتها اليوم. إن الالتزام بالعقلانية والانضباط في الخطاب منذ بداية الثورة الجنوبية هو الذي حافظ على الشرعية الدولية للجنوب وأوصل حضوره إلى القمة.

عودةً لموضوع ضم مأرب وتعز، فإن تصريحات الرئيس القائد لم تر فيهما تراجعًا عن قضية الجنوب، بل جسدت سعة صدر واستعطافًا مدروسًا للمجتمع الدولي، لتبني قضية الجنوب والاعتراف به كدولة مدنية عقلانية تقبل التعدد والتنوع السياسي. فالجنوب يُنظر إليه دوليًا كمثال للدولة المدنية الفيدرالية، بعكس المحافظات الأخرى التي يسيطر عليها الفساد والميليشيات المسلحة، مثلما هو الحال في تعز، حيث ينظر إليها العالم بعين القلق والاستعطاف.

تصريحات الرئيس الزبيدي لم تكن مجرد كلمات، بل أداة استراتيجية سياسية، تهدف إلى تعزيز صورة الجنوب أمام المجتمع الدولي، وإظهار التزامه بالديمقراطية والمرونة السياسية، ما يجذب التأييد الدولي ويخفف من التوتر والصراعات المحتملة.

في واقع اليوم، الجنوب لا يتخلى عن ثوابته، بل يعيد رسم حضوره السياسي بعقلانية ومرونة، جامعًا بين حدود عام 1990 ومطالب ضم مأرب وتعز بطريقة تحقق أقصى مكاسب سياسية ودبلوماسية، وتكسب القضية الجنوبية الدعم الدولي. فالعقلانية والمرونة في خطاب الرئيس القائد هي التي جعلت قضية الجنوب أقرب إلى تحقيق الاعتراف الدولي، مما أربك الأعداء وأسعد الأصدقاء.

فيديو