تأكيداً لفكره الداعشي.. الحوثي يمنع موسيقى الطابور المدرسي وزينبياته يحرمن الغناء ويكفرن الفنانات

تقارير - منذ 2 سنة

عين الجنوب .

تواصل مليشيات الحوثي، الذارع الإيرانية في اليمن، محاولات ترسيخ أفكارها الدينية المذهبية المتطرفة التي تتماهى مع ذات الأفكار المتطرفة لبقية حركات الإسلام السياسي سواء تلك التي تتبع المذهب السني (كداعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها) أو التي تتبع المذهب الشيعي (حزب الله اللبناني، وفيلق بدر، وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله والحشد الشعبي في العراق، ومليشيات الحوثي في اليمن).

ومنذ انقلابها وسيطرتها على السلطة ومؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014م عملت المليشيات الحوثية على تنفيذ برنامج تدريجي خاص بترسيخ مفاهيمها المتشددة حيال الفن بكافة أنواعه وفي مقدمة ذلك الموسيقى والأغاني والرقص المصاحب لهما أو الرقص المنفرد، قبل أن تتصاعد إجراءات الحوثيين المجرّمة والمحرّمة لكل هذه الأنواع في صنعاء ومناطق سيطرتها.

تحريم حوثي للموسيقى المصاحبة للطابور المدرسي

واستكمالاً لإجراءات التشدد والغلو الذي تنفذه، أصدرت قيادات الحوثي في مكتب التربية بصنعاء تعميماً إلى مدارس التعليم الأساسي والثانوي الحكومية والأهلية قضى بمنع بث أي فقرات موسيقية مصاحبة لتمارين الطابور المدرسي الصباحي.

وقال مديرو مدارس ومعلمون وطلاب في عدة مدارس في صنعاء لنيوزيمن: إن التعميم قضى بضرورة الاكتفاء بأداء الطلاب لتمارين الطابور الصباحي المدرسي بدون أي مؤثرات موسيقية مصاحبة كما كان يتم خلال الفترة الماضية باعتبار ان هذه المؤثرات الموسيقية محرمة وتندرج في اطار مفهوم الغزو الفكري والحرب الناعمة التي يشنها أعداء الإسلام.

زينبيات الحوثي يدشن حملة تحريم للفن وتكفير للفنانين

وعلى ذات السياق بدأت العناصر النسائية الحوثية اللواتي يعرفن بـ(بالزينبيات) بحملات داخل مدارس البنات في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات بالتزامن مع فعالية احتفاء المليشيات بمصرع مؤسسها حسين الحوثي.

وقالت معلمات وطالبات في عدة مدارس بصنعاء لنيوزيمن: إن زينبيات الحوثي ينظمن زيارات يومية إلى مدارس التعليم الاساسي والثانوي بصنعاء حيث يفرضن على إدارات المدارس تخصيص وقت احدى الحصص للالتقاء بالطالبات واعطائهن محاضرات تروج لمشروع الحوثي المذهبي، وتمجد قيادات المليشيات وعلى رأسهم مؤسسها الصريع وشقيقه زعيم المليشيات الحالي عبدالملك الحوثي والزعم بانه علم الهدى الذي يجب على الامة التسليم والخضوع لقيادته وتنفيذ ما يامر به.

وأضفن: إن محاضرات الزينبيات تضمنت إطلاق فتاوى تحرم الفن والغناء والرقص واعتبار ممارسته من قبل الفتيات المسلمات كفرا وموالاة لليهود والنصارى ولأمريكا والغرب الذي يحارب الإسلام، حسب مزاعمهن.

وقالت الطالبة هدى من إحدى مدارس صنعاء لنيوزيمن: إن زينبيات الحوثي اشتطن غضبا حين عرضن صور قائد الثورة الإيرانية الخميني وقائد فيلق القدس الإيراني الصريع قاسم سليماني ورفيقه ابومهدي المهندس اللذين قتلتهما واشنطن بغارة لطائرة من دون طيار ووجدن أن معظم الطالبات لا يعرفن عنهما اي معلومة، مشيرة إلى ان احدى الزينبيات غضبت وقالت لكنكن تعرفن اسماء الفنانين والفنانات والراقصين والرياضيين من الكفار والفاسقين، ودللت على ذلك بأسماء فنانات عربيات هن (نانسي عجرم، واصالة، واليسا، ونجوى كرم)، واللواتي وصفتهن القيادية الحوثية بانهن كافرات وفاسقات ويمارسن العهر والفجور والعصيان، حسب زعمها.

داعشية حوثية تستبدل الأغاني الوطنية بزوامل المليشيات

وعلى مدى السنوات الماضية منذ انقلابها على السلطة أظهرت المليشيات الحوثية حقيقة داعشية فكرها المتشدد تجاه كل ما له علاقة بالحياة حيث قامت بمنع بث الاغاني في الاذاعات والقنوات الفضائية الرسمية التي تسيطر عليها، واستبدالها بزوامل خاصة بها وتتضمن كل ما له علاقة بتكفير الاخر وتجوز قتله، مرورا بمنع اقامة اي حفلات أو انشطة متصلة بجانب الفن والموسيقى والرقص والتي كانت تنظمها بعض المنظمات والتجمعات الثقافية المحلية، وصولا إلى مداهمة صالات الافراح بفرق تابعة لها تقوم ببث زوامل خاصة بالمليشيات، و محاولة تحجيم وتقليص المظاهر الفرائحية الغنائية والراقصة في مناسبات الاعراس من خلال تعميماتها التي سنت بموجبها قوانين تمنع استمرار حفلات الافراح في الصالات بعد الساعة الثامنة وعدم ممارسة اي مظاهر تخالف ما تسميها الهوية الايمانية.

ويقول أحد موظفي إذاعة صنعاء لنيوزيمن، إن مليشيات الحوثي لم تكتف بمنع بث اي اغاني وطنية عبر اثير اذاعة صنعاء وبقية الاذاعات والقنوات الفضائية الرسمية، بل تعدى ذلك إلى قيامها بمصادرة المكتبة الخاصة بالاغاني الوطنية والاغاني اليمنية التي تشمل تسجيلات غنائية لمختلف فناني اليمن ومن مختلف المحافظات إلى مكان غير معروف.

واضاف: منذ سيطرة المليشيات الحوثية لم نعد نسمع اي اغنية وطنية من تلك التي شدا بها الفنانون اليمنيون والتي كانت تتضمن ترسيخا لقيم الثورة اليمنية واهدافها، وتحض على حب الوطن والدفاع عنه، وتدعو للتوحد ورفض الفرقة والعصبيات، وتتغنى بمناطق اليمن، حيث تم استبدالها بزوامل المليشيات التي تحرض على العبودية والعنف والقتل وتكفر الآخر وترى فيه مجرد منافق وعميل وخائن يجب قتله.

وتابع: وباستثناء النشيد الوطني الذي اضطرت المليشيات للإبقاء على التسجيل الخاص به ضمن مكتبة اذاعة صنعاء، فإن بقية تسجيلات الاغاني الوطنية وخصوصا تلك التي تمجد الجمهورية والثورة واهدافها اختفت تماما حيث قامت المليشيات بنهبها ولا احد يدري ما اذا كانت تلك التسجيلات لا تزال موجودة ام تم اتلافها.

واختتم: ان موقف مليشيات الحوثي من الاغاني الوطنية والفن اليمني عموما لا يرتبط فقط بكراهيتهم للثورة اليمنية واهدافها والنظام الجمهوري الذي قضى على النظام الامامي الذي يحاولون اعادته بصور مختلفة فحسب، بل يرتبط ايضا بموقف ديني مذهبي متشدد يحرم الفن والغناء والرقص والموسيقى ويعتبرها حراما وهم بذلك لا يختلفون عن حركات التطرف الأخرى كداعش والقاعدة.

[عين الجنوب]

فيديو