ازدواجية المواقف بين الجنوب والشمال: عندما تتحد الألسنة ضد الجنوب وتصمت أمام جرائم الحوثي

السياسة - منذ 16 ساعة

عين الجنوب || خاص

 تتكشف الحقيقة المؤلمة التي يعيشها هذا الوطن الممزق بين ازدواجية المعايير ونفاق المواقف فكلما حدثت في الجنوب حادثة صغيرة لا تكاد تذكر إلا وتهتز وسائل الإعلام ويشتعل تويتر وتتعالى الأصوات من كل صوب تصف وتتهم وتلعن وكأن الجنوب أصبح ساحة مفتوحة لتفريغ الحقد والشماتة وكأن الجنوبي لا يحق له أن يخطئ أو أن يواجه ظروفه الصعبة أما حينما ترتكب المليشيات الحوثية جرائمها في الشمال حينما تدوس على الكرامة وتقتل الأبرياء وتنهب الممتلكات وتفرض فكرها الظلامي على الناس وتستبيح الحرمات فإن الأصوات تختفي فجأة وكأنها لم تكن بالأمس تصرخ وتولول ضد الجنوب حينها تخرس الألسنة وتختبئ الأقلام وتتحول تلك الجرأة الإعلامية إلى صمت مريب صمت يساوي التواطؤ

أي نفاق هذا الذي يجعل من حادث بسيط في عدن أو شبوة أو حضرموت مادة دسمة للتحريض بينما المجازر التي يرتكبها الحوثي تمر مرور الكرام دون أن تثير فيهم ذرة من نخوة أو شجاعة أو صدق في الموقف أليس هذا دليلاً على أن القضية ليست أخلاقية ولا وطنية بل مزايدة مريضة هدفها ضرب الجنوب وتشويه صورته أليس هذا هو العجز بعينه أن تصرخ في وجه المظلوم وتخرس أمام الظالم

الجنوب اليوم لا يطلب من أحد أن يجامل ولا أن يتغاضى عن أخطائه فهو ليس معصوماً لكنه يطلب فقط العدالة في الميزان أن يكون النقد واحداً والموقف واحداً وأن لا تتلون الألسنة بحسب الاتجاه والمصلحة فالرجولة ليست أن تهاجم من هو في متناولك وتخشى من يمتلك القوة الرجولة أن تقول كلمة الحق في وجه من يملك البندقية الرجولة أن تقف مع المظلوم أينما كان لا أن تكون شجاعاً على الضعيف وجباناً أمام القوي

إن ما يحدث اليوم في الشمال من جرائم حوثية لا يمكن لأي ضمير حي أن يتجاهله فالناس تقتل بدم بارد والنساء تُهان والبيوت تُفجّر والمساجد تُحوّل إلى منابر للطائفية بينما الإعلام المأجور منشغل بتصيد الأخطاء في الجنوب وإعادة تدوير الأكاذيب حتى أصبحت الأكاذيب حقائق في أذهان البسطاء وصدقها من أراد أن يصدقها لأنها تخدم مصالحه الضيقة

وليعلم هؤلاء أن الجنوب مهما تعرض للتشويه فإنه سيظل أكثر صدقاً وشجاعة لأنه واجه الجميع بوضوح لم يختبئ خلف الشعارات ولم يساوم على كرامته ولم يركع إلا لله وحده أما الذين يتحدثون عن الوطنية وهم صامتون أمام جرائم الحوثي فإن وطنيتهم انتقائية ومواقفهم ملوثة بالمصلحة والخوف

فيا من تهاجمون الجنوب صباح مساء أين أنتم حين يقتل الحوثي أبناءكم أين أصواتكم حين تُساق القبائل إلى الجبهات بالقوة أين غيرتكم حين يُهان الشرف في صنعاء وتعز والحديدة لماذا تصمتون هل لأن الخوف عقد ألسنتكم أم لأنكم وجدتم في الجنوب شماعة تعلقون عليها فشلكم

التاريخ لا يرحم والناس لم تعد تنخدع بالصراخ الزائف فكل من لجم صوته أمام الحوثي وفتح فمه ليتهم الجنوب سيسقط يوماً أمام مرآة الحقيقة التي لا تعرف المجاملة لأن الجنوب سيبقى شامخاً بدماء أبنائه وبمواقفه الصادقة بينما سيتساقط المنافقون واحداً تلو الآخر حين تنكشف الأقنعة وينتهي زمن التلون والخداع.

فيديو