تحليل التحالف الخفي: تناغم الخطاب الحوثي والإخواني في استهداف الجنوب

دراسات وتحليلات - منذ 7 ساعات

عين الجنوب |خاص:

الـحـوثـي والـإخـوان: تـقـاطـع ديني ومذهبي وإعلام ممنهج يستهدف الجنوب ومؤسساته المدنية والعسكرية.

لم يعد المتابع يجد فارقًا يُذكر بين خطاب الحوثيين والإعلام الإخواني، خصوصًا الموجّه نحو الجنوب، فالجماعتان تشكّلان ماكينة واحدة للتشكيك والإساءة للرموز السياسية والأجهزة الأمنية الجنوبية. ويبدو واضحًا أن كُلّ هجوم يبدأه أحد الطرفين يتولّى الآخر استكماله، ما يؤكد التنسيق والتكامل في استهداف الجنوب.

لقد أثبتت الحملات الإخوانية الأخيرة أنها تعمل كامتداد لإعلام الحوثي، رغم ادعائها أنها جماعة سُنّية معادية للفكر الحوثي. غير أنّ خطابها الأخير كشف وجهًا آخر لها، وأظهرها كأداة متماهية مع مشروع الحوثي، خلافًا لما كان عليه الأمر سابقًا حين كانت هجماتها مركّزة ضد الحوثيين.

هذا التحوّل المتناغم في الخطاب يثير تساؤلات حول جذور فكر الجماعة الإخوانية، خاصةً مع إظهارها انحيازًا لخصمٍ عقائدي، بدل الوقوف مع الجنوب السُّني المعتدل الذي يلتقي معها مذهبًا وسلوكًا. ورغم ذلك، شكّلت مع الحوثيين جبهة واحدة ضد الجنوب، الذي يسعى إلى بناء دولة حديثة تكفل حرية الفرد وتصون حقوقه السياسية والفكرية.

في المقابل، تنتهك جماعة الحوثي حرية الفرد وتسعى لفرض معتقداتها بالقوة، وهو ما يكشف زيف شعارات الإخوان حول الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. فالواقع يؤكد أنها جماعة إرهابية تستخدم العنف للوصول إلى أهدافها، ولا تختلف في ذلك عن الحوثيين، مما يُظهر وحدة الفكر والمنهج القائم على التطرف وإقصاء الخصوم.

وتتجلّى هذه الحقيقة أيضًا في حملات الاغتيالات التي نفّذتها الجماعة الإخوانية في تعز، وكان آخرها اغتيال الأستاذة أُفتيهان المشهري. كما أن اتفاق الخطاب الإعلامي بين الطرفين على استهداف الجنوب ومؤسساته الأمنية والسياسية يُعد دليلًا إضافيًا على التقارب المريب بينهما.

وبرغم هذا الهجوم الإعلامي والسياسي الممنهج، يثبت الجنوب يومًا بعد يوم امتلاكه لمؤسسات عسكرية وأمنية وإعلامية قادرة على حماية مكتسباته والدفاع عنها حتى قيام دولته المستقلة وعاصمتها عدن.

فيديو