تحليل : الإخوان والابتزاز السياسي والمالي باسم قضايا الأمة

دراسات وتحليلات - منذ 10 ساعات

عين الجنوب || خاص:
منذ عقود، دأبت جماعة الإخوان على استغلال القضايا الحسّاسة للأمة لتحقيق مصالحها الخاصة، في واحدة من أكثر صور الابتزاز الديني والسياسي فجاجةً وتنظيمًا.

فلم تكن حملات التبرعات المالية التي كانت تُجمع في المساجد تحت شعارات "دعم فلسطين" سوى واجهةٍ لتمويل نشاطات الجماعة الحزبية والتنظيمية.
فبعد خطب الجمعة، كان عناصر تابعون للجماعة يفرشون الشيلات في المساجد، يدعون الناس للتبرع لفلسطين، فيما تُستخدم الخُطب المنبرية لتحريك العواطف وإثارة المشاعر الدينية لدى المصلين.

تتحوّل تلك العاطفة الجياشة إلى تدفّق للأموال، إذ كان المصلون يجودون بما في جيوبهم، بل إن النساء – بدافع الحماس والتعاطف – كُنّ يتبرعن بحُليّهن، في مشهدٍ ظاهره نصرةٌ لقضيةٍ عادلة، وباطنه تمويلٌ غير معلنٍ لمشاريع الجماعة.

وفي الوقت الذي لم تصل فيه سوى مبالغ زهيدة – إن وصلت أصلًا – إلى الفلسطينيين، كانت الأموال الطائلة تُستثمر لبناء هياكل تنظيمية وتمويل أنشطة سياسية وحزبية تصب في خدمة مصالح الجماعة.

اليوم، تعود المسرحية ذاتها ولكن بثوبٍ جديد؛ إذ تستغل الجماعة مجددًا القضية الفلسطينية*كأداةٍ للتوظيف السياسي والدعائي، مستخدمةً لغة التخوين والاتهام بالعمالة ضد دولٍ عربيةٍ معروفة بمواقفها القومية ودعمها الثابت للقضية الفلسطينية.

وفي الوقت الذي تتباكى فيه قيادات الإخوان على معاناة الفلسطينيين، تُظهر الوقائع أن الجماعة لم تقدّم شيئًا حقيقيًا لفلسطين سوى الشعارات الرنانة، بينما استغلّت التبرعات لبناء استثماراتٍ ضخمة تموّل نشاطها السياسي وتغذي عملياتها التخريبية في عددٍ من الدول العربية.

وتشير تقارير عدة إلى أن عائدات هذا الابتزاز المالي كانت تُستخدم لتمويل مشاريع اقتصادية وشركات واجهة، يعود ريعها إلى قيادات التنظيم، فيما يواصل الفلسطينيون معاناتهم تحت الحصار والجوع والاستهداف الإسرائيلي، في حين يعيش قادة الإخوان في رفاهيةٍ بفنادق سبعة نجوم في العواصم الأوروبية، يعقدون الصفقات ويستثمرون في الأزمات.

وهكذا، تبقى القضية الفلسطينية– رغم عدالتها – واحدة من أبرز ملفات التوظيف السياسي والابتزاز المالي التي مارستها الجماعة لعقود طويلة، وما يزال هذا النهج مستمرًا حتى اليوم، في مشهدٍ يختزل تناقضات الإخوان بين شعارات البطولة وأفعال الاستغلال.

فيديو