الإمارات.. مواقف عربية خالدة وسخاء يتجاوز الحدود

تقارير - منذ 1 يوم

عدن.، عين الجنوب | خاص

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تجسيد أسمى معاني العروبة والإنسانية من خلال مواقفها الأصيلة ودعمها اللامحدود للشعوب العربية في مختلف الميادين، مؤكدة بذلك مكانتها كدولة رائدة في العمل الإنساني والتنموي، تتجاوز بمبادراتها حدود السياسة والجغرافيا لتصل إلى عمق الإنسان العربي في لحظاته الأصعب.

لم يقتصر الدعم الإماراتي على الجنوب  فحسب، بل امتد ليشمل العديد من الدول العربية التي تمر بظروف استثنائية. ففي السودان، قدمت الإمارات دعمًا إنسانيًا تجاوز 700 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الحرب الدائرة هناك، في موقف يجسد التزامها الثابت بمساعدة الأشقاء وتخفيف معاناتهم.

وفي مصر، خصصت الإمارات دعمًا بقيمة 220 مليون درهم إماراتي لمرضى القلب، في مبادرة إنسانية تهدف إلى التخفيف من معاناة هذه الشريحة، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف العمليات الجراحية والأدوية الخاصة بأمراض القلب.
هذا الدعم لم يكن مجرد منحة مالية، بل رسالة إنسانية تعبّر عن روح الأخوة والتكافل العربي التي تميّز النهج الإماراتي منذ تأسيسها.

أما في الجنوب ، فقد شكّل الدعم الإماراتي ركيزة أساسية في إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية.
فقد تنوعت المساعدات لتشمل المجالات العسكرية والأمنية والتعليمية والصحية والخدمية، إلى جانب مشاريع الطاقة والبنية التحتية.

في سقطرى، وصلت مؤخرًا باخرة إماراتية إلى الميناء محمّلة بمعدات ثقيلة لأعمال شق وتحسين الطرق، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الديزل المخصصة لمحطات الكهرباء، ما أسهم في استقرار الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين.

وفي عدن، حصلت إدارة أمن عدن على الدفعة الثالثة من المركبات الأمنية الحديثة لتعزيز القدرات الميدانية والحفاظ على الأمن والاستقرار.
كما تتواصل بوتيرة عالية أعمال إنجاز مشروع مستشفى زايد في حي العريش بمديرية خور مكسر، والذي يُعد من أبرز المشاريع الحيوية لدعم البنية الصحية في العاصمة عدن.
ومن المتوقع أن يُحدث هذا المشروع تحولًا ملموسًا في مستوى الخدمات الطبية، حيث حظي بترحيب واسع من مختلف شرائح المجتمع ومطالبات بتعميم هذه التجارب الناجحة في باقي المديريات.

وفي محافظة شبوة، تواصل الإمارات دعمها للقطاع الصحي من خلال تأهيل 11 مستشفى ريفيًا، بما يسهم في تحسين الخدمات الطبية في المناطق النائية التي كانت تفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية.

كما توسّع الإمارات مشاريعها في مجال الطاقة الشمسية لتغطية مناطق متعددة في الجنوب، وتعمل في الوقت نفسه على تطوير شبكة عدن نت لتوسيع خدمات الاتصالات والإنترنت وتحسين البنية الرقمية.

كل هذه المشاريع جاءت في وقتٍ يعاني فيه الجنوب من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة بسبب تداعيات الحرب وتدهور الخدمات.
لكن الإمارات، بما تمتلكه من رؤية إنسانية وقيادة حكيمة، اختارت أن تكون إلى جانب الشعب الجنوبي في هذه اللحظة المفصلية، لتعيد إليه الأمل والثقة بإمكانية النهوض من جديد.

لقد كان دعم الإمارات للجنوب بمثابة شريان حياة امتدّ عبر ميادين التعليم والصحة والكهرباء والبنية التحتية، وأسهم في ترسيخ استقرار المحافظات المحررة وتعزيز مقومات التنمية فيها.
ولم يقتصر الأمر على الدعم المادي فقط، بل امتد ليشملبرامج تأهيل وتدريب ومنح تعليمية لبناء الكفاءات الجنوبية الشابة، تمهيدًا لمستقبلٍ أكثر استقرارًا وإنتاجية.

إن المواقف الإماراتية تجاه الجنوب واليمن عمومًا، وتجاه الشعوب العربية المحتاجة، تمثل سلسلة من المواقف العربية الخالدة التي سيذكرها التاريخ بإجلال، فهي دولة لم تكتفِ بالشعارات، بل قدّمت أفعالًا ملموسة على الأرض، وأسهمت في بناء الإنسان قبل البنيان.

ولا شك أن هذا العطاء سيبقى دينًا في ذاكرة كل جنوبي، وعنوان وفاءٍ لدولةٍ أصيلةٍ لم تبخل يومًا بمدّ يدها حين اشتدت الأزمات.
وحين يستعيد الجنوب دولته الفيدرالية المستقلة وعاصمتها عدن، سيبقى للإمارات مكانها المشرق في الذاكرة الجنوبية، كرمزٍ للعطاء الصادق والموقف العربي النبيل.

فيديو