الجنوب في مواجهة الاستنزاف… وإرادة الاستقلال تشتد

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب | خاص  

تمثّل نفقات الشرعية الباهظة استنزافًا مباشرًا لموارد الجنوب، واختبارًا حقيقيًا لصبر الجنوبيين.ورغم ما يتمتع به الجنوب من حقوق الشراكة والالتزام باتفاق الرياض مراعاةً للتفاهمات العربية، يلتزم الجنوبيون بهذه المبادئ، بينما تستمر قوى الشمال الموجودة في الجنوب تحت مسمى “الشرعية” في استغلال هذا الوضع، رغم أن الجنوبيين يعتبرون بقاءها مؤقتًا حتى تحرير محافظات الشمال.

لكن ما يظهر في الواقع هو أن هذه القوى اتخذت الجنوب وطنًا بديلاً، دون أي نية لتحرير الشمال. إضافة إلى ذلك، فإن هذه القوى تعمل ضد الجنوب بشكل مباشر، حيث يُلاحظ ما تمارسه من عبث وتلاعب بموارد الجنوب تحت بنود صرف وهمية، وسفريات باهظة الثمن، واعتمادات وإعاشات بالعملة الصعبة، فضلًا عن تنفيذ مشاريع وهمية في المحافظات الشمالية المحررة، في عملية ابتزاز وتحايل على ثروات الجنوب واستنزافه ماليًا.

كما تعمل هذه القوى على إرهاق الجنوب سياسيًا، وخلق الصراعات والفتن، وتمزيق النسيج الاجتماعي، ومحاولة تحويل الجنوب إلى ساحة للصراع. ويضاف إلى ذلك إيقاف رواتب الموظفين، وممارسة حرب الخدمات، وسياسة التجويع الممنهجة بحق الشعب الجنوبي لإركاعه وإذلاله، ودفعه للعودة إلى ما تسمى “الوحدة اليمنية”.

لكن هذه الأفعال التي تستغل صبر الجنوبيين وحِلم قيادتهم لا تعني قبولهم بهذا المسار إلى النهاية. فالشعب الجنوبي سيقول كلمته يومًا ما، وسيعلنها صريحة:إن تضحيات شعب الجنوب في سبيل استعادة دولته لن تذهب سدى.

إن مراعاة الجنوب للاتفاقيات العربية والتفاهمات الدولية لا تعني الرضا بالواقع أو القبول بالنهب المنظّم للثروات، في وقت يُحرم فيه الشعب الجنوبي من أبسط حقوقه، حتى وصل الأمر إلى حرمان لجندي الجنوبي – الذي يحمي الأمن ويرابط في الجبهات بمواجهة الحوثي – من راتبه الذي يعيل أسرته، وهو ما يدفع البعض لترك مواقعهم بحثًا عن لقمة العيش، ويفتح المجال للحوثي للتمدد نحو أرض الجنوب.

هذه السياسة المكشوفة لن تزيد الجنوبيين إلا إصرارًا على مواصلة نضالهم حتى استعادة دولتهم المستقلة مهما كانت التضحيات.
فشعب الجنوب واعٍ لكل المؤامرات التي تستهدفه، سواء عبر إرهاقه سياسيًا بإطالة أمد نضاله، أو اقتصاديًا بنهب ثرواته وتجويعه لإجباره على القبول بعودة “الوحدة”.

لكن هذه الممارسات وحرب الخدمات صنعت في شعب الجنوب إرادة لا تلين، وقوة لا تنكسر، ولن تثنيه المؤامرات عن هدفه الذي قدّم في سبيله قوافل من الشهداء:
اليوم الذي يرفرف فيه علم دولة الجنوب المستقلة عاليًا في سماء الأمم المتحدة ومجلس الأمن، معلنًا عودة الدولة وعاصمتها عدن.

فيديو