عندما يصفّق خصوم الجنوب ..الإعلام الإيراني يحتفي بتصريحات نائب وزير الخارجية اليمني

السياسة - منذ ساعتان

عين الجنوب ||خاص     

أثارت تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية، لكن اللافت هذه المرة لم يكن حجم الاعتراض الداخلي فحسب، بل الطريقة التي تلقّفت بها وسائل إعلام إيرانية تلك التصريحات وقدّمتها بنبرة ترحيب واحتفاء، في مشهد أعاد طرح أسئلة حساسة حول دلالات الخطاب السياسي الصادر باسم “الشرعية” وانعكاساته الإقليمية.
ففي الوقت الذي كانت فيه الساحة اليمنية منشغلة بتفنيد التصريحات واعتبارها منفصلة عن واقع الصراع مع جماعة الحوثي، ذهبت منصات إعلامية محسوبة على طهران إلى إبرازها بوصفها مؤشراً على “تحول في المواقف” أو “اعتراف غير مباشر” بسرديات لطالما روّجت لها إيران وأذرعها في المنطقة. هذا التلقّي لم يُنظر إليه كأمر عابر، بل عُدّ من قبل مراقبين دليلاً إضافياً على خطورة الرسائل السياسية حين تخرج مرتبكة أو بلا سقف وطني واضح.
ويرى محللون أن الاحتفاء الإيراني لم يأت من فراغ، بل لأنه ينسجم مع استراتيجية طهران القائمة على إضعاف جبهة خصوم الحوثيين سياسياً، وإظهار الانقسام داخل معسكر الشرعية، خصوصاً في ظل معركة وعي وإعلام لا تقل شراسة عن المواجهة العسكرية. فكل تصريح يمكن تأويله خارج سياقه الوطني، يتحول في الإعلام المعادي إلى مادة استثمار سياسي ودعائي.
في المقابل، قوبلت هذه التغطية الإيرانية باستياء واسع في الأوساط اليمنية، حيث اعتُبر الأمر إحراجاً دبلوماسياً لا يمكن تجاهله، ورسالة سلبية إلى الشارع اليمني وقوى المواجهة على الأرض، وفي مقدمتها القوى الجنوبية، التي ترى في أي خطاب رمادي تجاه الحوثيين خدمة مباشرة للمشروع الإيراني في اليمن.
ويحذّر متابعون من أن خطورة المشهد لا تكمن فقط في مضمون التصريحات، بل في نتائجها، حين يجد الإعلام الإيراني نفسه في موقع المصفّق لمسؤول يفترض أنه يمثل دولة تخوض حرباً مفتوحة مع أذرع طهران. فهنا تتجاوز القضية حدود الرأي السياسي لتلامس مسألة الأمن القومي والخطاب السيادي.
في ظل هذا الجدل، تتعالى الدعوات لإعادة ضبط الخطاب الرسمي، وتوحيد الرسائل السياسية بما ينسجم مع تضحيات اليمنيين، ويمنع الخصوم من استغلال التباينات الداخلية. فالتجربة أثبتت أن أي ارتباك في الموقف الرسمي لا يبقى شأناً داخلياً، بل سرعان ما يتحول إلى ورقة بيد الإعلام المعادي، تُستخدم لإرباك الجبهة الوطنية وإطالة أمد الصراع.

فيديو