المطالبة بانسحاب الانتقالي من حضرموت والمهرة مصادرة لحق الجنوبيين في أرضهم وسيادتهم

تقارير - منذ 1 ساعة

خاص| |عين الجنوب:
إنّ المطالبة بانسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي من حضرموت والمهرة لا يمكن قراءتها إلا بوصفها اعتداءً صريحًا على حق الجنوبيين في أرضهم وسيادتهم، ومحاولة مكشوفة لإعادة إنتاج الوصاية وفرض معادلات تجاوزها الواقع الشعبي والسياسي على الأرض.
حضرموت والمهرة ليستا ساحتي نفوذ طارئ ولا جغرافيا مستباحة لإملاءات خارجية أو حسابات قوى اعتاشت طويلًا على إضعاف الجنوب وتفكيك قراره. إنهما جزء أصيل من الجسد الجنوبي، وأي وجود جنوبي فيهما هو وجود مشروع نابع من الإرادة الشعبية، ومن حق أصيل في حماية الأرض والثروة والهوية.
المفارقة اللافتة أن الأصوات التي ترفع اليوم شعار “الانسحاب” لم تعترض يومًا على تحويل هذه المحافظات إلى ساحات اختراق أمني، أو ممرات لتهريب السلاح، أو منصات لتصفية الحسابات الإقليمية، لكنها تستفيق فجأة عندما يحاول الجنوبيون فرض معادلة الأمن والاستقرار وحماية ثرواتهم من النهب.
إن استهداف المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة ليس خلافًا إداريًا أو أمنيًا، بل هو صراع على القرار والسيادة، ومحاولة لحرمان الجنوبيين من حقهم في إدارة شؤونهم وحماية مواردهم، وإبقائهم رهائن للفوضى والفراغ المقصود.
لقد أثبتت التجربة أن الجنوب حين يمسك بزمام أمنه، تتراجع التنظيمات المتطرفة، ويستعيد المواطن ثقته، وتبدأ ملامح الدولة في التشكل. ولذلك فإن الدعوة إلى انسحاب القوى الجنوبية ليست دعوة للسلام، بل بوابة لعودة الفوضى وإعادة تمكين شبكات المصالح التي لا ترى في حضرموت والمهرة سوى مخزون ثروة وموقع نفوذ.
إن حق الجنوبيين في أرضهم غير قابل للمساومة، ووجودهم في حضرموت والمهرة ليس احتلالًا ولا تمددًا، بل ممارسة طبيعية لحق تاريخي وسياسي، تؤيده الإرادة الشعبية وتفرضه معادلات الواقع. ومن يتجاهل هذه الحقيقة، إنما يراهن على وهمٍ سقط، وعلى زمنٍ لن يعود.

فيديو