المهرة على مفترق الطريق: انهيار نفوذ مستتر وبداية فصل جديد

تقارير - منذ ساعتان

خاص|| عين الجنوب:
شهدت محافظة المهرة خلال الفترة الأخيرة تحولا نوعيا في المشهد السياسي والأمني، إنهى مرحلة طويلة من الفوضى والتدخلات غير المعلنة، وفتح فصلا جديدا يعيد رسم ملامح السيطرة المحلية بعد سنوات من الهيمنة الخارجية المبطنة.
مصادر مطلعة أكدت أن ما ظهر إلى العلن مؤخرا كان نتيجة تراكم طويل لتدخل منظم واختراق ناعم، نفذ عبر أدوات محلية وشبكات مصالح متداخلة، مستندة إلى واجهات سياسية وأمنية محلية وغطاء إقليمي، اتخذ من شعارات الوساطة والاستقرار والخصوصية المحلية ذرائع لتكريس حضوره وتأثيره في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن سلطنة عمان تبنت لسنوات مقاربة قائمة على النفوذ غير الصدامي، عبر التمويل وبناء الولاءات وشراء الذمم، بدلاً من الحضور العسكري المباشر، ما أتاح لجماعة الإخوان أن تلعب دور الواجهة السياسية، بينما استفادت جماعة الحوثي من تسهيلات غير معلنة، شملت ممرات آمنة وغض الطرف عن أنشطة تهريب، في إطار ترتيبات هدفت إلى إبقاء المهرة ساحة مفتوحة لتقاطعات إقليمية.
غير أن تصاعد الوعي الشعبي داخل المحافظة غيّر المعادلة، حيث بدأ الشارع المهري بالتحرك وطرح تساؤلات جوهرية حول الجهات التي تدير المشهد، ومصادر التمويل، والأطراف التي تعرقل الاستقرار، ودوافع تحويل المهرة إلى منطقة عازلة تخدم أجندات خارجية على حساب إرادة أبنائها.
ويرى مراقبون أن ما كان يوصف سابقاً بالحياد العماني تبين، في ضوء التطورات الأخيرة، أنه حياد مائل ساهم في إرباك الوضع المحلي، واصطدم بتطلعات أبناء المهرة وباعتبارات الأمن الإقليمي، وبأي مشروع سيادي حقيقي في الجنوب.
ويتفق المتابعون على أن ما تشهده المهرة اليوم لا يمثل سوى بداية تفكك شبكة نفوذ معقدة راهنت طويلاً على الصمت الاجتماعي، والتركيبة القبلية، وحساسية الجغرافيا الحدودية، قبل أن تجد نفسها مكشوفة أمام واقع جديد يتشكل على الأرض، يفرض قواعد لعبة مختلفة ويعيد رسم الأولويات السياسية والأمنية للمحافظة.

فيديو