الدولة التي أكتملت أركانها وإعلانها مسألة وقت

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب || خاص:
اكتملت أركان الدولة، ولم يبقَ سوى إعلانها… حقيقة لم تعد شعارًا ولا خطابًا عاطفيًا، بل توصيفًا دقيقًا لواقع تشكّل عبر سنوات من التضحيات والتحولات العميقة، حتى بات كيان الدولة حاضرًا بكل وظائفه، غائبًا فقط عن البيان الرسمي.
فالدولة لا تُصنع بالنيات ولا تُختزل في اعتراف خارجي، بل تُبنى حين تتوافر مقوماتها الحقيقية: قيادة سياسية واضحة، ومؤسسة عسكرية وأمنية تمسك بالأرض وتحمي القرار، وإدارة تدير شؤون الناس، وإرادة شعبية راسخة تعرف ماذا تريد ولماذا تدفع الثمن. وهذه الأركان لم تعد قيد التشكّل، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يفرض نفسه يومًا بعد آخر.
لقد تجاوز الواقع مرحلة “الحلم” و”المشروع المؤجل”، ودخل طور الكيان المكتمل الذي يمارس مهام الدولة فعليًا، ويضبط الأمن، ويحمي الجغرافيا، ويصوغ معادلاته السياسية والعسكرية بعيدًا عن الوصاية والارتهان. لم يعد السؤال المطروح: هل يمكن قيام الدولة؟ بل متى يُعلن عنها رسميًا؟ وكيف يُترجم هذا الواقع القائم إلى صيغة سياسية وقانونية تعكسه دون مواربة؟
إن محاولات الإنكار، أو اللعب على عامل الوقت، لا تغيّر من جوهر الحقيقة شيئًا. فالدول، حين تكتمل أركانها، تفرض وجودها قبل أن يُعترف بها، وتنتزع مكانتها من الأرض قبل أن تُمنحها العواصم. والتاريخ مليء بدول وُلدت بالفعل أولًا، ثم جاء الاعتراف لاحقًا كتحصيل حاصل.
اليوم، يقف الجميع أمام لحظة فاصلة: إما قراءة الواقع كما هو، واحترام إرادة شعب شق طريقه بدمه وصبره، أو الاستمرار في ترديد خطابات قديمة لم يعد لها موطئ قدم على الأرض. لقد اكتملت أركان الدولة فعلًا، ولم يبقَ سوى إعلانها… والإعلان لم يعد سؤال “إن كان”، بل “متى”

فيديو