صحراء الربع الخالي.. الموت المعلَّب الذي يتحيّن المسافرين من وإلى اليمن السياسية 

السياسة - منذ 1 سنة

عين الجنوب تحت رمال صحراء الربع الخالي (شمال شرقي اليمن)، تتحيّن عشرات آلاف علب الموت، فرصة انقضاضها على المسافرين براً من وإلى السعودية. مئات الحوادث التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين الذين يسلكون طرقاً خطيرة وصحراوية بعد أن أقدمت الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، على إغلاق الخطوط الرئيسية الاسفلتية الواصلة بين المحافظات المحررة والمناطق الخاضعة لتلك الميليشيات الإرهابية. وأطلق عدد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية طالبت بفتح الطرق الرئيسة الاسفلتية الرابطة بين صنعاء ومأرب والجوف وبين منفذ العبر الحدودي مع السعودية والعكس. وطالبت المبعوث الأممي إلى اليمن بالتدخل من أجل الضغط على ميليشيات الحوثي وإجبارها على فتح الطرقات الرئيسية التي تغلقها في وجه المواطنين من سنوات. إغلاق الطرقات مثٌَل معاناة حقيقية للمواطنين والمسافرين المتنقلين بين تلك المناطق أو المتوجهين إلى دول الجوار والمغتربين العائدين إلى مناطقهم لقضاء الإجازة. صور مؤلمة لحوادث مرورية مروعة تعرض لها المئات من المسافرين على مدى السنوات الماضية، وتحكي حجم المعاناة التي يتجرعها السائقون والمسافرون العائدون إلى أسرهم وأقاربهم سواء في المناطق المحررة أو الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن. أصبحت تلك الطرقات أحد أوجه الحرب المتعددة ضد اليمنيين، وهاجسا يوميا يؤرقهم، ويعطل مصالحهم. ويؤكد سائقو حافلات ونقل يقطعون تلك الطرقات بأن المسافرين المتجهين إلى منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، أو العائدين إلى الداخل، يضطرون إلى المجازفة بأرواحهم من خلال سلوكهم طرقا بديلة، صحراوية غير آمنة، وبدون خدمات أو حتى دورة مياه بغرض العودة إلى أسرهم في ظل تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية وعدم التزامها بفتح الطرقات.  وأقرت سلطة مأرب منذ مطلع العام الجاري، طريقا بديلا عن طريق العبر -مأرب يبدأ من منفذ العبر -مأرب المدينة -الصمدة -المطار الجديد -الجوف -مفرق الجوف، ثم صنعاء وجزء من هذا الطريق معبد، والجزء الآخر رملي وصحراوي. معاناة السائقين والمسافرين في صحراء الربع الخالي بمحافظتي الجوف ومأرب، لا نهاية لها، حيث تحصد تلك الطرقات غير الآمنة بشكل شبه يومي خسائر كبيرة بين مادية وبشرية. فالميليشيات الحوثية تتفنن في هوايتها المفضلة بتعذيب اليمنيين وتنغيص حياتهم من خلال إغلاق الطرقات وحصار المدن تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والأمم المتحدة الذي عجز عن فتح طريق واحد حتى اللحظة رغم المبادرات والاتفاقات التي تتنصل الميليشيات عن تنفيذها. وأصبح السفر عبر الطريق الصحراوي، مشقة وعبئا ثقيلا وشديدا على السكان والمغتربين على حد سواء، وزاد من معاناة النساء والأطفال والمرضى، مخاوف تعرض السيارات للتغاريز (علق إطاراتها في الرمال)، أو الضياع في الصحراء ونفاد الوقود في حال كان السائق لا يعرف الطريق جيدا، فهلاكهم من العطش، أو تعرضهم للنهب والقتل من قبل عصابات التقطع في الطرقات وعناصر المليشيا، أو الوفاة والإصابة جراء انفجار الألغام التي زرعها الحوثيون ولوثت بها أجزاء كبيرة من محافظتي الجوف ومأرب. وشهدت الطرق البديلة خلال الأشهر الماضية عشرات من حالات النهب والتقطع لعدد من المسافرين، والتي أدت إلى قتل وجرح عدد من المسافرين العائدين من السعودية. ليس هذا وحسب فقد ضاعفت حواجز التفتيش التابعة لمليشيا الحوثي والقوات العسكرية الموالية للإخوان التي تملأ الطريق من معاناة المسافرين جراء ما يتعرضون له من مضايقات وانتهاكات وفرض اتاوات وجبايات غير قانونية وتفتيش دقيق وتعسفي لمقتنياتهم لمدة ساعات. سياسة الكيل بمكيالين وأكد مواطنون وسائقون لـ(نيوزيمن)، أن عشرات من سيارات الدفع الرباعي، وباصات النقل الجماعي والشاحنات التجارية دائما ما تعلق في الكثبان الرملية بالطرق الصحراوية البديلة من منفذ الوديعة العبر - مأرب المدينة -الصمدة -المطار الجديد -الجوف -مفرق الجوف، ثم صنعاء. وأوضحوا: أن السيارات الصغيرة لا تستطيع عبور هذا الطريق بتاتا، بينما سيارات الدفع الرباعي والأخرى الأكثر حداثة كباصات النقل الجماعي والشاحنات التجارية تعلق بين الرمال الكثيفة مما يتسبب بتعطلها لساعات طويلة، وربما لـ أيام، تحت الشمس الحارقة وارتفاع درجة الحرارة في مشهد يوحي بلؤم وعجرفة المليشيا واستمتاعها بمعاناة المواطنين. وبحسب السائقين: يصعب إخراج السيارات العالقة، إلا عبر عمليات إنقاذ عن طريق الجرافات أو "ونشات" رفع، يتم استقدامها بمبالغ مالية مرتفعة. وحمَّل المسافرون وسائقو السيارات، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانز جروندبرج، والمجتمع الدولي مسؤولية استمرار معاناة اليمنيين، وآلاف المآسي التي يواجهها المسافرون. داعين إلى الكف عن انتهاج سياسة الكيل بمكيالين والتجاهل المريب للكارثة الإنسانية التي يعيشها ملايين اليمنيين والضغط على المليشيا وإلزامها بالتنفيذ الفوري لتعهداتها بفتح الطرقات المغلقة منذ بدء الحرب. وتساءل الناشط خالد شايع على صفحته بموقع "فيسبوك" عن كيفية الحال التي يعيشها المواطنون، بالأمس كان المواطنون يقطعون طريقا معبدة طولها 50 كيلو ويتم الوصل إلى مأرب وإلى مثلث الجوف، ولكن اليوم وبسبب العذاب أصبح المواطن يمشي في الصحراء 300 كيلو بين الرمال والجبال. وقال: "لا سلطان العرادة بيمشي من هذه الطريق ولا الرزامي بيمشي من هذه الطريق كلهم سفرياتهم طيران، ما في إلا أنا وأنت المغترب والمسافر الذين نتحمل كل هذا العناء والتعب".!؟ وتظل صحراء الربع الخالي، مصدر الموت والضياع الأول، في ظل استمرار إغلاق الطرقات الأصلية، ليس لسبب، إلا لغرض التعذيب والتنكيل بالمواطنين، كواحدة من أنواع العقوبات الجماعية التي يفرضها الحوثيون على أبناء الشعب اليمني

عين الجنوب

فيديو