المختطف المنصوري: سجون الحوثي مقابر للأحياء

تقارير - منذ 9 شهر

تعز|| عين الجنوب: لا يستطيع المختطفون في اليمن تجاوز ما تعرضوا له من انتهاكات وتعذيب أثناء تواجدهم في سجون الميليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن. ورغم الإفراج عن بعضهم بصعوبة، إلا أن الفترة التي يقضيها المختطف داخل السجن الحوثي ستظل علامة سوداء لا تمحوها السنون. وعلى قارعة الطرق الرئيسية والفرعية، تتمركز الكثير من النقاط العسكرية التابعة للمليشيات الحوثية، خصوصا مناطق التماس مع المحافظات المحررة. يتعرض المواطنون في تلك النقاط للاستفزازات والمضايقات وعمليات التفتيش والنهب قبل أن تقوم الميليشيات بإلصاق التهم وفقاً لرغباتهم وأهدافهم. الناشط الحقوقي نور الدين المنصوري، أحد الذين تعرض للاختطاف، وتم تلفيق له الكثير من التهم لتبرير عمليات التعذيب التي تعرض لها أثناء فترة احتجازه غير القانوني داخل السجن الذي تديره قيادات حوثية متطرفة. "عشرة أشهر في سجون المليشيات كافية لتعيدك إلى عصر الإمامة بكل تفاصيلها، انتهاكات وظلم وتعذيب وحشي"، هكذا استهل الناشط الحقوقي نور الدين عبدالواحد المنصوري حديثه، معبراً عن بشاعة الجرائم التي ترتكبها المليشيات بحق المختطفين.  مبررات وسجون  تعرض الحقوقي المنصوري لعملية الاختطاف في إحدى نقاط المليشيات بمنطقة فرزة صنعاء، أثناء مروره باتجاه الحوبان في فبراير 2016. ووجهت له تهم الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهذه التهم التي استغلتها الميليشيات الحوثية لاجتياح المحافظات اليمنية. يقول الناشط المنصوري: تم إغماض عيني مباشرة، ونقلي إلى مدينة الصالح السكنية التي حولتها الميليشيات الحوثية إلى سجن كبير. وأضاف: "أول يوم تعذيب كان في سجن الصالح، ومن ثم تم نقلي إلى سجن سري في محافظة ذمار يعرف باسم 'سجن الشمالية' يقع هذا السجن خلف كلية المجتمع. أثناء عمليات الاستجواب والتحقيق يتم تلفيق لك التهم الكيدية من أجل البدء بعملية تعذيبك". وبحسرة صوت يواصل المنصوري حديثه: "تمارس مليشيات الحوثي الإرهابية أبشع أنواع التعذيب، لغرض التعذيب لا لسبب آخر، وباستخدام وسائل مختلفة منها، في بعض المرات يتم التعذيب الضرب بالحديد واليد والسلاح، وكذا التعليق على السطح بشكل مقلوب شبه الدجاجة، وإيضا يتم إجبار المختطفين على الزحف في الصباح الباكر في مياه في حوش طيني وسط البرد القارس في ذمار. إضافة إلى الصعق بالكهرباء، والتعليق بالأرجل، والحرمان من النوم، حتى التعذيب بتقطير الماء فوق الرأس لفترة كبيرة". مقابر الأحياء السجون الحوثية في اليمن عبارة عن مقابر للأحياء، بهذا الوصف شبه المنصوري، المعتقلات الحوثية التي تعج بالآلاف من المختطفين الذين يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب التي أدت لوفاة الكثير منهم داخل الزنازين الضيقة التي تسبب الموت البطيء. وأوضح: "السجون عبارة عن غرف ضيقة بلا أكسجين، لا تزيد بعضها عن ثلاثة أمتار ونصف أو أربعة أمتار، حيث يتم وضع فيها ما بين 20 إلى 25 مختطفا، ولا يتم إخراجك منها إلا إلى غرف التعذيب ثم تعود مرة أخرى إليها جثة هامدة".  ويشير المنصوري إلى أن المختطفين محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية، لا طعام ولا ماء ولا رعاية صحية، والبعض من المختطفين لجأ إلى شرب مياه الحمامات، وتقاسم وجبة شخص مع عشرة آخرين، في حين المصابون بالأمراض يتم تركهم دون رعاية أو علاج. وأكد المنصوري: "سجون الحوثي إخفاء وتعذيب، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسك، فنظامهم الجاهلي هو من أدخلك إلى السجن وهو الذي له الحق فقط في إخراجك للحياة حتى وإن كنت بريئا وليس لديك أي قضية". رسالة صبر بعد أشهر من الاختطاف تم الإفراج عن نور الدين المنصوري، بعد فصول من التعذيب والانتهاكات التي ستظل عالقة لبقية حياته. ويعمل حاليا في رصد الانتهاكات ضمن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان.  خلال حديثه مع "نيوزيمن" وجه الناشط الحقوقي رسالة للجهات الحكومية والدولية بضرورة العمل سريعاً للضغط على الميليشيات الحوثية وتحريك قضية المختطفين والمخفيين قسراً، والعمل على الإفراج عن المختطفين والمخفيين قسراً ومحاسبة القائمين على تلك الاعتقالات التعسفية التي تمارس بحق المواطنين في الحملات والنقاط المنتشرة في الشوارع. كما وجه المنصوري رسالة خاصة لليمنيين بضرورة الصبر والصمود حتى استعادة نور الجمهورية ودولة القانون والحقوق.

عين الجنوب

فيديو