غروب شمس القاعدة 201 بالنيجر.. خسارة أمريكية مزدوجة وسيناريو بديل

السياسة - منذ 7 شهر

عين الجنوب|| متابعات: في حدث اعتبرته وسائل إعلام أمريكية أنه «سيقلب سياسة واشنطن لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل المضطربة بأفريقيا»، وافقت الولايات المتحدة على سحب قواتها من النيجر. الإعلان جاء على لسان عدد من المسؤولين الأمريكيين مشترطين عدم كشف هوياتهم، أكدوا أن نائب وزير الخارجيّة الأمريكي كورت كامبل وافق على طلب سلطات نيامي سحب القوات الأمريكية البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر حيث يشاركون في القتال ضدّ «الإرهابيين». جاء ذلك خلال اجتماع في واشنطن مع رئيس الوزراء علي الأمين زين الذي تولّى السلطة عقب الانقلاب في يوليو/تموز الماضي، بحسب المسؤولين الأمريكيّين. هل كان القرار مفاجئا؟ تقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن القرار لم يكن مفاجئا، فالنيجر قالت الشهر الماضي إنها ستلغي اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من الاجتماعات المثيرة للجدل في العاصمة نيامي مع وفد دبلوماسي وعسكري أمريكي رفيع المستوى. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه الخطوة تتماشى مع النمط الأخير الذي اتبعته دول منطقة الساحل، وهي منطقة قاحلة جنوب الصحراء الكبرى، بقطع العلاقات مع الدول الغربية، والاتجاه بشكل متزايد، نحو الشراكة مع روسيا. وقال مسؤولون، إن الدبلوماسيين الأمريكيين سعوا في الأسابيع القليلة الماضية إلى إنقاذ اتفاق التعاون العسكري مع الحكومة العسكرية في النيجر، لكنهم فشلوا في النهاية في التوصل إلى حل وسط. وانهارت المحادثات وسط موجة متزايدة من المشاعر السيئة تجاه الوجود الأمريكي في النيجر. ودعا آلاف المتظاهرين في العاصمة يوم السبت الماضي إلى انسحاب أفراد القوات المسلحة الأمريكية بعد أيام فقط من تسليم روسيا مجموعتها الخاصة من المعدات العسكرية والمدربين للجيش في البلاد. وقال مسؤولون أمريكيون يوم الجمعة إن المناقشات جارية مع النيجر للتخطيط لـ«انسحاب منظم ومسؤول» للقوات، على أن يبدأ التنفيذ الأيام المقبلة، في عملية ستستغرق أشهراً حتى تكتمل. ويتمركز العديد من الأمريكيين المنتشرين في النيجر في القاعدة الجوية الأمريكية 201، وهي منشأة عمرها ست سنوات كلفت 110 ملايين دولار في صحراء شمال البلاد. لكن منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، ظلت القوات هناك في حالة غير نشطة، حيث تم إيقاف معظم طائراتها بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper باستثناء تلك التي تقوم بمهام المراقبة لحماية القوات الأمريكية. ومن غير الواضح مستقبل القاعدة التي أنشأتها أمريكا، وخاصة إذا تعمقت علاقات النيجر مع الكرملين. مشاعر غاضبة ومستقبل غامض وبسبب الانقلاب، اضطرت الولايات المتحدة إلى تعليق العمليات الأمنية والمساعدات التنموية للنيجر. ولا يزال بازوم رهن الاعتقال، بعد ثمانية أشهر من الإطاحة به. ورغم ذلك، إلا أن الولايات المتحدة كانت ترغب في الحفاظ على شراكتها مع البلاد، لكن الوصول المفاجئ لـ100 مدرب روسي ونظام دفاع جوي إلى النيجر الأسبوع الماضي جعل فرص التعاون على المدى القصير أقل احتمالا. ووفقا لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية، فإن الموظفين الروس هم جزء من فيلق أفريقيا، وهو الهيكل شبه العسكري الجديد الذي يهدف إلى أن يحل محل مجموعة فاغنر. ولوح المتظاهرون في نيامي يوم السبت بالأعلام الروسية وكذلك أعلام بوركينا فاسو ومالي، وهما دولتان مجاورتان حيث طلبت حكومتاهما بقيادة الجيش أيضًا مساعدة روسية للمساعدة في محاربة إرهابيي «داعش» و«القاعدة». ويقول مسؤولون أمريكيون، إنهم حاولوا طيلة أشهر لمنع حدوث قطيعة رسمية في العلاقات مع المجلس العسكري في النيجر. وأجرت السفيرة الأمريكية الجديدة لدى النيجر، كاثلين فيتزجيبون، وهي من كبار المتخصصين في واشنطن في شؤون أفريقيا، مناقشات منتظمة مع المجلس العسكري منذ توليها مهامها رسميًا في بداية العام. وفي رحلة إلى النيجر في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت مولي في، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، إن الولايات المتحدة تعتزم استئناف التعاون الأمني والتنموي مع النيجر، حتى عندما دعت إلى الانتقال السريع إلى الحكم المدني والإفراج عن بازوم . سيناريو بديل لكن البنتاغون كان يخطط لأسوأ الاحتمالات إذا فشلت المحادثات. وتناقش وزارة الدفاع إنشاء قواعد جديدة للطائرات بدون طيار مع العديد من دول غرب أفريقيا الساحلية كنسخ احتياطية للقاعدة في النيجر، وهي دول غير ساحلية. وقال مسؤولون عسكريون، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور التشغيلية، إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى. ورغم ذلك، إلا أن مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين حاليين وسابقين أكدوا أن موقع النيجر المهم استراتيجيا واستعدادها للدخول في شراكة مع واشنطن سيكون من الصعب استبداله. وقال جيه بيتر فام، المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى منطقة الساحل، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «بينما سيتحمل الشعب العادي في النيجر وطأة عواقب الانسحاب العسكري الأمريكي وما يترتب على ذلك من فقدان الاهتمام السياسي والدبلوماسي، فإن الولايات المتحدة كما تخسر دولا وحلفاء، تخسر كذلك أصولًا عسكرية استراتيجية سيكون من الصعب جدًا استبدالها».

عين الجنوب

فيديو