استارلينك.. ضربة قاصمة لموارد الحوثيين
تقارير - منذ 7 شهر
عدن ،عين الجنوب | خاص
تشكل إيرادات قطاع الاتصالات في اليمن شريان حياة لميليشيا الحوثي، حيث تستنزف هذه الميليشيا الموارد الهائلة التي تجنيها شركات الاتصالات، وخاصة شركة "يمن موبايل"، لتمويل حربها العبثية وتثبيت سلطتها. إلا أن دخول خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" إلى اليمن يهدد هذا المصدر الحيوي، ويفتح آفاقاً جديدة لمستقبل الاتصالات في البلاد.
كشفت تقارير سنوية صادرة عن شركة "يمن موبايل" عن استنزاف حوثي كبير لأموال الشركة، حيث يتم تحويل نسبة كبيرة من الإيرادات إلى ما يسمى بـ"هيئة الزكاة" التي يشرف عليها قيادات حوثية، وأخرى باسم مصلحة الضرائب. بلغ إجمالي المبالغ المستقطعة لصالح جهات حوثية "الزكاة والضرائب" نحو 37 مليار ريال يمني، أي ما يعادل 71% من إجمالي الإيرادات للعام المعلن.
تأثير ستارلينك:
دخول خدمة ستارلينك إلى اليمن سيحدث تحولاً جذرياً في قطاع الاتصالات، وذلك للأسباب التالية. سيؤدي ظهور ستارلينك إلى زيادة خيارات الاتصالات المتاحة للمواطنين، مما يقلل من اعتمادهم على شركة "يمن موبايل" التي تسيطر عليها الحوثيون. سيعمل هذا التنافس إلى انخفاض كبير في إيرادات "يمن موبايل"، وبالتالي تقليص الموارد المالية المتاحة للحوثيين.
سيكون من الصعب على الحوثيين فرض ضرائب ورسوم على خدمات ستارلينك، مما يقلل من قدرتهم على جمع الأموال من هذا القطاع. دخول لاعب جديد في السوق يؤدي إلى زيادة الشفافية والرقابة على قطاع الاتصالات، مما يجعل من الصعب على الحوثيين إخفاء عمليات الفساد واستنزاف الأموال، سيسمح ستارلينك للمواطنين بالوصول إلى المعلومات والأخبار بشكل أسهل، مما يعزز من قدرتهم على مراقبة الحوثيين ومحاسبتهم. وسيؤثر انخفاض إيرادات قطاع الاتصالات بشكل كبير على تمويل الأنشطة الحربية للحوثيين. سيؤدي فقدان السيطرة على قطاع الاتصالات إلى تقويض نفوذ الحوثيين و قدرتهم على التحكم في المعلومات والتواصل.
قد يتعرض الحوثيون لضغوط أكبر من المجتمع الدولي والمجلس الرئاسي للدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الصراع.
يعتبر دخول ستارلينك إلى اليمن ضربة قاصمة لميليشيا الحوثي، حيث يسلبها مصدر تمويل رئيسي ويضعف قدرتها على مواصلة الحرب. بالإضافة إلى ذلك، فإن ستارلينك سيساهم في تمكين المجتمع المدني وتعزيز الشفافية والمساءلة.