رسائل أبناء الجنوب إلى المجتمع الدولي في خضم التغيرات الجيوسياسية المتسارعة

السياسة - منذ 1 شهر

عدن ، عين الجنوب | خاص 
 تظل قضية شعب الجنوب العربي محط اهتمام وقلق العديد من المتابعين. ومع ذلك، يُلاحظ صمت واضح من دول التحالف العربي والمجتمع الدولي تجاه هذه القضية العادلة. إن هذا الصمت يهدد بمزيد من التوترات، مما قد يدفع الجنوب العربي إلى خيارات غير مرغوب فيها قد تؤدي إلى التوجه نحو الشرق.

يعاني الجنوب العربي من ظروف اقتصادية وسياسية معقدة، حيث يسعى شعبه لتحقيق هويته الوطنية واستعادة حقوقه المشروعة. ورغم محاولاتهم المستمرة لتحقيق الاستقرار والتنمية، فإن الصعوبات التي تواجههم تكاد تكون هائلة، بدءاً من الحوثيون، والجماعات الإرهابية، والفساد الممنهج، تشكلت فيه حرب سياسية واقتصادية وخدماتية واجتماعية وإعلامية ضد شعب الجنوب بشكل واضح صبر فيها شعبنا الجنوبي لمدة 10 سنوات، بينما التحالف العربي، الذي كان يُعتبر شريكاً أساسياً في دعم القضايا العربية، أصبح مطالباً اليوم بترجمة دعمه على الأرض من خلال خطوات ملموسة لدعم تطلعات شعب الجنوب، فمثلاً بعد إنتهاء الحرب السوفيتية في إفغانستان كانت أول دولتين اعترفتا بدولة إفغانستان، رغم عدم وجود مصالح على الارض للسعودية والإمارات فيها، فقط لمجرد أنها دولة كانت توجهاتها الدينية تختلف عن إيران.

بينما في سياق الجنوب العربي وتاريخه العريق، والذي يحمي مصالح دول الخليج، بل دول العالم أجمع، يظهر الصمت العربي تجاه قضية شعب الجنوب العربي كمثال على تخلي الحلفاء عن قضاياهم. ورغم وجود مصالح مشتركة، لا تتجلى هذه المصالح في أي تحرك فعّال لدعم حقوق الجنوبيين. هذا الغياب للدعم يدفع الكثيرين إلى التفكير في خيارات بديلة، مما قد يُسفر عن عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكنها من المؤكد لن تكون أسوأ من الوضع الحالي، في ظل الصمت العربي، ومحاولات كيانات سياسية شق الصف الجنوبي، والوضع الاقتصادي السيء الذي تنتهجه أحزاب من اجل خدمة مصالح إيران وأدواتها في المنطقة.

يجب على دول التحالف العربي أن تظهر النوايا الحسنة، للشعب الذي وقف الى جانبهم وحمى مصالحهم حتى هذه اللحظة، لابد من تعزيز الحوار مع قيادة الجنوب العربي وتقديم الدعم اللازم لمبادرات السلام والاستقرار، ونؤكد أن السيناريو الذي وضعته الدول في سياق الحل الشامل الذي نعلم كيف سيكون، لن يعزز أي إستقرار، بل على العكس، قد يزيد الطين بله، علاوة على أن شعب الجنوب حتماً لن يرتضي ذلك مهما كلف الأمر، بل سيزيد من رغبة الجنوبيون للبحث عن بدائل، تتبدل فيه الامور بين لحظة وضحاها، وعلى الرغم أنه له عواقبه، ولكن كما أشرنا لن يكون أسوأ من هذا الوضع الحالي والممنهج.

يجب أن يتفهم العالم أن إرداة الشعوب لا يمكن تجاوزها، والدليل إستقرار دول اوروبا، ومن هذا المبدأ ينبغي أن يكون دعم حقوق الجنوبيين في مقدمة اهتمامات الدول العربية، فالتحالف يجب أن يسعى إلى تعزيز موقفهم في المجتمع الدولي.

فليس من المنطقي أن يتم إغفال التاريخ، يجب أن تُدرك الدول العربية أن التاريخ والجغرافيا لا يمكن تجاهلهما. ولا بد أن تكون هناك خطة واضحة لدعم الجنوبيين في سعيهم نحو الاستقلال والاستقرار.

ونعلن للعالم أجمع أنه إذا استمر الصمت والتجاهل، فإننا كجنوبيين وجدنا أنفسنا مؤخراً مضطرين للبحث عن دعم في أماكن أخرى، مما قد يعيدنا إلى خيارات استراتيجية غير مرغوبة في نظر الآخرين، ولكن ينبغي أن يتفهم العالم أن مصلحة شعبنا حتماً فوق كل إعتبار. التوجه شرقاً ليس مجرد خيار بل هو دعوة للتعامل مع قوى قد تكون أكثر مصداقية مع قضيتنا العادلة.

إن على الحلفاء أن يدركوا أن الوقت قد حان للحديث والعمل. لا يمكننا الانتظار طويلاً في ظل الصمت الحالي. نحن بحاجة إلى دعم حقيقي ومؤثر يحقق مصالحنا المشتركة. فإما نتحد جميعاً من أجل مستقبل أفضل لشعب الجنوب العربي ودول العالم أجمع، أو ستكون هناك سياسات تدفعنا إلى خيارات قد تكون لها عواقب وخيمة، ومن المؤكد أننا قد صبرنا بما فيه الكفاية، ولن نبالي بأي عواقب دامت تمثل طريقاً أكثر موثوقية وتحمي مصالح شعبنا وأمتنا في دولة الجنوب العربي الحر.

فيديو