الإخوان وإستغلال الدين والقضايا الوطنية والإجتماعية والإرهاب لتعزيز نفوذه

تقارير - منذ 7 شهر

عدن ، عين الجنوب | خاص

حزب الإصلاح، الذي تأسس في عام 1990 كمزيج من القيم الإسلامية والتوجهات القبلية والسياسية، قد تأثر بوضوح بأيديولوجية الإخوان المسلمين، حيث يُعد الحزب من أبرز الحركات الإسلامية السياسية في المنطقة التي تتبع الفكر الإخواني. لعب الحزب دور هام في الحياة السياسية اليمنية، واستطاع الحصول على دعم شعبي واسع، لكنه أثار الكثير من الانتقادات بسبب ارتباطه بالتيارات المتطرفة.

يستند حزب الإصلاح إلى أيديولوجية دينية تسلطية تروج لتطبيق معتقداته في السلطة، مثلما تفعل جماعة الإخوان المسلمين وفروعه في العراق وسوريا ويستخدم الحزب الخطاب الديني لاستمالة الجماهير وكسب الشرعية الدينية لتحقيق أهدافه السياسية. وقد أدى ذلك إلى اكتسابه شعبية واسعة في بعض الأوساط، خاصة في المحافظات الشمالية والوسطى.

وُجهت لحزب الإصلاح أشارات بتقديم الدعم لجماعات مسلحة مرتبطة بفكر الإخوان المسلمين، لا سيما خلال الأزمة اليمنية. وأتهمته بعض الأطراف بتسهيل أنشطة الجماعات المتطرفة وتوفير بيئة خصبة لنمو هذه الجماعات بسبب دعمه لبعض الجماعات المسلحة كجزء من الصراع السياسي والعسكري خاصة في الجنوب (تقرير حماية الصحفيين).

دور حزب الإصلاح في الأزمة الحالية مثير للريبه، إذ يعتبر طرف أساسي في تعميق الأزمة وعدم الاستقرار. فبينما ساهم الحزب في دعم الثورة الشعبية ضد نظام علي عبد الله صالح عام 2011، يُتهم الحزب أيضاً بالتحالف مع بعض الجماعات المسلحة التي ساهمت في زعزعة الاستقرار، مما أثّر سلباً على فرص تحقيق السلام في البلاد​.

تقرير افاد أن الإصلاح يُعد مثالاً للنفوذ الإقليمي لجماعة الإخوان المسلمين، إذ يرتبط بعلاقات وثيقة مع دول داعمة للإخوان المسلمين، والتي تقدم دعم سياسي ومالي. ويرى بعض المحللين أن هذا الدعم الإقليمي يعمق من الأزمة الحالية ويدعم تيارات العنف والتطرف، مما يعيق الوصول إلى حلول حقيقية.

حيث يُعتبر حزب الإصلاح اليمني، الذي يحمل أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين، من الأمثلة البارزة على استغلال الدين للوصول إلى السلطة، وتورطه في دعم أنشطة العنف والجماعات المسلحة. ويُظهر هذا الاستغلال في عدة محاور:

توظيف الدين لأغراض حزبية، وتعزيز شرعيته السياسية، ويستخدم المساجد والخطابات الدينية لاستمالة الجمهور. وقد اعتمد الحزب في خطاباته على مفاهيم مثل الجهاد ونصرة الدين لتحفيز الشباب على الانضمام إلى صفوفه أو لدعم حلفائه، متخذاً من هذه المفاهيم الدينية أداة لتمرير أجنداته السياسية.
مثال على هذا، تصريحاته المتكررة التي تدعو لتطبيق الشريعة، متبعاً استراتيجية مشابهة لما تفعله جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بينما عند وصولهم الى الحكم لم يقوموا بأي تطبيق لذلك.

وفي الجانب الآخر تلاحقت مظاهر متعددة لحزب الإصلاح بالتعاون مع عناصر متطرفة، مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. يُعتقد أن الحزب سعى إلى استخدام هذه الجماعات كقوة عسكرية مؤثرة، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى، لتعزيز نفوذه في الصراع ضد خصومه وأطراف أخرى. تقارير متعددة أكدت أن الحزب وفّر بيئة مواتية لنشاطات هذه الجماعات المسلحة، وأحياناً قام بتمويلهم، مما أدى إلى تصعيد العنف وزعزعة استقرار المنطقة.

أفادت تقارير بوجود تحالفات ضمنية في بعض المناطق بين عناصر تابعة للإصلاح ومجموعات متطرفة تسعى لتحقيق أهداف توسعية، مما يشير إلى تداخل في الإيديلوجيات بين الحزب والجماعات الإرهابية.

تشير تقارير أخرى إلى تلقي حزب الإصلاح دعماً مالياً من دول إقليمية، مما يساهم في تمويل عملياته وتقوية نفوذه. ويُعتقد أن بعض هذا التمويل استخدم لدعم الأنشطة العسكرية وتوسيع نفوذ الحزب على حساب القوى الأخرى. هذا التدخل الإقليمي قاد إلى تعقيد النزاع، حيث استغل الحزب الدعم الخارجي لتعزيز علاقاته بالجماعات المسلحة والمتطرفة، وبالتالي زيادة حدة التوتر الداخلي في البلاد. تضمن ذلك إستغلال حزب الإصلاح حالة الفوضى والفراغ الأمني لتوسيع مناطق نفوذه تحت غطاء الدفاع عن الدين، وساهم في عسكرة عدد من الشباب اليمني للدفاع عما يصفه بـالقضية الإسلامية. ويعتمد الإصلاح في هذا على أيديولوجية ذات طابع ديني تحث على التصدي للخصوم الذين يراهم تهديداً لأهدافه التوسعية، بينما في الواقع يتحالف مع أطراف مخالفة لإيديلوجياته مثل الحوثيين.

تُظهر هذه الأمثلة بوضوح استغلال حزب الإصلاح اليمني للدين كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية واستغلاله للوضع الحالي غير المستقر في بعض المناطق من أجل دعم أجندته الداخلية والإقليمية، مما يعمق من الأزمة ويؤدي إلى تزايد الأنشطة الإرهابية في البلاد.

لإعطاء أمثلة واضحة عن استغلال حزب الإصلاح للدين في توجيه أجنداته السياسية وعلاقاته المشبوهة بجماعات مسلحة، يمكن الرجوع إلى حوادث ووقائع دقيقة تكشف عن نماذج مباشرة لهذا الاستغلال.

الدور في دعم المجموعات المسلحة ذات الأيديولوجيا الدينية، أفادت فيها تقارير متعددة عن تواطؤ حزب الإصلاح مع عناصر متطرفة خلال معركة تعز، حيث تعاون الحزب مع جماعات محلية بعضها ذو خلفية متطرفة لفرض سيطرة على مناطق معينة ضد خصومهم، بما في ذلك القوات التابعة لطارق المنتمي الى المؤتمر. وقد أشارت بعض التقارير إلى أن حزب الإصلاح قام بتسهيل دخول بعض الجماعات المسلحة ذات الأيديولوجية المتطرفة للقتال إلى جانبه، مما أدى إلى حالة من العنف والفوضى في المحافظة.

وفي محافظة أبين وشبوه، أُبلغ عن تواجد لعناصر تنظيم القاعدة في مناطق كان يسيطر عليها حزب الإصلاح. بعض التقارير أشارت إلى أن الحزب لم يتخذ أي خطوات فعلية للحد من تواجد هذه العناصر، حيث يعتبر بعض المحللين أن هناك تداخلاً في المصالح مع القاعدة، وهو ما أتاح لبعض عناصر التنظيم التحرك بحرية واستغلال الفراغ الأمني في المنطقة. هذه الحالة تعكس كيفية استغلال الحزب للفصائل المتشددة لتمرير أجندته في مناطق معينة، من خلال استغلال الدين لتجنيد الشباب، على سبيل المثال، استخدم حزب الإصلاح الخطب الدينية والشعارات المرتبطة بالقتال لتحفيز الشباب اليمني على الانضمام إلى صفوفه في مواجهة منافسيه. ورغم أن الهدف كان مواجهة عدو مشترك، إلا أن الحزب تمكن من استغلال هذا الخطاب الديني بشكل فعال لتجنيد العديد من الأفراد، حيث شجعت قنوات إعلامية موالية للحزب على الانخراط في صفوفه مما أدى إلى استقطاب المزيد من الشباب للقتال. حصل فيها حزب الإصلاح على دعم مالي كبير من دول إقليمية، التي تدعم جماعات متطرفة في المنطقة. ويُعتقد أن بعض هذا الدعم تم توجيهه إلى مناطق الصراع لتعزيز تحالفات الحزب مع جماعات مسلحة، مما أدى إلى زعزعة استقرار تلك المناطق وزيادة حدة النزاع. مثال على ذلك تقديم دعم مالي إلى قوات مرتبطة بالإصلاح، حيث استخدم الحزب هذا الدعم لبناء ميليشيات مسلحة تحت غطاء ديني.
من خلال هذه الأمثلة، يظهر بوضوح أن حزب الإصلاح استغل الدين والمساعدات الإقليمية لدعم أجنداته، مما ساهم في انتشار العنف وزيادة حالة عدم الاستقرار.

إضافة إلى استغلال الدين لتحقيق أهدافه، يستخدم حزب الإصلاح شعارات مثل الوحدة كغطاء سياسي لإثارة التعاطف الشعبي وتعزيز نفوذه. هذه الشعارات تساهم في تصوير الحزب كوطني، في حين أنه يوظفها لجذب العامة، خاصة في المجتمعات التي تعاني من نقص الوعي السياسي أو الفقر التعليمي، مما يجعل من السهل التأثير على آراء الناس وكسب تأييدهم.

حزب الإصلاح يستخدم شعار الوحدة كوسيلة للتقليل من شرعية خصومه، مثل المجلس الإنتقالي الجنوبي، عبر تصويرهم كخطر على البلاد. وهذا الشعار يدفع بعض العامة إلى تأييد الحزب بدون وعي، حتى وإن كان الحزب يستفيد من النزاع عبر التحالف مع بعض الجماعات المسلحة، أو حتى من خلال التعاون المباشر مع تنظيمات متطرفة وطائفية، مثل القاعدة والحوثيين، وفي سياق متصل، قام الحزب بإدعاءه تمثيل بعض التيارات السنية مثل السلفيين، مما أجبر الولايات المتحدة الأمريكية إتخاذ عقوبات ضد هذه الأحزاب الديكوريه مثل الحميقاني أحد قادة حزب الرشاد، هذا جعل الحزب يعدل عن إستغلاله للدين، وسعى الى إنشاء مجالس وطنية تبدوا على السطح أنها مستقلة، مثل مجلس حضرموت الوطني، تحالف أبناء شبوه، مجلس الحراك الجنوبي الثوري.

وبما أن الحزب يمتلك نفوذاً إعلامياً متعدد الأوجه والشعارات، يستخدمه في بث رسائل حول أهمية الوحدة تاره وأهمية الدين تارة أخرى، لاستمالة العامة وتوجيههم نحو دعم الحزب.
.
من خلال هذه الأساليب، يواصل حزب الإصلاح استغلال الشعارات الوطنية والدينية والقضايا الإجتماعية والجماعات المتطرفة لبسط نفوذه وكسب تأييد العامة، مما يعمق من حالة عدم الاستقرار السياسي ويُعزز من سيطرة الحزب على حساب أمن ورفاهية الشعوب.

فيديو